بالحبر السري.. موناليزا البصرة أجمل!

2023-01-13 09:50
حفل افتتاح بطولة كأس الخليج العربي (Getty)
سالم الحبسي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أصبحت منتخبات كأس الخليج 25 بالبصرة "تحت المجهر". بعيداً عن لغة الدبلوماسية الكروية التي استُخدمت في بداية البطولة التي تشهد اهتماماً جماهيرياً متزايداً، وخاصة من جانب الجماهير العراقية التي تزحف وتقطع مئات الكيلومترات من بغداد وتكريت والأنبار والموصل وأربيل في قوافل كروية من محافظات العراق العظيم لتدفع بمنتخبها نحو منصة التتويج وهو المنتخب الذي حقق 3 ألقاب خليجية، وما زالت جماهيره تمني النفس بأن يحقق اللقب الرابع في بطولة تُقام على أرضه وبين جماهيره وبعد عودة تاريخية لنسخة خليجية استثنائية تقام في بلاد الرافدين.

الجماهير العراقية الشغوفة المتعطشة لبطولات الخليج، والتي لا يروي عطشها نهر دجلة والفرات لو شربت منه مدى الحياة، إلا أن تحمل كأس الخليج من جديد، وتلبس في حفل التتويج البشت البصراوي الشهير.. فهي تفتخر بتاريخها وتراثها العريق، وترى أنها صبرت صبر أيوب لسنوات طويلة، واليوم يتحقق حلمها الذي انتظرته من أربعة عقود مرت بحلوها ومرها، وجاء وقت الأفراح.

على شط العرب تنام وتصحوا وتلتقي الجماهير العراقية على حلم واحد والذي بات قريب المنال، بعد أن غدا منتخب العراق قريبا من بلوغ الدور نصف النهائي، حيث يتصدر مجموعته برصيد 4 نقاط بالتساوي مع المنتخب الوطني العُماني.

بعد جولتين لم يعد هناك مناورات صحفية، فقد قدّمت المنتخبات الخليجية أوراق اعتمادها، ففي المجموعة الأولى تبقى بطاقة يتنافس عليها منتخبنا الوطني مع المنتخب السعودي الذي لم يسجل حضوره كما كان متوقعا.. ورغم تصريحات الشهري، مدرب الأخضر، الذي أرجع خسارة فريقه إلى الأمطار الغزيرة المنهمرة وقت المباراة، إلا أن هذا العامل أثر في الجميع.

في المجموعة الثانية عاد منتخب الكويت ووقف على أقدامه من جديد بالفوز القاتل على منتخب الإمارات، وأصبحت الجماهير الكويتية التي تزحف من الجهراء يوميا لتصبح الأكثر حضورا بعد جماهير العراق، وهو ما سيعطي البطولة مذاقًا جماهيريًا أكبر في الجولة الثالثة والحاسمة.

وبعيدا عن المستويات الفنية، فكأس الخليج بالبصرة ترسم لوحة جميلة تشبه لوحة الموناليزا؛ جانب مبتسم وجانب حزين، فالمنتخبات التي وضعت قدمًا في الدور الثاني وفرصها أكبر أصبحت تبتسم، بينما المنتخبات التي خرجت "اليمن والإمارات" تميل إلى وجه الموناليزا الحزين.. ففي كل الأحوال لوحة موناليزا البصرة أجمل بكثير من موناليزا متحف اللوفر!

شارك: