بالحبر السري.. زلزال كويتي بمقياس ريختر!
نجح منتخب الكويت في العودة إلى واجهة دورات الخليج بعد أن ظلّت شمسه غائبةً لسنوات طويلة جدًا، وهو المنتخب الذي يحمل إرثًًا ثقيلًا في كأس الخليج بعشرة ألقاب خليجية تضعه على قمة الكرة الخليجية.. واستطاع شباب الأزرق أن يخطفوا فوزًا مهمًا أمام منتخب الإمارات في المجموعة الثانية بعدما اعتبره المراقبون أضعف منتخبات هذه المجموعة.
الانتصار الذي حققه المنتخب الكويتي أحدث زلزالًا جماهيريًّا وإعلاميًّا داخل الكويت وفي البطولة التي تقام وسط حضور جماهيري كبير وقياسي لم تشهده دورات الخليج من قبل.. وقال الأزرق كلمته في خليجي البصرة بعد صيام دام أكثر من (20 عامًا).. وهو ما جعل ردة الفعل كبيرة والفرحة الكويتية والخليجية عارمة..!
لم يكن احتفال الجماهير الكويتية تقليديًّا بنصرٍ وحيدٍ في هذه النسخة حتى الآن وهي الفرحة الهيستيرية الزرقاء التي لفتت انتباه المتابعين والتي تأتي بعد سنوات عجاف.. فوز طال انتظاره لمنتخبٍ اعتاد منصات التتويج ولم يكن يقبل سوى بالذهب.
يرى الكثيرون أن الفوز الكويتي الأول في خليجي البصرة سيُحدث ارتدادات على منظومة الكرة الكويتية التي باتت تعاني من الكثير من التصدعات الداخلية انعكست نتائجها على شكل منتخب الكويت وصورته في البطولات الخليجية وسجل غيابًا آسيويًّا ملحوظًا بعدما كان أول منتخب خليجي يصل إلى كأس العالم.
الفوز الذي حققه منتخب الكويت على منتخب الإمارات كسر عقدة تاريخية، خاصة أن الفوز جاء بجدارة واستحقاق بعد أداء عالٍ ومستوى فنيّ أفضل بكثير من مباراته الأولى أمام منتخب قطر عندما خسر بهدفين ودون أداء مقنع.. إلا أن الأزرق عاد سريعًا وظهر بروح التحدي وجسارة الشباب.
الانتصار الذي حققه الأزرق جعل جماهيره تتناسى كل الجوانب السلبية والالتفاف حول منتخبهم بشكل جماعي وهو الأمر الذي تصنعه دورات الخليج التي يحاول البعض أن يضرب فيها آخر مسمار في نعش الدورة التي تُثبِت يومًا بعد يوم بأنها ذات أهمية قصوى للكرة الخليجية التي انطلقت إلى العالمية من مهد دورات الخليج!
الاتحاد الكويتي الذي يقوده الأستاذ عبد الله الشاهين كان يقف على المحك في خليجي البصرة؛ لذلك ذرف الشاهين الدموع وهي دموع التحدي والنجاح الذي يرد على الكثيرين الذين خسروا الرهان وتفوق الأزرق بأن يعود إلى واجهة البطولات الخليجية.. فوز واحد يمكن أن يصنع فرحة أمة.. وفوز واحد يمكن أن يغير المستحيلات نحو تطور الكرة الكويتية التي كانت تحتاج إلى استنشاق عبير الفوز.
الفرحة الخليجية المشتركة لفوز الأزرق لها عدة أسباب أهمها أن الكرة الكويتية لها الكثير من الأفضال في دعم الكرة الخليجية وتطورها.. كما أن منتخب الكويت الذي لم تَغِبْ شمسه عند دورات الخليج ويمثل المؤشر ومقياسًا مهمًا للكرة الخليجية.. فعندما تعود الكرة الكويتية؛ تزداد المنافسة التقليدية.. سعدنا جميعًا بعودة الكويت إلى الانتصارات وبإذن الله، يكتب منتخب الكويت دربًا طويلًا من الانتصارات.