تونس وناميبيا | خسارة صادمة لنسور قرطاج في كأس أمم أفريقيا
أسفرت مباراة تونس وناميبيا عن ثاني خسارة عربية في كأس أمم أفريقيا 2023 التي تستضيفها كوت ديفوار من 13 يناير وحتى 11 فبراير 2024، عقب فشل "نسور قرطاج" في تجنّب الهزيمة أمام نظيرهم الناميبي، وسقطوا بهدف دون رد، اليوم الثلاثاء، في افتتاحية مواجهات المنتخبين ضمن منافسات المجموعة الخامسة في "الكان".
وجاءت مباراة تونس وناميبيا لتؤكد استمرار "نحس العرب" مع تحقيق الفوز بعد عجز الثلاثي: مصر والجزائر وموريتانيا، الذين سبقوا تونس باللعب في البطولة، على تحقيق الانتصار، إذ تعادل "الفراعنة" مع موزمبيق (2-2)، و"الخضر" مع أنغولا (1-1)، في حين خسر "المرابطون" اليوم بصعوبة بالغة أمام بوركينا فاسو (0-1)، في انتظار دخول المغرب المنافسات غدًا الأربعاء بمواجهة تنزانيا.
تونس وناميبيا.. "المحاربون الشجعان" يباغتون أبناء القادري
استهل منتخبا تونس وناميبيا حوارهما على ملعب "أمادون غون كوليبالي" بمدينة كورهوغو، القريبة من الحدود المالية، أحد منافسي "النسور" في المجموعة، بأسبقية مبكرة للممثل العربي، الذي كاد أن يفتتح باب التهديف مبكرًا برأسية لمهاجمه طه ياسين الخنيسي والتي اصطدمت بتألق الحارس الناميبي، لويد كازابو، في الدقيقة (4)، فرصة وحيدة من الخنيسي غادر بعدها اضطراريًّا للإصابة في الدقيقة (15).
وبشكل غريب ودون مقدمات، دانت الأفضلية في مباراة تونس وناميبيا إلى لاعبي الأخير، الذين أمسكوا بزمام المبادرة وأحرجوا التونسيين بعدد من الفرص الخطيرة، التي كان أبرزها بقدم القائد بيتر شالوليلي، محترف ماميلودي صن داونز، الذي أهدر فرصتين سانحتين للتهديف في دقيقة واحدة، إثر تألق الحارس التونسي البشير بن سعيد في التصدي.
الشوط الأول من مواجهة تونس وناميبيا شهد فوضى تكتيكية في أداء المنتخب على مستوى جميع الخطوط، فالارتباك بدا واضحًا في خط الدفاع، والهجوم عجز عن إيجاد الحلول؛ لكنّ الملاحظة الأهم كانت تخصّ خط الوسط الذي لم يجد آلياته المعروفة في ظل إبقاء عيسى العيدوني، ذي الصبغة الدفاعية احتياطيًّا مقابل الدفع بالثنائي أنيس بن سليمان ومحمد علي بن رمضان، المعروفين بقدرتيهما على الزيادة الهجومية.
في الشوط الثاني من حوار تونس وناميبيا، بادر جلال القادري بإقحام العيدوني بديلًا لبن رمضان، على أمل استعادة التوازن المفقود، واقترب "النسور" من تحقيق مرادهم في أولى ثواني الشوط، لولا تألق الحارس كازابو في تحويل رأسية المساكني المتقنة إلى الركنية في الدقيقة (46).
وفي سيناريو شبيه بالشوط الأول، أهدر الناميبيون فرصة افتتاح النتيجة في مناسبتين بالدقيقتين (50 و51)؛ لكنّ الطالبي وبن سعيد استبسلا في الحفاظ على عذرية الشباك.
واستمرّت المباراة سجالاً بين محاولات المنتخبين، دون تهديف أحدهما، ولا سيما لاعبي تونس، الذين اصطدموا بتألق الحارس الناميبي، الذي تألق بشكل لافت، خاصة أمام رأسية المساكني التي أخرجها من قلب المرمى بأعجوبة في الدقيقة (80).
