تحليل | بيتكوفيتش منح أوغندا الكرة وأخذ الثلاث نقاط
تفوق السويسري فلاديمير بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر في الشوط الثاني أو "شوط المدربين" -مثلما يسمى- على زميله البلجيكي بوت بول مدرب المنتخب الأوغندي، ولعب دورًا كبيرًا في عودة "الخضر" بالفوز والنقاط الثلاثة من العاصمة كامبالا بنتيجة (1-2) في تصفيات كأس العالم 2026.
وقلب المنتخب الجزائري تأخره في النتيجة بـ (1-0) خلال الشوط الأول لمباراته ضد "الرافعات" الأوغندية إلى فوز بـ (2-1) خلال الشوط الثاني، وهو الانتصار الذي ظهرت فيه لمسة المدرب السويسري بشكل واضح.
منتخب الجزائر "الشبح"
وقدّم منتخب الجزائر في الشوط الأول لمباراته أمام أوغندا واحدة من أسوأ مستوياته خلال الأعوام الأخيرة، حيث ظهر لاعبو المدرب بيتكوفيتش بلا روح ولا إرادة ولا عزيمة، وغابت عنهم "الغرينتا" المطلوبة في مثل هذا النوع من المباريات.
وكان استحواذ "الخضر" على الكرة سلبيًا دون تشكيل أي خطورة على المنافس، والمصيبة الكبرى أن هذا الاستحواذ، تخلله العديد من الكرات الضائعة للاعبي المنتخب الجزائري، وأبرزها تمريرة المدافع عيسى ماندي السيئة لزميله محمد أمين مداني والتي ضاعت من هذا الأخير، وجاء على إثرها هدف المنتخب الأوغندي.
وكان منتخب الجزائر مثل الشبح، حاضرًا جسدًا دون روح- فوق أرضية ملعب "نيلسون مانديلا" في العاصمة الأوغندية كامبالا، ولم يقم بأي ردة فعل تُذكر بعد تلقيه الهدف، ودخل لاعبوه في حالة تيه، وتميز أداؤهم بالعشوائية وتباعد في الخطوط، مع غياب التركيز والهدوء، وتكرار الأخطاء البدائية.
وباستثناء تسديدة المهاجم سعيد بن رحمة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول والتي ارتطمت بالقائم الأيسر للحارس الأوغندي، فلم يشكّل منتخب الجزائر أي خطورة على دفاع المنافس أمام حيرة لاعبيه، ومعهم مدربهم بيتكوفيتش الذي لم ينجح في إيجاد الحلول.
بيتكوفيتش يمنح بول بوت الكرة ويأخذ النقاط الثلاثة
وفي بداية الشوط الثاني تغيّر وجه منتخب الجزائر، وكأن القناع سقط من أوجه لاعبيه، وظهروا بوجه آخر مغاير فيه الكثير من الإرادة والشجاعة والإقدام، ولقطة الهدف الأول التي انتزع فيها الظهير الأيمن يوسف عطال الكرة من المنافس، وإسهامه في تسجيل حسام عوار للهدف أكبر دليل على ذلك.
ويبدو أن بيتكوفيتش تعلّم من درس الشوط الأول، وفهم بأن اللعب في "أدغال أفريقيا" لا يحتاج للاستحواذ على الكرة، بل الفوز ولا شيء آخر أكثر من ذلك، وذلك بعدما قام المدرب السويسري بتغيير إستراتيجيته في اللعب القائمة على الاستحواذ في الشوط الأول إلى اللعب المباشر، والاعتماد على التحولات الهجومية السريعة في الشوط الثاني.
وبلغ استحواذ منتخب الجزائر على الكرة 59% في الشوط الأول، مقابل 41% للمنافس، ولكن نسبة الاستحواذ هذه قلت في الشوط الثاني وصارت 56% لـ "الخضر" مقابل 44% للمنتخب الأوغندي، وهو ما يظهر بأن بيتكوفيتش قد منح الكرة بشكل أكبر لبول بوت مدرب أوغندا في الشوط الثاني وأخذ منه النقاط الثلاثة، مستفيدًا من تحسن لاعبيه على المستوى الدفاعي، وذهابهم في هجمات معاكسة أثمرت إحداها عن تسجيل الهدف الثاني عن طريق سعيد بن رحمة، مع اللعب بشكل مباشر في ظهر لاعبي الخصم.
بيتكوفيتش يوظّف خطة 3-4-3 لأول مرة مع الجزائر
وقبل مجيئه لتدريب منتخب الجزائر كان المدرب بيتكوفيتش معروفًا بتوظيف خطتي 3-4-3 و3-5-2 مع المنتخب السويسري، لكنه لم يطبقهما مع "الخضر" منذ إشرافه عليهم شهر مارس/آذار الماضي، حيث لعب بخطة 4-4-2 ضد بوليفيا و4-2-3-1 أمام جنوب أفريقيا و4-3-3 ضد غينيا.
وفي لقاء، اليوم الإثنين، ضد أوغندا لعب المدرب السويسري بخطة 4-3-3- في بداية اللقاء، ولكنه أنهاه بالرسم التكتيكي 3-4-3 بعد إخراجه لاعب خط الوسط إسماعيل بن ناصر في الدقيقة (86) وإدخاله المدافع زين الدين بلعيد، ليصبح منتخب الجزائر يلعب بثلاثة مدافعين محوريين، هم بلعيد وعيسى ماندي ومحمد أمين مداني.
يُذكر أن المدرب بيتكوفيتش قاد منتخب الجزائر حتى الآن في 4 لقاءات، فاز في اثنين منها أمام بوليفيا وأوغندا، وتعادل ضد جنوب أفريقيا وخسر أمام غينيا.