برشلونة يرفض الدوري الإسباني مع سبق الإصرار

2021-06-08 09:01
Source
+ الخط -

بداية فريق برشلونة المتواضعة في الدوري الإسباني لكرة القدم أعطت أفضلية للأصوات التي تحدثت عن خروجه من دائرة المنافسين على اللقب مبكرا، خاصة مع ابتعاد فريق أتلتيكو مدريد المتصدر بفارق كبير من النقاط، لكن سقوط الروخيبلانكوس في دوامة النتائج الضعيفة وعودة الفريق الكاتالوني التدريجية وتتويجه بكأس ملك إسبانيا أعادته إلى حسابات المرشحين للظفر باللقب. 


ومنذ بداية الموسم كانت هناك مؤشرات عدة أظهرها برشلونة في أداء لاعبي الفريق والإدارة الفنية أظهرت عدم جاهزيته للمنافسة، ولم يكن دخوله بوابة الصراع على لقب الليغا نتيجة ما حققه بقدر ما كان نتيجة هدايا المنافسين لا أكثر، ويُضَاف إلى المؤشرات السابقة التخبط الإداري الذي عاشه النادي وتداعيات ذلك على الحالة الذهنية للاعبين، ولا يمكن تجاهل تأثير تسريب عقد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي خلق حالة من عدم التوازن بين اللاعبين، ووتر علاقة الجماهير بالنادي. 


على صعيد الشخصية، قدم برشلونة واحدة من أسوأ النسخ في العقد الأخير، فقد حقق الفريق نتائج جيدة في مباريات كبيرة، وخسر مباريات أخرى كانت محسومة لمصلحته على الورق؛ فبعد فوزه برباعية على أتلتيك بيلباو في نهائي الكأس، انتصر على ضيفه خيتافي بخمسة أهداف لهدفين، وعلى مضيفه فياريال بهدفين لهدف، ثم خسر على ملعبه بهدف لهدفين أمام غرناطة، في مباراة عدَّها النقاد مباراة ضياع اللقب. 


تذبذُب الأداء فرديا وجماعيا كان علامة فارقة لمباريات الفريق، ولعل خير مثال يكمن في مواجهتي باريس سان جيرمان في ثُمن نهائي دوري أبطال أوروبا؛ فالفريق الذي خسر ذهابا على كامب نو بهدف لأربعة لم يكن الفريق ذاته الذي تعادل في باريس بهدف لهدف وفرض سيطرته وأفضليته على مجريات المواجهة، ولعل الجهاز الفني يتحمل الجزء الأكبر من خروج الفريق من البطولة، وعدم القدرة على الوصول إلى الحالة الذهنية المستقرة التي تتناسب مع حجم البطولة القارية. 


الفريق يملك على صعيد الأسماء ما يؤهله للاستمرار في تقديم نفسه مرشحا فوق العادة لأي بطولة، لكن هذه الأسماء لم تنجح في تقديم أفضل ما لديها؛ فالنجم الأول للفريق ميسي لم يصل إلى مستوى ميسي أفضل لاعب في العالم، على الرغم من تصدره قائمة هدافي الدوري، وجميعنا يدرك وحتى ميسي نفسه أن إمكانياته تفوق ما قدمه هذا الموسم، والأمر ينطبق على نجمي الخبرة الإسبانيين جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس، أما حال الفرنسي أنطوان غريزمان فكان أسوأ؛ فالمهاجم الفرنسي خاض موسما انقسم على مستوى الأداء والفعالية بين الذروة والقاع؛ إذ كان يلعب مباراة ممتازة، ويغيب مباريات وهو حاضر على أرضية الملعب. 


انتهى الموسم بالنسبة لفريق برشلونة، وإذا تحدثنا عن التحضير للموسم المقبل فإن هذه الخطوات بدأت تصطدم بعوائق أبرزها حديث الاستغناء عن المدير الفني للفريق الهولندي رونالد كومان، والبحث عن لاعبي الدعم للموسم المقبل، وهذه مشكلة بحد ذاتها بسبب غياب لاعبين بالجودة التي يحتاجها الفريق، أو ارتفاع أسعارهم مع الأخذ بعين الاعتبار الأزمة المالية للفريق، وهنا سيكون من الصواب الاعتماد على شباب النادي الذين قدموا ما يجعلهم من العناصر الأساسية المؤثرة في مستقبل الفريق. 


وبغض النظر عن سياسة التعاقدات التي ستتبعها إدارة نادي برشلونة، يدرك جميع المتابعين أن أبرز صفقة للنادي ستكون المحافظة على أسطورته ميسي؛ لما يملكه من دور داخل الملعب، ولقيمته السوقية الكبيرة التي تضمن عوائد مالية ضخمة للنادي، ولأن ميسي هو الشخص الوحيد القادر على توحيد برشلونة لاعبين ومشجعين ومدربين وإداريين. 

شارك: