تحليل | البرازيل تلعب كمنتخب صغير وفينيسيوس لا يمتلك رصيدًا

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-07
-
آخر تعديل:
2024-09-07 13:24
فينيسيوس جونيور مهاجم منتخب البرازيل لكرة القدم (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حصدت البرازيل نقاط مباراتها أمام الإكوادور، وذلك بعدما هزمتها بهدف نظيف من توقيع رودريغو، ليصعد منتخب السيليساو للمركز الرابع في جدول ترتيب تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026 التي ستقام بملاعب أمريكا الشمالية.

الانتصار كان يعني إنهاء بطل العالم في خمس مرات سابقة لسجل هو الأسوأ في تاريخه، بعدما توقفت سلسلة عدم فوزه عند 4 مرات، متضمنة ثلاث خسائر متتالية.

البرازيل تلعب كمنتخب صغير

أهم ما يمكنك ملاحظته في أداء "راقصي السامبا"، هو أن الفريق يلعب كمنتخب صغير، والحديث هنا يتضمن الدفاع والهجوم معًا. في الهجوم لا يغامر المنتخب البرازيلي كثيرًا، فلا الظهيران يصعدان معًا إلا نادرًا، ولا لاعبا الوسط يتحركان للأمام مستكشفين مناطق الضعف التي تتكشف في الدفاعات الإكوادورية جراء التمرير المستمر، ولا قلب الدفاع يقوم بالتقدم للأمام مستغلًّا الرقابة على زملائه.

ولأنه لا توجد مخاطرة ولا توجه هجومي كبير في أثناء امتلاك الكرة، فإن المحاصرة للضيوف بقيت من دون أنياب تقريبًا، وكأننا نشاهد نفس مباريات البرازيل في كوبا أمريكا، حيث لا يوجد أي نوع من أنواع المفاجآت إلا فيما ندر.

و"فيما ندر"، ظهر فقط في لقطة الهدف، فقد تحرك رودريغو للخلف بعدما لمح "جيبًا" يمكنه التمركز فيه والتسلم بعيدًا عن الرقابة اللصيقة في الخط الأمامي، ليحول كرة شبه ميتة إلى هدف الفوز من تسديدة من خارج منطقة الجزاء، أنهت صيامه عن الأهداف الرسمية مع البرازيل والذي وصل لقرابة العام.

فيما عدا ذلك، فإن مدرب المنتخب البرازيلي كان خائفًا من أي شيء غير روتيني، وتضمن ذلك ما حدث في الشوط الثاني من تراجع جماعي للخلف. ليس عيبًا الدفاع عن تقدمك في بعض الأحيان، لكن العيب أن يحدث ذلك لمدة 45 دقيقة متواصلة يتراجع فيها السيليساو إلى ثلثه الأخير أمام منتخب ليس من كبار القارة مثلًا، كما أنه لا يوجد سيناريو واضح للارتداد الهجومي، بل إن أخطر هجمة مرتدة في المباراة كانت تلك التي أضاعت فيها الإكوادور التعادل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.

وإن كان الحديث عن أن المنتخب البرازيلي اقتصد في مجهوده استعدادًا للمباراة التالية، فإن واقع الأمر يقول إنه من الصعب أن تقتصد في مجهودك والنتيجة 1-0، كما أن تعليق النتيجة حتى النهاية أجبر مدرب البرازيل على الإبقاء على فينسيوس ورودريغو حتى نهاية المباراة، ليعجزا عن نيل قسط من الراحة.

فرصة لتجربة فينيسيوس ورودريغو

مباراة اليوم كانت فرصة ليشاهد مدربو بعض الأندية الأوروبية عدة أمور تخص لاعبيهم، فقد كانت فرصة لمتابعة تجربة فينيسيوس ورودريغو في قلب الهجوم، وهو مشروع يمكن البناء عليه من جانب كارلو أنشيلوتي، في سياق التفكير في نقل كيليان مبابي إلى الجبهة اليسرى ووضع فينيسيوس كمهاجم متحرك، على أن ينضم إليه رودريغو أحيانًا.

فينيسيوس قام بلقطة مميزة في الشوط الأول، تشبه كثيرًا ذلك الهدف الذي سجله في مرمى بايرن ميونخ في ألمانيا في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما تحرك خلف قلبي الدفاع وتلقى تمريرة بديعة من أندريه، لكن ظهير الإكوادور ألان فرانكو أنقذ الموقف، ومثل هذه التحركات قد تشجع أنشيلوتي على التفكير في هذا الحل لتحسين الهجوم المدريدي.

هل يتعالى فينيسيوس على الكرة في البرازيل؟

ما يزال فينيسيوس أحد اللاعبين المهمين جدًّا في منتخب البرازيل إن لم يكن الأهم، هذا أمر لا جدال فيه. لكن هناك فارقًا بين أن تكون لاعبًا مهمًّا وأن تكون لاعبًا تمكن بالفعل من صناعة تاريخ مع بلادك، وتتعامل على هذا الأساس.

هناك شعور عام بين بعض المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يفيد بأن فينيسيوس يتعالى على الكرة عندما يرتدي قميص منتخب البرازيل، وإن صح هذا الأمر فإنه لا معنى له، لأن فينيسيوس لم يصنع تاريخًا بعد مع منتخب السيليساو.

لا يمكن أبدًا تجاهل ما حققه فينيسيوس من أشياء رائعة مع ريال مدريد منحته رصيدًا كبيرًا مع الميرنغي، لكن هذا لا يمكن أن ينسحب على البرازيل، فرصيده مع الفريق الإسباني لا علاقة له برصيد ليس بالكبير مع السيليساو حتى الآن، وصحيح أنه لا ذنب له في هذا الأمر، في ظل إدارة فنية سيئة للمنتخب، إلا أن شيئًا من الجدية يحتاجه فينيسيوس مع المنتخب البرازيلي.

شارك: