تحليل | أخطاء تكتيكية كلّفت منتخب تونس الخسارة ضد ناميبيا
تواصل فشل منتخب تونس في الفوز بالمباريات الافتتاحية لبطولة كأس أمم أفريقيا للمرة الخامسة على التوالي، بعد خسارته على يد ناميبيا بهدف دون رد (1-0) اليوم الثلاثاء.
المباراة كانت من المفترض أن تكون الأسهل لمنتخب نسور قرطاج في مجموعةٍ تضم مالي وجنوب أفريقيا، بحُكم أن ناميبيا التي حققت أول فوز لها في البطولة القارية تحتل المركز الـ115 في تصنيف الفيفا، وهو ما قد يصعّب مهمة نسور قرطاج في قادم المواعيد.
أسباب خسارة منتخب تونس أمام ناميبيا
لاعبو ناميبيا سددوا 6 مرات على مرمى منتخب تونس، وهذا هو ثاني أعلى معدل محاولات على المرمى في الجولة الأولى، حتى وقت كتابة هذه السطور، بعد مباراة نيجيريا (7). ومن بين 6 محاولات لناميبيا، كانت هناك 4 فرص محققة، وهو أيضًا ثاني رقم بعد نيجيريا (5 فرص محققة).
أي أنّ ناميبيا تفوّقت على منتخبات قوية مثل مصر والجزائر والكاميرون والسنغال في عدد المحاولات على المرمى، وهو ما يعني أن هذا المنتخب لم يسرق الفوز، بل المفاجأة أن يخرج منتخب تونس بهدف واحد فقط في شباكه.
شجاعة ناميبيا
كل شيء كان يوحي بأن ناميبيا ستكون كالصيد السهل لتونس؛ لكن في الواقع التألق لم يأتِ فقط على مستوى الهجوم والدفاع. فبعض المنتخبات الصغيرة عندما تلعب مواجهةً قويةً أمام خصم قوي تلجأ إلى الدفاع في مناطقها؛ لكن ناميبيا لم تلجأ أبدًا إلى ذلك.
ناميبيا -كما توضح الصور أعلاه- لجأت إلى الضغط العالي على منتخب تونس، ومن مناطقه، وأخرجت دفاعها للأمام.
في أول ربع ساعة، لجأت ناميبيا إلى اللعب بـ5 مدافعين؛ لكنهم بمرور الوقت عرفوا كيف تؤكل الكتف من تصعيب مهمة تونس في الخروج بالكرة.
جلال القادري كرّر نفس خطأ فيتوريا
وكأن الشيء المشترك بين المنتخبات العربية في كأس أمم أفريقيا 2023 هو التوظيف السيئ، روي فيتوريا مدرب مصر استخدم محمد صلاح بشكل خاطئ كمهاجم متأخر.
اليوم، مدرب تونس، جلال القادري، وظّف واحدًا من أهم لاعبيه وهو إلياس العاشوري على الطرف الأيمن علمًا أن اللاعب قوته كلها تكمن على الجانب الأيسر.
العاشوري يلعب مع فريقه كوبنهاغن على اليسار، بما يتيح له استخدام قدمه المفضلة اليمنى؛ لكن القادري قيّض تلك القدرات بتوظيفه في جانب مغاير. واتضح في اللقطات الفريدة التي كان فيها العاشوري على اليسار، أنه استطاع صناعة الخطورة.
لغز دفاع تونس
في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا 2023 تلقت تونس هدفًا واحدًا فقط في 6 مباريات كأفضل خط دفاع، وفي مباراة واحدة في أمم أفريقيا تلقت هدفًا، والحصيلة كانت قابلة للزيادة.
خرجت تونس في 17 مرة بشباك نظيفة من أصل 24 مباراة مع القادري، ورغم كل هذه الأرقام الدفاعية المميزة، كانت ثغرات تونس لا تُعَدّ ولا تُحصى اليوم.
مساحات على الطرفين وفي عمق وسط الميدان، في غياب لاعب وسط دفاعي قوي، وسوء في الضغط والتمركز، لدرجة أن علي معلول لم يقم بعملية ضغط على العرضية التي جاء منها الهدف.
أول فرصتين لمنتخب ناميبيا في الشوط الأول كانتا بنفس الشكل من عمق الدفاع.
قلة العرضيات لمهاجم الصندوق
من مميزات منتخب تونس، قوته في الأهداف الرأسية مع القادري، حيث سجل حوالي 7 أهداف أو أكثر من رأسيات.
عندما دفع بمعلول "الخطير هجوميًا مع الأهلي" وكشريدة كان من المفترض أن يمدّا هيثم الجويني بالعرضيات التي يحتاج إليها.
لكن منتخب تونس اكتفى بعرضيتين صحيحتين فقط طوال الـ90 دقيقة، بسبب استحياء الظهيرين من التقدم الهجومي، وإرسال العرضيات المطلوبة!