تحليل | توتنهام يلدغ من جحر أرسنال.. "كلاكيت ثالث مرة"!
حقق أرسنال فوزًا ثمينًا على حسب جاره اللدود توتنهام هوتسبير بهدف دون رد في ديربي شمال لندن الذي جمع بينهما، في الجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، الأحد، ليحتل المركز الثاني بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي قبل المواجهة القادمة بينهما، فيما تجمد رصيد "السبيرز" عند 4 نقاط في المركز الثالث عشر.
وفاز أرسنال بنصف مبارياته خارج أرضه في البريميرليغ أمام توتنهام تحت قيادة ميكيل أرتيتا، بالفوز في 3 مباريات من أصل 6 بنسبة فوز 50%، والواقع أن هذا أقل بفوز واحد فقط ممّا حققه "الغانرز" في 22 مباراة خارج أرضهم ضد الفريق نفسه في المسابقة تحت قيادة المدرب السابق آرسين فينغر، الذي حقق 4 انتصارات فقط خلال 22 مباراة.
كما فاز فريق أرتيتا بست مباريات متتالية خارج أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ مارس/ آذار، وسبتمبر/ أيلول 2013، عندما فاز بثماني مباريات متتالية تحت قيادة فينغر. كما فاز الآن بثلاث مباريات ديربي شمال لندن متتالية خارج أرضهم لأول مرة منذ سبتمبر 1988.
في المقابل فاز توتنهام بأربع نقاط فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن هذا الموسم (فوز واحد وتعادل واحد وهزيمتان)، وهو أقل عدد له في مبارياته الأربعة الافتتاحية للموسم منذ موسم 2015-2016 (0 فوز و3 تعادلات وخسارة واحدة).
كيف تعامل أرسنال مع غياب خط وسطه بالكامل؟
وصل أرسنال إلى ملعب ألدّ أعدائه في غياب خط وسطه بالكامل، متمثلًا بكل من مارتن أوديغارد بسبب الإصابة في الكاحل مع منتخب بلاده، وديكلان رايس بعد طرده أمام برايتون، واللاعب الجديد ميكيل ميرينو بسبب إصابة في الكتف.
كان السؤال: كيف سيتعامل أرسنال مع هذه الغيابات؟ أرتيتا لجأ إلى تغيير الطريقة ولعب بطريقة 4-4-2 بشكل تقليدي، وكان هناك تخوّف من تغيير الطريقة التي اعتاد عليها (4-3-3).
في طريقة لعب أرسنال المعتادة 4-3-3، يتمتع الجناحان الأيسر والأيمن (غالبًا غابرييل مارتينيلي وبوكايو ساكا على التوالي) بحماية كافية من لاعبي خط الوسط بحيث لا تكون عليهم أعباء دفاعية.
ولكن في طريقة لعب 4-4-2 هذه، سيُكلفان بتتبع ظهيري توتنهام الطموحين والمهاجمين، ديستني أودوجي وبيدرو بورو، وبالفعل كما توضح الصورة أدناه، لعب أرسنال بكتلة دفاعية منخفضة، وكان ساكا ومارتينيلي في معاونة الظهيرين بشكل واضح.
الدفاع ضد توتنهام هوتسبير بقيادة أنجي بوستيكوغلو في كتلة منخفضة ليس بالمهمة السهلة، لكن المرونة التي أظهرها لاعبو أرسنال عند امتصاص ضغط توتنهام، ومعدل العمل والجهد الذي بذله الجناحان في مسؤولياتهما الدفاعية والقدرة على التكيّف التي أظهرها جورجينيو وتوماس بارتي في وسط الملعب للتعويض عن لياقتهم البدنية وتقدمهم في السن هي أمور غير ملموسة من شأنها أن تضيف الثقة لهذا الفريق.
تفاصيل بسيطة توضح تواضع هجوم توتنهام
مع مرور الوقت ودخول المباراة الوقت القاتل، واندفاع توتنهام بشكل يائس لمحاولة انتزاع هدف التعادل المتأخر، كانت هناك لحظةٌ تُلخّص بشكل كافٍ خللهم الهجومي.
فقد تيمو فيرنر الكرة ثم استعادها، وتقدم توتنهام بسرعة إلى الأمام عبر ويلسون أودوبيرت، الذي وجد قلب الدفاع كريستيان روميرو، لكن الأخير تعثر بالكرة وهي تحت قدميه، ولم يلعب التمريرة للأمام، وتردد في قراره، ما سمح لأرسنال بالعودة خلف الكرة وإخماد الهجمة.
هذه اللعبة توضح شيئًا ناقصًا في توتنهام، وهو البطء الشديد في القرار، وتكرر الأمر في الدقيقة (14) عندما تباطأ دومينيك سولانكي في التسديد وهو في مواجهة مرمى أرسنال وتدخل ويليام ساليبا وأفسد الكرة عليه. عندما تكون مهاجمًا بقيمة 65 مليون جنيه إسترليني، يجب عليك اختيار قرار أسرع. لم يسدد بسرعة، ولم يمررها إلى يمينه إلى برينان جونسون رغم أن الأخير كان في مساحة خالية كبيرة.
سولانكي بذل جهدًا وحاول النزول وصنع مساحة للآخرين، ولعب بين غابرييل وساليبا ليجعل من الصعب عليهم معرفة من المسؤول عن مراقبته، لكن اللاعب لم يصل للمستويات المطلوبة منه مقارنةً بالسعر الكبير، وأيضًا يجب القول إن جناحي توتنهام سون هيونغ مين وبرينان جونسون كانا يلعبان كثيرًا على الخط ما ترك سولانكي بمفرده.
أرسنال يفوز بنقطة قوته وتوتنهام خسر بنقطة ضعفه
أرسنال هو أفضل فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث التسجيل من الكرات الثابتة بوجه عام، والركلات الركنية بشكل خاص منذ الموسم الماضي، ورغم أن أول الركلات الركنية له اليوم، لم تنفذ بطريقة جيدة، لكنه في الأخير استفاد منها وحقق الفوز.
فمنذ بداية الموسم الماضي، سجل الفريق أهدافًا من كرات ثابتة (باستثناء ركلات الجزاء) أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز (23 هدفًا).
وتخصص أرسنال في هزيمة توتنهام بالركنيات في المباريات الأخيرة، فثلاثة من آخر أربعة أهداف سجلها في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام جاره الغريم كانت من ركلات ركنية، علمًا بأن ثلاثة فقط من أهدافه الـ 88 السابقة في ديربي شمال لندن كانت من ركلات ركنية قبل هدف غابرييل، اليوم.
وفي الوقت نفسه، من بين الفرق المشاركة في موسمي 2023-24 و2024-25، فقط نوتنغهام فورست (23) استقبل أهدافًا من كرات ثابتة أكثر من توتنهام (18 هدفًا، دون ركلات الجزاء)، أي أن أرسنال استفاد من نقطة قوته التي هي نقطة ضعف توتنهام في الوقت عينه.
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
