السنغال.. مباريات لا تُنسى من تاريخ المونديال

2022-11-20 01:41
أرشيفية - المنتخب السنغالي الذي خاض كأس العالم 2002 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يستعد المنتخب السنغالي لمشاركته الثالثة في بطولات كأس العالم، عندما ينطلق مونديال قطر 2022 خلال الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/ كانون الأول، حيث تتنافس السنغال ضمن المجموعة الأولى برفقة منتخبات قطر، هولندا، والإكوادور.

وعلى مدار عقود، عاش المنتخب السنغالي كثيرًا في ظلال منافسيه من غرب أفريقيا، نيجيريا وكوت ديفوار وغانا، ثم ظهر الجيل الذهبي مع بداية القرن الحالي بقيادة كتيبة مميزة من اللاعبين، مثل الحجي ضيوف، خليلو فاديغا، بابا بوبا ديوب، هنري كامارا، والقائمة تطول.

بعدها، خفت وهج "أسود التيرانغا" نسبيًا، وغاب عن المحافل الدولية، قبل أن يعود من جديد خلال السنوات الأخيرة، حيث يفتخر المدرب الوطني، أليو سيسيه، الآن بامتلاكه فريقًا مُدججًا بالنجوم.

وفي السطور التالية يستعرض لكم winwin أبرز 5 مباريات خاضها المنتخب السنغالي خلال المشاركتين السابقتين لأسود التيرانغا في المونديال.

1- كأس العالم 2002.. بطل العالم يسقط أمام السنغال

حققت السنغال حلمها المُنتظر بالوصول لأول مرة إلى كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وذلك بعد مشوار صعب في التصفيات الأفريقية، واعتلاء صدارة المجموعة التي ضمّت 3 منتخبات عربية قوية، هي مصر، المغرب، والجزائر، إضافة إلى ناميبيا. كانت قرعة مونديال 2002 قاسيةً على السنغاليين، حيث وضعتهم في المباراة الافتتاحية أمام منتخب فرنسا، حامل اللقب قبل 4 سنوات؛ لكن المنتخب السنغالي بقيادة مدربه الفرنسي الراحل، عبد الكريم ميتسو، أبهر العالم في تلك الليلة.

كان الفرنسيون يتفاخرون بتشكيلة مليئة بالمحاربين القدامى، مع حضور لاعبيهم من أفضل الأندية في أوروبا، أمّا السنغال كان لديها لاعبان فقط خاضا أكثر من 30 مباراة دولية، وأتوا معظمهم من أندية فرنسية، ولم يكن أي منهم قد حصل على لقب كبير.

بعد بداية المباراة على ملعب "سيول"، حدث ما لم يكن متوقعًا، حيث هاجم الحجي ضيوف بلا رحمة أجنحة الفرنسيين، وتمكن من اختراق الدفاعات الفرنسية ومرر إلى زميله في فريق لانس، بابا بوبا ديوب، الذي هزّ الشباك بعد مرور نصف ساعة من اللقاء. صنع لاعب السنغال الشاب التاريخ بتسجيل الهدف الأول لمنتخب بلاده في كأس العالم، بينما ترك "الديوك" الفرنسية تترنح.

بدا حاملو اللقب في حالة من السُبات العميق، ولم تكن لهم ردة فعل بعد هدف التقدم السنغالي، وفي الشوط الثاني تحسن مردود المنتخب الفرنسي نسبيًّا، واستحوذ على الكرة؛ لكن قائد السنغال آنذاك، أليو سيسيه، كان واثقًا في الدفاع. عندما انطلقت صافرة النهاية، كان العالم قد شهد للتو واحدةً من كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم. السنغال في مشاركتها الأولى بالمونديال تهزم أبطال العالم بهدف دون رد.

2- كأس العالم 2002.. السنغال تتقدم بثلاثية وأوروغواي تعود من بعيد

بعد الفوز على فرنسا، تعادلت السنغال 1-1 مع الدنمارك، وكانت على موعد مع مواجهة أوروغواي في آخر مبارياتها في دور المجموعات بمونديال 2002، من أجل حجز بطاقة التأهل لأول مرة إلى الدور ثُمن النهائي.

لم تكن المباراة سهلةً أمام منتخب "السيليستي" بقيادة نجميه دييغو فورلان وألفارو ريكوبا، لكن رفاق الحجي ضيوف صنعوا سيناريو خياليًّا في الشوط الأول، وأمطروا شباك أوروغواي دون رحمة بثلاثة أهداف في الشوط الأول. افتتح خليلو فاديغا باب التسجيل من ركلة جزاء عند الدقيقة 20، ثم أضاف بابا بوبا ديوب هدفين آخرين. لم يُصدق المدرب الأوروغواياني فيكتور بوا ما يحدث، وبدا أنه أظهر للاعبيه "العين الحمراء" في استراحة ما بين الشوطين.

بعد دقيقة واحدة من بداية الشوط الثاني، قلّص ريتشارد موراليس النتيجة، وأعطى إشارة بأن أوروغواي ستقلب الأمور وتعود من بعيد، وبالفعل، مع الدقيقة 69 سجل فورلان الهدف الثاني في الشباك السنغالية، وقبل نهاية المباراة استطاع ألفارو ريكوبا هز الشباك من ركلة جزاء، لتنتهي المباراة المجنونة بالتعادل الإيجابي 3-3.

