بالحبر السري.. حفل يبهر العيون والعقول!

قدم العراق واحدة من أجمل وأروع اللحظات في حفل افتتاح "خليجي 25"..  لحظات ستكتبها ذاكرة التاريخ لدورات كأس الخليج التي انطلقت عام 1970، ونجح العراق في أن يكتب بمداد من ذهب عودة دورة الخليج لأرض بابل.

ما قدمه العراق في حفل الافتتاح كان الأجمل حتى الآن في تاريخ دورات كأس الخليج التي انطلقت منذ عام 1970، حيث بقيت دول الخليج تنافس على تقديم الأجمل والأفضل في حفلات الافتتاح طوال النسخ الـ (24 سابقة)، حتى جاءت البصرة وكتبت تاريخًا جديدًا في تاريخ الاحتفالات.

حفل "خليجي البصرة"، الذي أبهر العقول قبل العيون واختزل (5000 سنة) في لمح البصر، مر على الحضارة الأكادية والسومرية وبابل، وهو التاريخ الذي يقف شامخا لهذا البلد العظيم بتاريخه، حيث يُعد العراق القديم (ميزوبوتاميا) بلاد ما بين النهرين، بلاد الرافدين.

حفل "خليجي البصرة"، الذي خطف الألباب، قُدِّم بتقنية عالية الجودة، وأُخرِج ببراعة تفوق براعة من رسم لوحة الموناليزا، ولوصف حفل البصرة الافتتاحي، تحتاج إلى مقدمة ابن خلدون حتى تتمكن من تقديم وصف دقيق لما قدمه العراقيون في حفل الافتتاح الباهر.

افتتاح باهر لبطولة خليجي 25 بالبصرة

اقرأ المزيد

هذا ما شاهدناه على شاشات التلفزيون، والأحداث التي جرت داخل ملعب جزع النخلة ..فيما كان هناك الشغف الجماهيري الجارف خارج الملعب، الذي شهد زحفًا وحضورًا لا مثيل له، لم أشهد مثله في تاريخ دورات الخليج، فقد خرج الصغير قبل الكبير للمسير نحو موقع الحفل، الذي كان شاهدًا على انطلاقة تاريخية لدورات الخليج بالعراق.

ورغم أننا لم ندخل إلى داخل الملعب لنشاهد حفل الافتتاح الخرافي، فإن المشهد الذي عشناه خارج الملعب كان يدل دلالة واضحة على أن هناك تعطشًا حقيقيًا للجماهير العراقية، التي شكلت أمواجًا بشرية، وهي تسيطر بفرح على الملعب من الداخل والخارج.

سجل العراق نجاحًا من نوع آخر، وهو قبول التحدي لتنظيم كأس الخليج بعد أربعة عقود من الزمن، وعمل على أن ينظم نسخة استثنائية جماهيرية، وهي متعة كرة القدم الحقيقية.. كل التحية لرجالات العراق الذين يقدمون أروع صور التفاني من أجل بلادهم، ومن أجل إعادة كأس الخليج إلى مهد الحضارات.