الدوري الجزائري يستغل أزمة الأندية التونسية والمغربية
شهدت الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي في الدوري الجزائري للمحترفين، عودة العديد من اللاعبين الجزائريين الذين كانوا ينشطون خارجه، وعلى وجه التحديد في الدوريين التونسي والمغربي، في تغيّر مفاجئ لبوصلة اللاعبين مقارنة بما كان عليه الحال خلال السنوات القليلة الماضية.
وكان العديد من اللاعبين الجزائريين قبل سنوات معدودة يفضلون الانتقال إلى الدوريين التونسي والمغربي لعدة اعتبارات، أبرزها الامتيازات المالية التي كانوا يحصلون عليها هناك، مقارنة بالأزمة المالية الخانقة التي كانت تعاني منها الأندية الجزائرية في تلك الفترة، وتحرمهم من الحصول على مستحقاتهم المالية، قبل أن تنقلب المعطيات في الفترة الأخيرة.
واستفادت بعض الأندية الجزائرية في الفترة الماضية من دعم شركات حكومية كبيرة أخرجتها من دائرة الأزمة المالية، على غرار أندية مولودية الجزائر وشباب بلوزداد واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل ووفاق سطيف وشباب قسنطينة، ما جعلها قادرة على التنافس في سوق الانتقالات وتحويل العديد من الأسماء عن الوجهات المألوفة في وقت سابق.
دراوي وغايا مرباح وشتي تأكيد على الوضع الجديد
شهد الدوري الجزائري خلال الميركاتو الصيفي الحالي عودة بعض اللاعبين إلى الجزائر، ولعل أبرزهم نجما نادي الوداد البيضاوي المغربي، إلياس شتي وزكرياء دراوي، اللذان وقعا لصالح مولودية الجزائر واتحاد العاصمة على التوالي، بالإضافة إلى حارس نادي اتحاد طنجة، غايا مرباح، الذي التحق بصفوف نادي شبيبة القبائل.
وكان هؤلاء اللاعبون قد اضطروا لفسخ عقودهم مع أنديتهم بسبب مشاكل مالية مزمنة، حيث لم يتلقَ الثنائي دراوي وشتي رواتبهما منذ فترة، وتوصل اللاعبان لاتفاق مع الوداد لفسخ العقد من خلال التنازل عن بعض مستحقاتهما والرحيل مجانًا.
والغريب أن دراوي وشتي تفاوضا مع إدارتي المولودية والاتحاد إلى جانب الراتب الشهري، للحصول على تعويضات مادية أخرى مرتبطة بالأموال التي تخلوا عنها لصالح الوداد، في صورة قيمة تسريح كان الناديان سيدفعانها لو لم يقم اللاعبان بفسخ عقدهما مع الوداد، وهو ما يؤكد الأسباب المحورية التي جعلت العديد من اللاعبين الجزائريين يختارون العودة إلى الدوري المحلي.
حسام غشة والطيب مزياني يقتربان من الدوري الجزائري
وأكدت مصادر "winwin" أن أمر العودة إلى الدوري الجزائري للمحترفين لن يقتصر على بعض النجوم الناشطين في الدوري المغربي، بل سيتعداه إلى الدوري التونسي أيضًا، حيث يتصدر الثنائي حسام الدين غشة، نجم الترجي التونسي، والطيب مزياني، نجم النادي الإفريقي، اهتمام الأندية القوية في الجزائر.
وكشفت المصادر ذاتها بأن اللاعبين توصلا لاتفاق شبه نهائي، مع نادي شبيبة القبائل بالنسبة لغشة، ومولودية الجزائر بالنسبة للطيب مزياني، ولدى اللاعبَين مستحقات كبيرة بناديهما، خاصة مزياني الذي لم يحصل على رواتبه لأشهر عديدة مع النادي الإفريقي.
ويرى الكثير من المتابعين بأن العودة إلى الدوري الجزائري لن تقتصر على اللاعبين الناشطين في تونس والمغرب، بل ستطول أيضًا بعض اللاعبين الناشطين في بعض الدوريات الخليجية، كالكويت والسعودية (دوري الدرجة الأولى)، على اعتبار أن الرواتب في الدوري الجزائري حاليًا مرتفعة.
أزمة الأندية التونسية والمغربية المادية تخدم نظيرتها الجزائرية
خدمت قضية معاناة العديد من الأندية التونسية والمغربية المادية بشكل مباشر الأندية الجزائرية، حيث لم يعد يرى نجوم الدوري الجزائري للمحترفين الدوريين التونسي والمغربي بالوجهة المغرية مثلما كان عليه الحال سابقًا، إذ تعاني الأندية هناك من أزمات مالية خانقة حرمتها من الالتزام بتسديد رواتب لاعبيها.
وخسرت العديد من الأندية التونسية والمغربية قضايا كثيرة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، مرتبطة بعدم التزامها بتسديد رواتب لاعبيها، وهو عامل دفع الكثير من اللاعبين الجزائريين لتغيير وجهتهم نحو الدوري الجزائري، من منطلق أن رواتبهم ستكون مضمونة لدى الأندية المصنفة في خانة الأندية الغنية.