المنتخب الليبي.. 12 مدربًا في 6 سنوات والحصيلة صفر!!
أصبح المدرب الوطني ناصر الحضيري الذي تعاقد معه الاتحاد الليبي لكرة القدم خلال الساعات الماضية لقيادة "فرسان المتوسط خلفاً للمدرب المقال الصربي "ميتشو" هو المدرب رقم 12 للمنتخب، وذلك منذ استلام عبد الحكيم الشلماني مهامه رئيسًا للاتحاد الكرة في البلاد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 أي خلال 6 سنوات فقط، في ظاهرة غريبة تعصف باستقرار المنتخب الليبي.
وتعاقب على تدريب المنتخب الليبي قبل المدرب الوطني الجديد ناصر الحضيري 11 مدربًا (بمعدل مدربَين في كل عام تقريبًا) ما أفقد المنتخب الوطني هويته وأدى لهبوط مستواه وتراجع نتائجه مما أصاب الجماهير بالإحباط لينعكس ذلك على متابعتهم للكرة عمومًا والمنتخب على وجه الخصوص نتيجة غياب التخطيط الإستراتيجي من قبل المسؤولين عن إدارة المنظومة الكروية في البلاد.
وفشل المدربون الـ11 في تحقيق النتائج المرجوة مع المنتخب الليبي الذي لم يتأهل معهم إلى نهائيات كأس العالم ولا أمم أفريقيا ولا كأس العرب وكانت المحصلة الكروية في البلاد صفر!
نجومية العيساوي وباني لم تُجدِ نفعًا
وتضم قائمة المدربين الـ11 الثنائي الوطني فوزي العيساوي وأبوبكر باني اللذين سجل المنتخب تحت إدارتهما انتصارًا كبيرًا على السيشل (8-1) في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 حيث بات وقتها أمل ليبيا في الوصول إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019 معلقًا بمباراة المنستير في تونس أمام منتخب جنوب أفريقيا قبل أن يتبدد الحلم في التأهل بعد الخسارة (1-2) أمام نظيره الجنوب أفريقي في الجولة السادسة الأخيرة في المجموعة الخامسة.
وبعد مباراتين فقط غادر العيساوي وباني المنتخب الليبي وهرع المسؤولون نحو المدرب الوطني جلال الدامجة الذي قَبِلَ المهمة لـ"لأنها واجب وطني" وطلب من المسؤولين على كرة القدم الليبية توفير كل ما يلزم من أجل تحقيق النجاح.
لكن الدامجة ما لبث أن قدم استقالته بعد أن تلقى خسارتين متتاليتين أمام تونس ذهابًا بهدف دون رد وإيابًا بهدفين لهدف ليودع التصفيات وتتأهل تونس "لشان 2020" .
إعادة البنزرتي إلى المنتخب الليبي
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2019 أعاد اتحاد الكرة المدرب التونسي فوزي البنزرتي لقيادة فريقه الأول لكرة القدم بعدما سبق له تولي تدريب المنتخب الليبي بين عامي 2007-2009 في تصفيات أمم أفريقيا 2010 وانتهت مغامرة المدرب سريعًا بسبب فيروس كورونا الذي تسبب في تأجيل العديد من المناسبات الكروية في ليبيا وكافة أرجاء العالم حينها.
وخاض المنتخب الليبي مباراتين تحت قيادة البنزرتي في تصفيات بطولة أمم أفريقيا 2021 حيث خسر أمام تونس (4-1) وفاز في المباراة الثانية على تنزانيا (2-1) وحل المدرب الوطني علي المرجيني محل البنزرتي لتتم إقالته في 17 نوفمبر / تشرين الثاني 2020 بعد الخسارة أمام غينيا الاستوائية (1-0) في الجولة الرابعة من تصفيات أمم أفريقيا 2022.
وفي ديسمبر 2020 تعاقد اتحاد الكرة مع المونتينيغري زوران فيليبوفيتش وتمت إقالته في أبريل / نسيان 2021 بسبب النتائج المتواضعة للمنتخب بتصفيات الأمم الأفريقية إذ خسر فرسان المتوسط تحت قيادته أمام تونس(2-5) وتنزانيا (1-0).
نجاح كليمنتي الأول لم يشفع له
بعد ذلك تولى الإسباني خافيير كليمنتي تدريب المنتخب في تجربة ثانية له بعدما قاد ليبيا إلى تحقيق اللقب القاري الوحيد في تاريخها بالفوز بكأس أمم أفريقيا للمحليين لعام 2014 بتغلبه على المنتخب الغاني بركلات الترجيح.
وعلى الرغم من ذلك قرر اتحاد الكرة الاستغناء عن خدماته بعد الإخفاق في قيادة ليبيا للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية "الكاميرون 2021" والدور الفاصل من تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم "قطر 2022" والفشل أيضًا في التأهل إلى بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 وعيّن اتحاد الكرة مواطنه رامون كاتالا مدربًا مؤقتًا ليقود منتخب ليبيا الأول في البطولة الودية التي نظمتها موريتانيا 2022.
فشل المدرسة الفرنسية والاستنجاد بالمدرب الوطني
في إبريل/ نيسان 2022 تعاقد اتحاد الكرة مع الفرنسي كورينتين مارتينز لتتم إقالته في يناير/ كانون الثاني 2023 بعد فشله في قيادة فرسان المتوسط في التأهل إلى ربع النهائي في بطولة كأس أفريقيا للمحليين التي أقيمت بالجزائر في ذلك الوقت.
وفي فبراير/ شباط 2023 فاجأ اتحاد الكرة الجميع بتعيين المدرب الوطني حمدي بطاو مدربًا جديدًا للمنتخب عقب الإطاحة بالمدرب الفرنسي كورنتين مارتينيز وفي يونيو/ حزيران 2023 تقدم بطاو باستقالته بعد أقل من ثلاثة أشهر على توليه تدريب "فرسان المتوسط "وذلك في أعقاب الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في كوت ديفوار 2023.
وفي نهاية أغسطس/ آب تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الوطني سالم الجلالي ليكون المدير الفني للمنتخب الوطني لمباراة واحدة كانت تلك التي انتهت بالتعادل (1-1) مع غينيا الاستوائية في 6 سبتمبر/ أيلول 2023 بملعب بنينا ببنغازي في الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية .
ميتشو.. المدرب الذي خيب آمال الجماهير الليبية
في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 استلم الصربي "ميتشو" مهمة تدريب المنتخب الليبي ولم يحقق هو الآخر ما وعد به الجمهور الليبي في تحقيق حلمهم بالتأهل إلى بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 والتي تستضيفها المغرب إلى حقيقة على أرض الواقع.
وخيب ميتشو آمال الجماهير الليبية بعد التعادل أمام منتخب رواندا (1-1) والهزيمة أمام بنين (1-2) وأصبح المنتخب الوطني يقبع منفردًا في المركز الأخير بنقطة وحيدة في منافسات المجموعة الرابعة التي تتصدرها نيجيريا برصيد 4 نقاط وتأتي بنين في المركز الثاني برصيد 3 نقاط وتحتل رواندا المركز الثالث بنقطتين.
ويتأهل أول وثاني منتخب في هذه المجموعة مباشرةً إلى النهائيات التي ستقام بالمغرب في الفترة من 21 ديسمبر/ كانون الأول 2025 وحتى 18 يناير/ كانون الثاني من عام 2026.
وتبدو مهمة المدرب الوطني الجديد للمنتخب الليبي ناصر الحضيري صعبة للغاية في التأهل إلى المغرب 2025 حيث يتعين عليه قيادة فرسان المتوسط للفوز في المباريات المقبلة من أجل إحياء آمال فريقه الضعيفة.
وسيخوض المنتخب الليبي مباراتين متتاليتين ضد منتخب نيجيريا في الفترة من 7 إلى 15 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث ستقام المباراة الأولى في نيجيريا بينما ستكون الثانية في بنغازي وسوف يخوض آخر مباراتين له في تصفيات المجموعة الرابعة في الفترة من 11 إلى 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل أمام رواندا في كيغالي وستكون المباراة الأخيرة أمام بنين في ليبيا.