هدف ناميبيا في تونس
وفي وقت كانت تتجه فيه المباراة نحو نهايتها، نزل الخبر الصاعق على منتخب تونس الذي اهتزّت شباكه بهدف ناميبي في الدقيقة (88)، حمل توقيع ديون هوتو، ليبصم على الفوز الأول في تاريخ الناميبيين في "الكان".
مباراة تونس وناميبيا.. تفشل في إنهاء عقدة البدايات
لم تكن نتيجة تونس وناميبيا مفاجئةً للكثيرين، في ظلّ تعثرات التونسيين في تاريخ مشاركاتهم الافتتاحية في "الكان"، التي لم يفوزوا فيها إلا في 5 مباريات فقط، في حين تعادلوا في 9 وخسروا 6.
وتُعَدّ مواجهة تونس وناميبيا هي الأولى بينهما في كأس أمم أفريقيا، بعدما سبق والتقيا لأول مرة منذ 26 عامًا لحساب مواجهتي تصفيات كأس العالم فرنسا 1998، واللتين فاز بهما المنتخب التونسي ذهابًا وإيابًا بين تونس وويندهوك.
وبعد انقضاء مباراة تونس وناميبيا.. فشل "نسور قرطاج" في إنهاء عقدة عمرها 11 عامًا، إذ فشلوا في الفوز بأي من مبارياتهم الافتتاحية الأربعة الأخيرة في نسخ كأس أمم أفريقيا الأخيرة، (تعادل في مباراتين وخسارة في مناسبتين)، ويعود آخر فوز إلى نسخة 2013، التي احتضنتها جنوب أفريقيا، والذي جاء على حساب الجزائر بهدف يتيم وتاريخي من قدم قائد المنتخب الحالي، يوسف المساكني.
بعد الفشل أمام ناميبيا.. "النسور" تسعى لتصحيح تاريخها
رغم الفشل في امتحان تونس وناميبيا.. يسعى "نسور قرطاج" لإنهاء 20 عامًا من الانتظار، من أجل اعتلاء منصة التتويج في بطولة كأس أمم أفريقيا، في هذه النسخة الرابعة والثلاثين من "الكان".
ويشارك منتخب تونس في أمم أفريقيا للمرة الـ21 في تاريخه والـ16 على التوالي، إذ عزز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات ظهورًا في نسخ متتالية بالبطولة، في انتظار أن يضع حدًّا لفترة طويلة من الترقب بلغت 20 عامًا، لحصد لقبه الثاني في المسابقة بعد الأول الذي تُوّج به على أرضه وبين جماهيره عام 2004 على حساب المغرب (2-1).
ملخص مباراة تونس وناميبيا 0-1
مالي تطيح بجنوب إفريقيا وتعلن عن أهدافها
وفي المباراة الثانية لحساب المجموعة ذاتها، قدّم مالي أوراق اعتماده بشكل مبكّر بفوزه على جنوب أفريقيا بثنائية نظيفة.
وأتيحت فرصة مثالية لمنتخب "البافانا البافانا" للتقدم في النتيجة، غير أنّ نجمه ومحترف الأهلي بيرسي تاو، فشل في ترجمة ركلة جزاء في الدقيقة (19)، لتعود "نسور مالي" في الشوط الثاني لتعاقب منافسها بتسجيل هدفي الفوز وتأمين صدارة المجموعة في غضون ست دقائق بفضل قائده هاماري تراوري في الدقيقة (60) ومهاجمه لاسين سينايوكو في الدقيقة (66).
فوز أثبت عزم مالي على المنافسة بقوة في هذه النسخة، عقب تسيّدها المجموعة الخامسة برصيد 3 نقاط وبفارق الأهداف عن ناميبيا، في حين بقي منتخبا تونس وجنوب إفريقيا ثالثاً ورابعاً على التوالي وبلا نقاط.