الدوسري والشهري يعيدان أمجاد ماجر وبلّومي من بوابة قطر
استعادت الجماهير العربية، ذكريات أربعين عاماً ماضية على الملحمة الجزائرية ضد ألمانيا الغربية في مدينة خيخون الإسبانية عندما سجّل الأخضر بلّومي ورابح ماجر ثنائية لا تزال عالقة في الأذهان، ليكرر صالح الشهري وسالم الدوسري السيناريو ذاته بقيادة السعودية إلى فوز مزلزل على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي في الدوحة.
وأوجه الشبه كبيرة بين المباراتين؛ فالأولى دخلها المنتخب الألماني الغربي منتشياً بإحرازه كأس أوروبا على حساب بلجيكا عام 1980، وضمّ في صفوفه جيلاً ذهبياً على غرار كارل-هاينتس رومينيغه وبول برايتنر وفيليكس ماغات وبيار ليتبارسكي وغيرهم، والثانية خاضها المنتخب الأرجنتين الثلاثاء بطلاً لقارته أيضاً عام 2021 ومتسلحاً بسجل يتضمن 36 مباراة من دون خسارة تعود إلى أكثر من ثلاث سنوات.
كما يضمّ المنتخب الأرجنتيني في صفوفه النجم ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم سبع مرات، ولاعبين في أعرق الأندية الأوروبية، من ما جعله أحد أبرز المرشحين للفوز بلقب مونديال 2022.
وفي 1982 في إسبانيا، دخلت ألمانيا الغربية مباراتها مع الجزائر بعجرفة، إذ صرّح مدربها آنذاك يوب درفال قائلاً: "لو خسرت فسأعود في أول قطار إلى ميونيخ"، فضلاً عن اللاعبين إذ قال رومينيغه: "سنسجّل العديد من الأهداف، وسنهدي السابع لزوجاتنا والثامن لكلابنا"، أما المدافع مانفريد كالتس فقال: "سألعب معهم بملابس السهرة".
لكن على ملعب "إل مولينون" خاض الجزائريون في باكورة مبارياتهم بكأس العالم وبقيادة محيي الدين خالف ورشيد المخلوفي ملحمة كروية، وتمكنوا من الفوز بهدفي ماجر وبلومي، مقابل هدف رومينيغه.
انتهت المغامرة الجزائرية بحزن شديد نتيجة ما سُمي بـ "عار خيخون" بعدما تغلبت ألمانيا الغربية على النمسا 1-0، في نتيجة مفيدة للطرفين ومشبوهة، إذ ضمنا التأهل معاً.
5 دقائق قاتلة
في استاد لوسيل في الدوحة، ضربت السعودية عرض الحائط بالتوقعات، كما فعلت الجزائر لتحقق إحدى أكبر المفاجآت في نهائيات كأس العالم.
ظن الجميع بأن السعودية ستنهار بعد أن تخلفت بهدف مبكر لميسي من ركلة جزاء، لكنها ردّت بقوة في مطلع الشوط الثاني، وفي غضون 5 دقائق مجنونة انقلب المشهد تماما.
نجح صالح الشهري في استثمار كرة أمامية وسار بها مراقباً من المدافع الأرجنتيني كريستيان روميرو، قبل أن يسدّدها بعيداً عن متناول الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز.
ووفقا لشبكة "أوبتا" للإحصائيات، فإن الشهري بات ثالث أكبر لاعب يسجل للسعودية في كأس العالم (29 عامًا و21 يومًا)، بعد يوسف الثنيان (34 عامًا و218 يومًا) وسامي الجابر (33 عامًا و185 يومًا).
وكان الهدف بمثابة مفتاح العودة في النتيجة للمنتخب السعودي، ولم يكد "لبيسيليستي" يفيق من الصدمة حتى جاء الهدف الثاني وسط جنون كبير سيطر على المدرجات.
تألق الدوسري
سجّل الدوسري الملقب بـ"تورنيدو" هدفاً ولا أروع منه، عندما تخلّص من مدافعين بحركة فنية رائعة قبل أن يسدّد كرة صاروخية استقرت في شباك الحارس الأرجنتيني.
وبات الدوسري ثاني لاعب سعودي يسجل هدفاً في نسختين مختلفتين في النهائيات العالمية إلى جانب سامي الجابر الذي أشاد به بقوله في حسابه على تويتر: "أي لاعب يستطيع التسجيل، لكن ليس كل لاعب يستطيع اتخاذ القرارات الجريئة ويصنع من الكرة العادية، مشهدا يخلد في التاريخ".
وتابع "عندما تصل الكرة بين قدمي سالم الدوسري، توقع الإبهار في أي لحظة، نجم ثقيل وشخصية كبيرة لديها ثقة وشجاعة في حسم القرارات بغض النظر عن هوية الخصم.. نحبك يا بطل".
من خيخون إلى لوسيل، ما أشبه الليلة بالبارحة!