الكاميرون 2021.. إفريقيا تجتمع في نسخة "خاصة" من كأس الأمم
أخيرا وبعد انتظار طويل، تنطلق اليوم الأحد 9 يناير/ كانون الثاني نهائيات كأس الأمم الإفريقية "الكاميرون 2021"، والمُزمع إقامتها حتى السادس من فبراير/ شباط المقبل، أي على مدار 28 يوما متتاليا.
ويترقب عشاق كرة القدم الإفريقية والعالمية لحظة افتتاح نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021، والتي ستمثل منافساتها فرصة للاستمتاع بمجموعة من أبرز نجوم اللعبة الشعبية، على غرار المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والمغربي أشرف حكيمي، إلى جانب السنغاليين ساديو ماني وإدوارد ميندي، والإيفواري سيباستيان هالير.
وتحمل "الكاميرون 2021" الرقم 33 في تاريخ نسخ البطولة القارية، التي دُشنت عام 1957، وإحصاءً، ستنظم الدولة الكاميرونية النهائيات الجديدة في 6 ملاعب تقع بـ 5 مدن مختلفة (ياوندي العاصمة، دوالا، ليمبي، بافوسام، غاروا)، وهي ملاعب إما شُيدت حديثاً أو جددها المنظمون من أجل المسابقة.
بعد شكوك كبيرة.. الكاميرون تستضيف نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021
كانت الأسابيع القليلة الماضية شهدت شكوكا كبيرة حول مصير المسابقة وإمكانية إلغائها أو تأجيلها مرة أخرى، قبل أن يتخذ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، بالاشتراك مع السلطات الكاميرونية، قرارا يقضي بإقامة المنافسات في موعدها، رغم تمسك بعض الأندية الأوروبية بالإبقاء على لاعبيها الأفارقة.
وانضم بعض من نجوم الأندية الأوروبية بالفعل إلى منتخبات بلادهم بعد مباريات الأسبوع الماضي، مثل السنغاليين إدوارد ميندي وساديو ماني، لاعبا تشيلسي وليفربول الإنجليزيين على الترتيب.
وتفتقد المغرب جهود حكيم زياش، لاعب تشيلسي الإنجليزي، في المسابقة؛ بسبب خلافات مع الطاقم الفني للفريق، فيما يغيب عن المنتخب النيجيري لاعب نابولي الإيطالي فيكتور أوسيمين وعن تونس نجم الدحيل القطري فرجاني ساسي؛ لإصابتهما بفيروس كورونا المُستجد "كوفيد-19".
وعلى صعيد المدربين، شهدت منتخبات عدة من أصل 24 منتخبا حجزت مقاعدها في نهائيات كأس الأمم الإفريقية "الكاميرون 2021" تغييرات بالجملة حتى قبل أسابيع قليلة من انطلاق المنافسات.
وأُطيح بالعديد من المدربين الفرنسيين من مناصبهم أمثال كورينتين مارتينز (موريتانيا)، وديديه سيكس (غينيا)، وهوبير فيلود (السودان) وغيرنو رور (نيجيريا)، ما أثار عدم استقرار مفاجئ، كما استغنت مصر عن جهود مدربها الوطني حسام البدري، والذي قاد الفراعنة للتأهل إلى النهائيات الإفريقية، قبل أن يُعين البرتغالي المُخضرم كارلوس كيروش على رأس العارضة الفنية للفريق.
وإذ بدت الأمور متذبذبة قبيل انطلاق نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021، يبدو أن كل شيء في نصابه الآن، وسط توقعات بمشاهدة واحدة من أفضل النسخ في تاريخ البطولة القارية.
صامويل إيتو يرفع طموحات الكاميرون.. والجزائر ضمن 3 منتخبات مرشحة بقوة للفوز بكأس الأمم الإفريقية 2021
شهدت كرة القدم الكاميرونية حدثاً لافتاً خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك بوصول المهاجم المعتزل صامويل إيتو إلى سدة الاتحاد المحلي للعبة، وهو أمر تعول عليه الجماهير الكاميرونية كثيرا من أجل استعادة أمجاد الماضي.
وسيطرت الكرة الكاميرونية على المنافسات الإفريقية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت أفضل عناصرها تلعب في البلاد، وحسب متابعين، يبقى منتخب الكاميرون من أبرز المرشحين للظفر بلقب كأس أمم إفريقيا 2021.
وسبق للكاميرون أن تُوجت بكأس الأمم الإفريقية 5 مرات، آخرها في نسخة 2017 بالغابون، لتنفرد بالمركز الثاني على لائحة أكثر المنتخبات فوزا باللقب خلف مصر (7 ألقاب).
ويعول المنتخب الكاميروني، بقيادة المدرب البرتغالي المخضرم توني كونسيساو الذي لا يزال يكتشف الكرة الإفريقية، على الاستفادة من عامل الأرض، وبالطبع، تأمل الجماهير الكاميرونية في سيناريو يختلف عن سيناريو استضافتهم لبطولة 1972، والتي ودعها "الأسود غير المُروضة" من الدور نصف النهائي.
وينافس المنتخب الكاميروني في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021 من خلال المجموعة الأولى، إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو وإثيوبيا والرأس الأخضر، ويدشن أصحاب الأرض مشوارهم في النهائيات بملاقاة بوركينا فاسو هذا الأحد (9 يناير) على أرضية ملعب "أوليمبي" بالعاصمة ياوندي.
ومنطقياً، من المفترض أن يتمكن المنتخب الكاميروني من الترشح إلى الأدوار الإقصائية بسهولة، خصوصاً في ظل نظام البطولة الذي يؤهل أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث في ترتيب المجموعات الست إلى ثمن النهائي.
وعلى رأس المنتخبات المرشحة للظفر باللقب، تأتي الجزائر "حاملة اللقب" بقيادة المدرب جمال بلماضي، وكوكبة من النجوم على رأسهم رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، وإسماعيل بن ناصر، متوسط ميدان ميلان الإيطالي.
وستسعى السنغال وترسانتها المُدججة بالأسماء اللامعة، من الحارس إدوارد ميندي إلى المهاجم ساديو ماني، للتتويج أخيراً باللقب القاري، بعد خسارتين في النهائي؛ 2019 ضد الجزائر (0-1)، و2002 ضد الكاميرون (0-0، 2-3 بركلات الترجيح).
وخلف تلك المنتخبات الثلاثة (الكاميرون، الجزائر، السنغال)، تتضمن قائمة المُرشحين للتتويج باللقب بعض المنتخبات ذات الباع الطويل في البطولة، كالمنتخب المصري بقيادة محمد صلاح هداف الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" بـ16 هدفاً، وكوت ديفوار بقيادة سيباستيان هالير (أياكس أمستردام الهولندي)، والمغرب بتشكيلة شابة يقودها المدرب المتمرس وحيد حاليلوزيتش، إلى جانب تونس المتطورة رفقة المدير الفني منذر الكبير، ونيجيريا التي تتأهب لمغامرة جريئة تحت إشراف المدرب المؤقت أوغوستين إيغوافون.
وبالإضافة إلى منتخبات القوى العظمى في البطولة، ستتجه الأنظار الى منتخبات "مغمورة" تخوض أولى مشاركاتها في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، مثل غامبيا وجزر القمر.
وفي المقابل، تعرف نسخة 2021 من نهائيات كأس الأمم الإفريقية غيابا بارزا لمنتخبات كبيرة، على شاكلة منتخب الكونغو الديمقراطية المُتوج باللقب عامي 1968 و1974، ومنتخب جنوب إفريقيا الفائز بالبطولة عام 1996.