رغم التعادل صعد أسود التيرانغا لأول مرة إلى دور الستة عشر من مونديال 2002، وذلك برفقة المنتخب الدنماركي متصدر المجموعة. خرجت فرنسا من البطولة، وبقيت مواجهة السنغال وأوروغواي من أجمل المباريات في تاريخ المونديال.

3- كأس العالم 2002.. السنغال تصنع التاريخ أمام السويد

قبل كأس العالم 2002، لم ينجح أي منتخب أفريقي في الوصول إلى دور الثمانية، سوى الكاميرون في مونديال 1990، وحلمت كتيبة المدرب ميتسو بتكرار هذا الإنجاز عند ملاقاتهم المنتخب السويدي بقيادة هدافه الكبير هنريك لارسون.

كانت البداية غير مُبشّرة، وتقدم منتخب "الأصفر والأزرق" مبكرًا عند الدقيقة 11 عن طريق لارسون، وشعر السنغاليون أن أحلام التأهل ستتبخر؛ لكن هنري كامارا كان له رأي آخر، حيث ارتدى ثوب البطولة وأعاد السنغال إلى المباراة بتسجيله هدف التعادل عند الدقيقة 37.

استمر التعادل الإيجابي 1-1 طوال الوقت الأصلي من المباراة، وفي الشوط الأول من الوقت الإضافي، ظهر كامارا من جديد، ووضع المنتخب السنغالي في المقدمة، وبدا أن الحلم سيتحقق. استطاع أسود التيرانغا الحفاظ على تقدمهم بالفعل حتى نهاية المطاف، وتأهلوا مع الكبار إلى دور الثمانية في مونديال 2002.

4- كأس العالم 2002.. السنغال تخسر من تركيا وتحظى باحترام العالم 

بعد الصعود التاريخي إلى ربع نهائي كأس العالم 2002، تصاعدت الأحلام السنغالية بشدة، وشعر الكثيرون أن فريق ميتسو بإمكانه الوصول إلى إنجاز غير مسبوق، بالوصول إلى نصف النهائي، خصوصًا أن مواجهتهم في دور الثمانية لم تكن أمام أحد المنتخبات العالمية القوية مثل البرازيل أو ألمانيا، لكنها كانت ضد المنتخب التركي الذي يشارك في كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه.

كانت المباراة متوازنة كثيرًا بين السنغال وتركيا، وفي كل الأحوال كانت ستكتب تاريخًا جديدًا لأحد المنتخبين. اتسم اللقاء بالحذر وعدم الاندفاع الهجومي، وكان كل منتخب يلعب بتوازن ويتحيّن الفرصة المناسبة من منافسه لهز الشباك. ظل التعادل سيد الموقف خلال الوقت الأصلي من المباراة، ليتم الذهاب إلى الوقت الإضافي الذي ابتسم لرفاق هاكان شوكور وحسن شاش.

مع الدقيقة 94، تمكن "البديل" إلهان مانسيز من إحراز هدف التقدم للأتراك، حاول السنغاليون بعدها العودة في النتيجة؛ لكن كل محاولاتهم لم تُثمر عن شيء. انتهت المباراة بتأهل تاريخي للمنتخب التركي، الذي أكد بعدها جودته وحصد المركز الثالث. ودعت السنغال المونديال؛ لكنها حصلت على احترام الكثيرين من عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم، وحفر ذلك الجيل المميز اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الكرة الأفريقية والعالمية.

5- كأس العالم 2018.. السنغال تعود للمونديال

غابت السنغال عن كأس العالم في 3 نسخ متتالية، بعد المشاركة التاريخية في مونديال 2002؛ لكنها عادت مرة أخرى إلى الواجهة العالمية، وتأهلت قبل 4 سنوات إلى العُرس العالمي الذي احتضنته روسيا.

حلم السنغاليون مرةً أخرى بتجاوز دور المجموعات في مونديال 2018، لاسيما وأن مجموعتهم الثامنة متوازنة بوجود منتخبات كولومبيا، بولندا، واليابان. كانت ضربة البداية لأسود التيرانغا أمام المنتخب البولندي بقيادة هدافه الكبير روبرت ليفاندوفسكي.

منح البولندي تياغو كيونيك السنغاليين هدف التقدم بالنيران الصديقة عند الدقيقة 37، وأضاف مباي نيانغ الهدف الثاني بعد مرور ربع ساعة من بداية الشوط الثاني. سجل المنتخب البولندي هدفًا قبل النهاية بـ4 دقائق عن طريق غجيغوش كريتشوفياك، لكنه لم يمنع فريق أليو سيسيه من تحقيق الانتصار.

بعدها تعادلت السنغال 2-2 مع اليابان، ثم خسرت بصعوبة 0-1 أمام منتخب كولومبيا، الذي تصدّر المجموعة برصيد 6 نقاط. تساوى المنتخب السنغالي في كل شيء مع المنتخب الياباني، وحسم اللعب النظيف بطاقة التأهل الثانية لصالح الساموراي الياباني، وذلك للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم. خرج ساديو ماني ورفاقه من البطولة بشكل مُخيّب؛ لكن ستكون لديهم الآن الفرصة للتعويض في مونديال 2022، لنرى ماذا سيحدث على أرض قطر.

شارك: