تحليل | الزمالك تجاوز أسلوبه الخاطئ أمام بيراميدز غير الحاسم

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-20
احتفال سيف الدين الجزيري بهدفه في مرمى بيراميدز (X/ZSCOfficial)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بلغ الزمالك نهائي كأس السوبر المصري بعدما تفوق على منافسه بيراميدز بركلات الترجيح (5-4) بعد التعادل بهدف في كل شبكة في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب آل نهيان.

وحافظ الزمالك على آماله بتحقيق سوبر آخر عقب السوبر الأفريقي وبنفس السيناريو بعدما تأخر في النتيجة بهدف إبراهيم عادل قبل أن يسجل سيف الدين الجزيري هدف التعادل في الشوط الثاني ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي تصدى فيها محمد عواد لركلة ترجيح كانت المرجحة للزمالك الذي سجل لاعبوه كل ركلاتهم.

أسلوب خاطئ للزمالك وبيراميدز سعيد!

اتبع جوزيه غوميز ضغطًا عاليًا أكثر من المعتاد عنه في مثل هذه المباريات. ربما كان المدير الفني البرتغالي يهدف إلى عدم منح بيراميدز الفرصة لاختصار بناء الهجمة على نصف ملعب فقط، لكن الدرس الأهم من أول 25 دقيقة كان أنه من المستحيل مواجهة فريق كبيراميدز بضغط ثنائي على قلبي دفاعه عندما يكون هذا الضغط من الجزيري وناصر ماهر وعندما يكون في ثنائي خط وسطك لاعبًا يبلغ من العمر 39 عامًا.

فبيراميدز ليس فقط فريق قادر على فك الضغط، بل كان يلعب بطريقة 4/2/3/1 حيث ينشط رمضان صبحي كصانع ألعاب (رقم 10) ما يعني أن ضغط ناصر ماهر على أحد قلبي الدفاع سيستدعي خروج واحد من زياد كمال أو عبد الله السعيد لمطاردة بلاتي توري أو مهند لاشين أو كليهما!

هذا الأمر منح رمضان صبحي الفرصة ليكون خطيرًا، فالمساحات كانت كبيرة في خط وسط الزمالك جراء هذا التقديم غير المبرر أو بالأحرى غير المجدي، إذ قلما تمكن الزمالك من كسب الكرة بهذه الطريقة مع عملية البناء المنظم لبيراميدز، وعليك أن تكون قادرًا على التفرقة بين لقطة حصول الزمالك على الكرة في هدف التعادل وبين ما نتحدث عنه، إذ إن تلك الكرة لم تكن ببناء منظم هادئ لبيراميدز الذي كان سعيدًا جدًا بمحاولات ناصر ماهر وسيف الجزيري للضغط بالنظر لتأخر أحدهما دائمًا في الضغط إلى جانب القدرة الممتازة لمهند لاشين وبلاتي توريه على المحافظة على الكرة إن ازداد ضغط ثنائي الزمالك الأمامي.

المساحات التي تركها الزمالك في خط وسطه أثارت غيرة إبراهيم عادل الذي انضم لرمضان صبحي ليكون ثنائي بيراميدز خطيرًا في أكثر من لقطة وليس فقط في لقطة الهدف الذي أعاد للأذهان الكثير من الحديث عن تشكيلة وميركاتو الزمالك.

الزمالك بلا عمق تشكيلة

يمتلك الفريق الأبيض تشكيلة أساسية جيدة ما دام لا وجود للمصابين. وهو سيناريو غير واقعي، فالإصابات أمر وارد في عالم كرة القدم لكن ما لا يمكن احتماله لفريق كبير كالزمالك هو أن يُحدث غياب أو اثنان كل هذا الاهتزاز في التشكيلة، أما وصف تشكيلة الزمالك بالجيدة وليست الممتازة فيعود إلى أن الزمالك ما زال يحتاج لجناح أيسر مميز في ظل مستوى مصطفى شلبي وعدم إجادة ميشالاك حتى الآن، وكذلك لاحتياج الزمالك لرفع المستوى في مركز رأس الحربة.

لنكن لنعد للغيابات. غياب عمر جابر كان يعني لجوء غوميز إلى خيار محمد شحاتة من جديد في ظل استمرار عدم مشاركة أحمد محمود، بينما كان غياب دونغا يعني أن زياد كمال أصبح تحت خط النار من جديد خاصة وأن شحاتة لم يعد متاحًا.

