بيبي يتحدث لـ winwin عن عبقرية بيليه ومزاجية نيمار
الكثيرون من عشاق الكرة البرازيلية وخاصة ممن عاصروا حقبة الأسطورة بيليه يعتبرون أن المصنع الذي أنجب بيليه وزميله جوزيه مارسيا (واسم الشهرة "بيبي") أغلق أبوابه رغم أن الكرة البرازيلية قدمت نجوما كبارا ومن العيار الثقيل مثل روماريو وزيكو ورونالدينهو ورنالدو وآخرين.
جوزيه مارسيا لا يعرفه الجيل الجديد ولكن سيرة هذا اللاعب على لسان كل برازيلي، هو نجم نادي سانتوس، أي أنه لعب مع بيليه من عام 1954 وحتى عام 1969. ونال بيبي شرف الفوز بكأس العالم مرتين في 58 بالسويد و62 بتشيلي، وهو صديق حميم لبيليه وزميله في فريق الأحلام وفي نادي سانتوس بولاية ساو باولو.
يمتلك سيرة ذاتية مثيرة وحافلة بالأرقام بدءا من دفاعه عن قميص سانتوس في 750 مباراة وأحرز 405 أهداف. وخاض "بيبي" مع "السيليسياو " 41 مباراة وأحرز 22 هدفا. ويبقى فوز "بيبي" بكأس العالم في السويد عام 58 ولقب 62 في تشيلي، الذكرى الأجمل.
وسيحتفل مارسيا بعيد ميلاده الخامس والثمانين قريبا، ومن الأرقام المثيرة التي يمتلكها بيبي هو تدريبه لما لا يقل عن 25 فريقا، وكانت له محطات خليجية بارزة مع السد القطري والأهلي السعودي في الثمانينيات.
كما تولى بيبي تدريب غوارديولا عندما احترف في صفوف النادي الأهلي القطري. ويعود الشرف لبيبي لكونه اكتشف النجم نيمار وكان يلعب في بداياته لنادي سانتوس.
بيبي رحب بكل سرور بدعوة WinWin لإجراء مقابلة مطولة وقال إنه يحب الكرة العربية ويتابعها، كما يتابع إنجازات منتخباتها في كأس العالم، مثل الجزائر والمغرب وتونس والسعودية. وهذا نص الحوار:
لو استعدنا شريط الذكريات، بماذا تحتفظ في ذهنك عن حقبة الخمسينيات والستينيات في نادي سانتوس؟
لقد كان فريق الأحلام، ليس لأنه ضم الأسطورة بيليه، بل لأن صفوفه كانت متكاملة وكنا نلعب بخطة 4-2-4، وهي خطة صعبة جدا وتعتمد على لاعبي خط الوسط وعلى المهاجمين الأربعة في الخط الأمامي. لا أخفي أن الكل كان يلعب لبيليه، ولكن بيليه، وشهادتي فيه مجروحة، كان عبقريا ولن تنجب الكرة في العالم نسخة أخرى منه. نجحنا في تحقيق ألقاب قارية وعالمية وكنت شريكا لبيليه في النجاح.
هل من مقارنة بين كرة الأمس وكرة اليوم؟
اليوم الكرة العصرية أصبحت تعتمد على اللياقة البدنية وعلى الخطط التكتيكية، كرتنا كانت فيها الأولوية للمهارات الفنية ومن الصعب المقارنة بين الحقبتين.
أنت ممن اكتشفوا نيمار في وقت مبكر في سانتوس، حدثنا عن هذا اللاعب؟
نيمار كان منذ بداياته لاعبا موهوبا، وكل مدرب يشعر بأنه محظوظ بوضع يده على هذه الموهبة. كان دائما هدافا لسانتوس، وذهابه إلى برشلونة ساهم في صقل مواهبه، خصوصا أنه لعب إلى جوار موهبة أخرى وهو الأرجنتيني ميسي، وإذا أدرك باريس سان جيرمان نهائي دوري الأبطال فالفضل يرجع وبشكل كبير إلى نيمار، لكن تبقى مشكلته هي المزاجية.
هل الكرة البرازيلية التي أنجبت بيليه قادرة على استنساخ أسطورة أخرى؟
المصنع الذي أنجب بيليه أغلق أبوابه.
ما هي أجمل ذكرياتك؟
حققت إنجازات كبيرة، منها إحرازي لـ 405 أهداف مع سانتوس، ولا يتفوق علي في هذا الرقم إلا بيليه الذي تجاوز حاجز الألف هدف، ولكن تبقى ذكرى الفوز بكأس العالم مرتين في 85 و 62 هي الأجمل.
متى التقيت بيليه لأول مرة؟
كان ذلك في عام 1956 وكان عمره 15 عاما، وشاهدت بداياته وبعد التدريبات صافحته وأتذكر أنني همست في أذنه وقلت له ستكون نجما كبيرا، وكانت توقعاتي في محلها وأصبحنا أصدقاء، وفي 58 أصبحنا صديقين حميمين وساهمنا في صناعة إنجازات لا تنسى، سواء مع سانتوس أو مع منتخب سيليسياو.
متى التقيت بيليه لآخر مرة؟
آخر لقاء مع الجوهرة السوداء كان في العام الماضي عندما شيعنا زميلنا التاريخي كوتينهو إلى مثواه الأخير، وشعرب بأن الشيخوخة أرهقت بيليه، كما أننا نتكلم أحيانا هاتفيا.
ما هي الذكرى التي تعتز بها مع بيليه؟
بدون شك اللعب مع أسطورة كروية لن تتكرر.
وماذا عن نجوم اليوم؟
هناك نجوم يقدمون المتعة مثل نيمار وكريستيانو وميسي، وهؤلاء رفعوا سقف البورصة في العالم بأرقام خرافية.
كيف تقيم منتخب البرازيل اليوم وهل ترشحه للقب؟
البرازيل كانت دائما وأبدا الرقم الصعب والثابت في معادلة المونديال، ولدينا منتخب جيد، والميزة أن جميع لاعبي البرازيل يحترفون في أوروبا وفي أكبر أنديتها، وهذا يساعدنا على التأقلم مع جميع المنافسين، لكن أحذر من منتخبات مثل ألمانيا والأرجنتين ومن ليونيل ميسي لأنه ما زال لديه الكثير في جعبته.
قطر ستنظم أول مونديال في منطقة الشرق الأوسط كيف ترى هذا الحدث؟
أعرف قطر وهي جادة في تنظيمها لهذا الحدث، وسمعت وشاهدت تقارير عن الملاعب الجديدة وعن البنية التحتية وأنا واثق من نجاح قطر في تنظيم نهائيات كأس العالم.
عملت في منطقة الخليج في الثمانينيات وفي عام 2003 حدثنا عن هذه التجربة؟
فعلا تجربتي كانت ثرية وأعتز بها كثيرا، وكانت الأولى في عام 1983- 84 وكان من بين اللاعبين الغاني عبيدي بيليه الذي أصبح نجما عالميا في ما بعد، وكان السد أقوى الأندية القطرية في ذلك الوقت.
وماذا عن التجربة الثانية؟
كانت في الموسم 2003 -2004 وأتذكر أن قطر استقدمت في ذلك الوقت عددا كبيرا من نجوم الكرة العالميين، مثل روماريو وكانيجيا وهييرو وديسائي ولوبوف، وكنت محظوظا بأن بيب غوارديولا كان لاعبا للأهلي في ذلك الوقت بعدما أنهى تجربته مع برشلونة، وكان قائدا في الملعب وتوقعت أن يكون له شأن في التدريب وكان يطلب نصائحي، ونجحت توقعاتي حيث تألق غوارديولا وأصبح مدربا عالميا وأنا فخور بذلك.
كيف رأيت جائحة كورونا؟
هذه الظاهرة للأسف كانت مدمرة وعصفت بالعالم وبالأرواح وحرمت الناس من ممارسة هواياتهم، والعزاء الوحيد أن الجميع يمني النفس باللقاح المنتظر وفي تقديري أن كرة القدم خرجت منتصرة، لأن الكرة تفوقت على كورونا وهذا في حد ذاته انتصار، خصوصا وأن كرة القدم هي خبز يومي للفقراء.
كلمة لقراء موقع winwin
سعدت كثيرا بأن هناك من يفكر في بيبي، لأن الأجيال الجديدة لا تعرفني وهذه فرصة لكي يعرفني الكثيرون، وأتمنى لموقعكم النجاح والانتشار وأهنئكم وأشجعكم، ولا تنسوا أن الكرة هي جسر للمحبة والتآخي.