المدرب الوطني والحدث التاريخي
على مدى 52 عامًا من بطولات كأس سمو الأمير، كان حضور المدرب الوطني بسيطًا جدًّا في المواجهات النهائية.
حاول سعيد موسى الفوز باللقب الأول للمدربين الوطنيين عام 74 للسد، لكنه خسر أمام المصري وجدي جمال للاستقلال، (قطر حاليًّا) في استاد الدوحة.
ونال عبد الأمير زينل شرف أن يكون أول وطني يفوز بلقب كأس الأمير، حين قاد العربي للفوز بلقبه الأول عام 1978، والمفارقة أنها كانت على حساب الوكرة الذي كان يقوده وجدي جمال.
الراحل عيد مبارك من المدربين غير المحظوظين، حين خسر ثلاث نهائيات، مرتين مع الأهلي ومره مع الريان وخسر حسن علي مع الوكرة نهائي العام 1990 أمام العربي. فيما بين النهائيات برز الوطني أحمد عمر في قيادة السد للفوز مرتين عامي 1988 و1994 للسد ضد الوكرة ثم العربي.
بعدها سيطر المدربون المحترفون على المشهد قبل أن يعيد الكابتن يونس علي المدربين الوطنيين والنادي العربي إلى الواجهة الموسم الماضي، لتصبح مباراة هذا العام الأولى تاريخيًّا بين مدربين وطنيين، وهما وسام رزق مدرب السد ويوسف النوبي مدرب قطر في موسم تاريخي للمدرب الوطني، حيث فاز وسام بالدوري وعلي رحمة بكأس قطر وعبد الله مبارك بالدرجة الثانية ويونس علي بسوبر قطر والإمارات.
إن نجاح المدرب الوطني لم يكن وليد الصدفة، بل رافقه طموح كبير لهذا الكم من المدربين ورغبه بالنجاح، ثم تخطيط من اللجنة الفنية للاتحاد، والتي عملت على تطويره من خلال المعايشات في أوروبا، وأيضًا نجاحه في اقتناص الفرص في التحديات الأخيرة.
بالإضافة للحماسة التي بدأت في التولد حاليًا، وبداية تغير الأفكار من اعتباره مدرب طوارئ إلى منافس شرس، ذي أفكار وشخصية تنعكس عليه في أرضية الملعب وغرف الملابس والمؤتمرات الصحفية.
علينا واجب اليوم أكبر من أي وقت مضى، في أهمية تشجيع المدرب الوطني فالنجاح في صناعة مدرب وطني ناجح يصنع للمنظومة شخصيات تدريبية مميزة قادرة على تحقيق الأهداف، ولا يوجد أبدًا مدرب أفضل من آخر اعتمادًا على الجنسية أو الشكل أو اللغة، لكن هناك مدرب قادر على التعامل مع أدواته وعلى قراءة المباريات أولًا.
وبالتالي، نتمنى لهولاء المدربين أن يكونوا نواة النجاح للقادمين في المستقبل.