شحاتة ما زال متمسكًا بعيبه الأكبر وهو عدم إدراكه أن اللعب في مركز 8 يختلف تمامًا عن اللعب كارتكاز أو كظهير أيمن، فالاندفاعات لا بد أن تكون محسوبة والضغط بكامل القوة لا يمكن إلا أن يكون في لقطة مثل لقطة هدف الزمالك حيث الكرة خارج سيطرة المنافس، عكس ما حدث في هدف بيراميدز عندما قرر شحاتة ضغط زر النسف  الذاتي وإخراج نفسه من اللعبة.

أما زياد كمال فإن الحديث بات مكررًا عن عدم حضوره بالشكل المطمئن ولو أن مستواه قد تحسن خلال المباراة على المستوى الدفاعي والتدخلات، لكن مع خطة لعب كالتي يتبعها جوزيه غوميز فإن مسألة إجادة الخروج بالكرة والتمرير في مساحات ضيقة هي ليست من الرفاهيات، لكن خوف زياد من الخطأ بدا واضحًا عليه كما حدث في تلك اللقطة على سبيل المثال عندما خاطر حسام عبد المجيد بالتمرير له لكن كمال تسلم الكرة بالقدم القريبة بدلًا من اليسرى مع وضعية جسد لا تفكر ولو للحظة في استغلال المساحة العملاقة خلفه للتحرك بالكرة بها للأمام ليعيد الكرة من جديد مثيرًا حنق زملائه الذين أشاروا له على ما أهدره.

من مباراة الزمالك وبيراميدز

بيراميدز أقرب في الشوط الثاني

رغم الحديث عن مشاكل الزمالك في الشوط الأول إلا أن المباراة كانت ندية إلى حدٍ بعيد في هذا الشوط، ولو أن ناصر ماهر كان يعيد الزمالك للمباراة بفضل مجهود فردي رائع أتبع مجهود فردي ممتاز من شحاتة في الضغط.

بينما كانت المباراة في الشوط الثاني تميل بشكل كبير لصالح بيراميدز في ظل عدم قدرة الزمالك على الخروج بالكرة بشكل سليم وفشل الكثير من التحولات للفريق بينما حافظ بيراميدز على زخمه بفضل لياقة بدنية لافتة للاعبيه وكذلك تبديلاته التي صحيح خفضت كثيرًا من جودة الفريق، فلا أحد في الدكة بنفس جودة إبراهيم عادل ورمضان صبحي، لكن على أقل تقدير حافظت على المستوى البدني دون إخلال حقيقي بالجودة.

أما الزمالك فحتى الجودة الوحيدة التي كان منتظر رفعها فكانت على الجانب الأيسر، لكن فيما عدا الكرة التي مررها ميشالاك إلى زيزو في الدقيقة 86 وأهدرها الأخير بأعجوبة، فإن الجناح البولندي لم يقدم إضافة كبيرة رغم أنه يفترض أنه لم يحتج لإحداث أثر كبير لتشعر بالفارق مع سوء التمرير اللافت لمصطفى شلبي.

أما على صعيد خط الوسط فإن غوميز اضطر إلى الإبقاء على زياد كمال وعبد الله السعيد لأطول فترة قبل أن يخرج كمال ويشرك محمد حمدي في نهايات المباراة لكن ما لوحظ بشكل كبير بعد اشتراك شيكابالا هو الانفصال الكبير بين رباعي الهجوم الزملكاوي وثنائي الوسط، فحتى وقود زيزو كان قد شارف على النفاذ بينما اللحظات الوحيدة التي كان الرباعي يقترب فيها من السداسي الخلفي كان عندما يقضي بيراميدز فترة طويلة في نقل الكرة إلى الجانب الآخر من الملعب وحينها يتراجع شيكابالا وميشالاك ليتحول الزمالك لما يشبه طريقة 4/4/2 لكن بقي هناك شعور عام وأن دفاع الفريقين مستباح إلى حدٍ بعيد خاصة الزمالك في مباراة جديدة لا يستغل فيها بيراميدز مثل هذه الأوقات التي تلعب في صالحه.

في النهاية احتاج الزمالك لبعض السيناريوهات التي لا تلعب عادة في صالحه، فرمضان صبحي أهدر ركلة جزاء وسجل أوباما هدفًا تم إلغاؤه بداعي التسلل، أما ما يلعب عادة في صالحه فهو تألق عواد وإجادة لاعبيه الفذة لتسديد ركلات الترجيح ليخرج الزمالك فائزًا.
 

شارك: