تحليل | تجارب مانشيني مع السعودية تخطئ الأهداف التكتيكية
اكتفى منتخب السعودية بقيادة روبرتو مانشيني بالتعادل (0-0) أمام تايلاند؛ ليتأهل متصدرًا المجموعة السادسة نحو دور الـ16 من بطولة كأس آسيا 2024 المقامة في قطر.
ورفع منتخب السعودية رصيده إلى سبع نقاط في الصدارة بفارق نقطتين عن تايلاند الثانية فيما ودّعت عمان المسابقة بعدما صار رصيدها نقطتين مقابل نقطة لقيرغيزستان.
الدوسري وغريب معًا
كانت الأفضلية شبه مطلقة للسعودية من ناحية الاستحواذ وعدد الفرص وحتى الحصول على الركنيات إلا أنها لم تتمكن من التسجيل.
كانت المعضلة أمام مانشيني في إشراك سالم الدوسري رغم اهتزاز مستواه أو إشراك عبد الرحمن غريب الذي عادةً يكون ورقةً رابحةً من مقاعد البدلاء. ولأن منتخب السعودية حسم تأهله، فقرر تجربة الاثنين معًا؛ لكن بالطريقة الخاطئة مرة أخرى.
غريب والدوسري تعاونا معًا وصنعا بعض الفرص مثل كرة ثلاثية جاء منها انفراد لعبد الله رديف وعدة فرص أخرى، لكن الاثنين كانا أقرب مرةً أخرى إلى عمق الملعب علمًا أن قوتيهما تأتي على الطرف، خاصة الدوسري، لكن مانشيني أصر على نفس الفكرة، وفي خريطة التحركات أعلاه توضح أن أماكن حركة الدوسري وغريب كانت في قلب الملعب أكثر.
لا شك أن لاعبَين بإمكانيات الدوسري وغريب يمكنهما صنع الفارق في أي مركز في الثلث الهجومي الأخير؛ لكن نقاط قوتيهما تأتي من طرف الملعب أكثر. واكتفى سالم الدوسري بصناعة فرصة وحيدة من عمق الملعب، وهو رقم قليل للغاية على نجم الهلال.
مانشيني يواصل التجارب الغريبة
مانشيني وكأنه أراد مزيدًا من التجارب في هذه المباراة ربما ليصل لقناعة تامة بأفضل الخيارات قبل مواجهة كوريا الجنوبية في دور الـ16. استخدم مانشيني 8 لاعبين جدد لم يسبق لهم أن لعبوا، لكن ما القناعة التي من الممكن أن تأخذها بوضع لاعب وسط في خانة الدفاع وفي دفاع ثلاثي؟!
هل يمكن مثلًا أن تتخيل أن يلعب محمد كنو كمدافع على اليمين؟! الموضوع ربما يمثل تجربة في مباراة تحصيل حاصل؛ لكنها غير مفهومة بالنظر إلى وجود لاعب مثل علي لاجامي قلب الدفاع الصريح في دكة البدلاء.
التجربة قد تكون اضطرارية لو هناك عجز في الدفاع فهنا تلجأ إلى خيارات أخرى؛ لكن المنتخب السعودي يمتلك مدافعين بالفعل! فهل من المنطقي أن يكون مانشيني يُجرب الخيبري ليلعب به كمدافع مثلًا أمام سون هيونغ مين؟ بالتأكيد لا!
تواضع الأجنحة الخلفية
بدأ حسن كادش في خانة "الظهير" على اليسار، على حساب ناصر الدوسري ومحمد البريك، ولعب فواز الصقور على حساب سعود عبد الحميد.
فرصة وحيدة فقط كانت حصيلة الثنائي كادش والصقور، مع عرضيتين صحيحتين، وفي الشوط الأول رغم مساحة التقدم التي كانت أمامهما على الرواقين؛ ظلّا بلا فاعلية هجومية كبيرة.