المنتخب القطري.. تعثر جديد بظروف قاهرة

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-10
-
آخر تعديل:
2024-09-10 21:35
من مباراة المنتخب القطري أمام كويا الشمالية (AFC)
لوغو winwin
قطر winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

اكتفى المنتخب القطري بنقطة التعادل أمام المنتخب الكوري الشمالي بهدفين لمثليهما، في اللقاء الذي أجري في لاوس، لحساب الجولة الثانية من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

وجمع العنابي -بطل آسيا مرتين- نقطة يتيمة بعد جولتين، دون القدرة على تدارك التعثر المفاجئ أمام المنتخب الإماراتي بهدف لثلاثة في الدوحة، فبات في مركز متأخر في المجموعة، ليجد نفسه تحت وطأة إرهاصات كبيرة من أجل تصحيح المسار في قادم الجولات.

تساؤلات كبيرة تركها تعامل مدرب المنتخب القطري ماركيز لوبيز مع التفاصيل الصغيرة، من حيث المستجدات التي طرحها على مستوى الخيارات التكتيكية قبل انتقاء العناصر القادرة على التعامل مع جذوة منافس يبحث عن إثبات حضوره لإطالة أمد بقائه طرفًا في معادلة المنافسة رغم إدراكه بأن حضوره في مشهد التأهل مستقبلًا يبدو ضربًا من الخيال.

مغامرة المنتخب الكوري.. والبداية الناجعة

كانت هبّة الانطلاقة التي منحت المنتخب الكوري الشمالي أفضلية واضحة جعلته يهدد مرمى المنتخب القطري بسلاح معروف مسبقًا يتمثل في التسديد البعيد، تدفع إلى أول التساؤلات حول التخلي عن الضغط العالي الذي كان الأجدى أن يكون خيار بطل آسيا منذ البداية، لزرع الشك في قلب المنافس الذي وجد نفسه مسيطرًا ومُهدِّدًا، وبل مسجلًا لهدف السبق.

حقيقة أن المنتخب الكوري الشمالي لبس ثوبًا فضفاضًا، تؤكده سذاجة تعامل مدافعيه مع أول فرصة عنابية من جملة تكتيكية بعد لعبة ثلاثية، فسقط قلب الدفاع الكوري دون داعٍ، ثم انفرد المعز علي ليمرر إلى أكرم عفيف الذي تعرض لعرقلة ساذجة أيضًا، الأمر الذي أنجب ركلة جزاء ثم بطاقة حمراء وطرد مباشر، فانقلبت الأمور رأسًا على عقب.

تلك المعطيات تعيدنا إلى التساؤل الأول عن أسباب عدم تنفيذ بداية ضاغطة على دفاعات مهزوزة، بدلًا من ترك أصحاب الأرض الافتراضية يكسبون ثقة كبيرة، تُحرِج المنتخب القطري وتجعله يلهث وراء نقاط ثلاثة كانت مضمونة لو كانت إدارة المباراة بطريقة مختلفة.

جرأة مدرب المنتخب القطري المتأخرة

صحيح أن المدرب الإسباني ماركيز لوبيز امتلك "جرأة" إجراء التبديلات منذ النقص العددي في صفوف المنافس في النصف الثاني من الشوط الأول، وهو ما يُحسب له في التعامل مع تفصيله جديدة تتطلب تدخلًا عاجلًا، لكن ماذا لو بدأ المباراة بذات الجرأة؟ من خلال تفعيل جانب هجومي أيسر غائب تمامًا منذ الانطلاقة، ثم توفير أجنحة فاعلة بدلًا من الاعتماد على أظهره وهمية تنفذ العمل الهجومي بأدوار مقننة غير مفهومة.

ومن بين كومة التساؤلات... ثمة استفسار حول جدوى وجود أفضل لاعب في كأس أسيا 2023 وهدافها (أكرم عفيف) في عمق مناطق الهجوم، وهو الذي امتهن اللعب على الأجنحة حتى أضحى إيقافه هناك أمرًا بالغ الصعوبة على منتخبات متمرسة أمثال اليابان وكوريا الجنوبية في آسيا 2019، ثم إيران وأوزباكستان والأردن في 2023.

ظروف قاهرة.. ومشاركة البدلاء 

لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الظروف القاهرة التي واجهت العنابي عندما توقفت المباراة بسبب المطر، لكن، ماذا لو كانت مشاركة أحمد الراوي وعبد الرحمن مصطفى منذ البداية؟ ثم يأتي الجديد إدميلسون جونيور بديلًا؟! وقبل ذلك، ممارسة ضغط عالٍ على المنافس، لربما كانت النتيجة محسومةً قبل تلك العودة للمنتخب الكوري قبل توقف المباراة (بسبب الأمطار الغزيرة)، لكن يبدو من الواضح أن الخسارة أمام الإمارات فرضت "حسابات الحقل والبيدر" دون المجازفة منذ البداية في المباراة الثانية خشية خسارة جديدة قد تدفع إلى حتمية بعض التدخلات الإدارية.

مثل هذه المباريات أمام منتخبات تسعى لإثبات الذات على غرار المنتخب الكوري الشمالي، تُكسَب ولا تُلعَب خصوصًا أنها تُقام في ظروف صعبة يختارها المنافسون لعجزهم عن اللعب أمام منافس أقوى في ظروف طبيعية.

الأهم أن الرهان ما زال قائمًا، وأن المنتخب القطري ما زال ذلك الرقم الصعب الذي ستكون مواجهته بطريقة "الند للند" نوعًا من المغامرة المحفوفة المخاطر للمنافسين، ما يؤكد بأن السباق ما زال في بداياته، والتقلبات سيعيشها كل المنافسين المباشرين خلال مشوار التصفيات، لكن ما جرى لا بد أن يكون درسًا تجب الاستفادة منه.

شارك: