تاريخ مجسم كأس العالم.. بين السرقة والتطوير

تاريخ النشر:
2022-04-18 19:19
-
آخر تعديل:
2022-04-19 09:42
أساطير لكرة القدم البرازيلية يحملون كأس جول ريميه (يمين) وكأس العالم في نسختها الحالية (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يفصل العالم أقل من 220 يوماً عن افتتاح منافسات مونديال قطر 2022، حيث تجتمع المنتخبات من مختلف أنحاء العالم في الدوحة، بحثاً عن المجد الذهبي الذي يُحدِّد ملامحه إستاد "لوسيل" محتضن المواجهة الختامية للبطولة، فَما هي حكاية الكأس الذهبية المُقدَّمة للمنتخب المُتوّج باللقب.. موقع "winwin" يضع بين يدي قرّائه رصداً لتاريخ صناعة الكأس ومراحل تطورها. 


كيف أتت فكرة كأس العالم لكرة القدم؟

في عام 1904، احتضنت العاصمة الفرنسية باريس أول اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بحضور 7 دول مختلفة هي فرنسا وهولندا وإسبانيا والسويد والدنمارك وسويسرا وبلجيكا، ليخرج المجتمعون بفكرة إطلاق بطولة كأس العالم، لكن بدء التنفيذ العملي تطلب وقتاً طويلاً استغرق 26 عاماً.

وفي عام 1930 وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على احتضان دولة الأوروغواي النسخة الأولى من المونديال، مع تنظيم المسابقة كل 4 أعوام، وقبل عامين من انطلاق النسخة الأولى، اتفقت الدول المشاركة على تقديم جائزة للفريق المتوج باللقب، لتظهر من هنا فكرة "كأس النصر" أو "كأس جول ريميه".


الكأس الأولى: كأس النصر أو كأس جول ريميه

منذ انطلاق منافسات كأس العالم عام 1930، قدّم الاتحاد الدولي لكرة القدم نسختين مختلفتين من الكأس الذهبية للمنتخبات المُتوجة باللقب.


وحملت النسخة الأولى من الكأس اسم "كأس النصر"، ثم أُطلق عليها اسم "كأس جول ريميه"، نسبة إلى جول ريميه، رئيس الاتحاد الدولي الأسبق، والذي وُصِف بالأب الروحي للبطولة، وقد صُنِعت هذه الكأس من الفضة، مع طلائها بالذهب.

ويعود الفضل في تصميم الكأس الأولى إلى النحات الفرنسي أبيل لافلور، والذي قام بصناعة الكأس في البداية من الذهب، مع استخدام قاعدة من الرخام الأبيض، قبل أن تُستبدل القاعدة عام 1958 بأخرى مصنوعة من اللازورد الأزرق.

وبلغ ارتفاع الكأس في نسختها الأولى ما يصل إلى 35 سنتيمتراً، وبلغ وزنها 3.8 كيلوغرامات، فيما كان الشكل في بدايته يشير إلى "نايكي" أيقونة النصر لدى اليونانيين، مع وجود قدر ذهبي يرمز إلى المنتخب المُتوج بالبطولة.


وفي عام 1970 تُوج المنتخب البرازيلي بلقب المونديال للمرة الثالثة في تاريخه، ليحصل على حق الاحتفاظ بالكأس للأبد وفقاً للقوانين، لتوضع الكأس في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم داخل خزانة زجاجية مضادة للرصاص، لكن البرازيل تلقت يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول عام 1983 صدمة سرقة الكأس والتي لم تظهر "في نسختها الأصلية" حتى هذه اللحظة.


الكأس الثانية: البديلة لكأس جول ريميه

وفي عام 1970، قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم صُنع كأس بديلة، بعد احتفاظ البرازيل بكأس "جول ريميه"، ليتلقى الفيفا 53 عرضاً من فنانين ونحاتين من 7 دول مختلفة، قبل أن يقع الاختيار على النحات الإيطالي سيلفيو غازانيغا، العامل حينها في شركة "لبيرتوني" لصناعة الميداليات.


ونجح غازانيغا الذي توفي عام 2016، عن عمر ناهز 95 عاماً، في تقديم كأس لن ينساها التاريخ، وهو المجسم الذي بلغ ارتفاعه 36.5 سنتيمتراً، مع قاعدة قطرها 13 سنتيمتراً، كُتِب عليها كأس العالم.

روبرتو كارلوس يتوسط نسختي كأس العالم
اللاعب البرازيلي السابق روبرتو كارلوس مع مُجسم لكأس جويل ريميه وآخر لكأس العالم الحالية

ويظهر في المجسم شخصان من الرياضيين يحملان الكرة الأرضية، في إشارة إلى البطولة التي تجمع منتخبات العالم في محفل واحد، مع وجود طبقتين من المرمر تزينان الكأس الذهبية التي يبلغ وزنها 5 كيلوغرامات كاملة.


وباتت صناعة كأس العالم تعيش مراحل مختلفة من حيث القيمة المالية، حيث بلغت التكلفة للنسخة الأولى التي صنعها غازانيغا ما يصل إلى نحو 50 ألف دولار أمريكي، بينما تُقدر تكلفة صناعة الكأس الحالية وقيمتها بما يزيد عن 10 ملايين دولار.


بعد إنجاز البرازيل.. هل يوافق الفيفا على احتفاظ أحد المنتخبات بكأس العالم الجديدة؟

تتطلع منتخبات العالم لنيل ذاك الشرف الذي حازت عليه البرازيل في السابق، وهو شرف الحصول على كأس العالم في معارضها إلى الأبد، حال تُوِّجَت باللقب 3 مرات متتالية.


وربما تبدو هذه الفكرة صعبة للغاية، ولن يقبل بها الاتحاد الدولي لكرة القدم وذلك حسب ما يشير إليه مؤرخون، لكن لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل، فربما نشاهد منتخباً يحظى بالكأس إلى الأبد، ثم نشاهد نسخةً جديدةً من كأس النصر، كأس جول ريميه، أو كأس العالم.

شارك: