التونسي ليمام لـ winwin: الدوري يفقد نكهته بـ"مرض" الإفريقي
الحديث عن الجناح النفاثة السابق لمنتخب تونس اللاعب جمال الدين ليمام يستدعي بالضرورة المرور بمسيرة طويلة مليئة بالنجاحات مع الملعب التونسي والنادي الإفريقي.
نشأ ليمام في الملعب التونسي ثم تحول للعب في بلجيكا (ستانداردي لييج 1988 - 1990 ) وألمانيا (آينتراخت براونشفايغ 1990-1991 ) ثم السعودية (اتحاد جدة 1991-1993) قبل أن يعود لتونس لينضم من جديد للملعب التونسي، وانتقل بعدها للعب مع النادي الإفريقي من 1997 إلى 2001 حيث فاز معه بكأس تونس نسختي 1998 و2000 وبطولة الأندية العربية لأبطال الدوري 1997 أمام الأهلي المصري وعاد إلى الملعب التونسي مرة أخرى وحاز معه البطولة العربية للأندية الفائزة بالكؤوس 2001 ضد نادي الهلال السوداني وكأس الرابطة التونسية المحترفة لكرة القدم 2002 قبل أن يختتم مسيرته خلال العودة من جديد إلى الإفريقي في موسم 2002-2003.
جمال ليمام اختار إنشاء أكاديمية لتعليم الأطفال أبجديات كرة القدم وظل متابعا وملاحظا لما يجري في الدوري والمنتخب وعالم كرة القدم لذلك تكلم في الحوار التالي بطلاقة وكشف عدة حقائق لـwinwin:
انطلق الدوري بعد توقف دام أشهر ..فهل سيستعيد نكهته وخاصة في الدربي والكلاسيكو؟
الدوري فقد نكهته منذ مواسم.. فلا يمكن الحديث عن دوري فيه رهان والحال أن فرقه فيها ناد واحد قوي وجاهز والبقية وخاصة الأندية الكبيرة تمر بصعوبات وهنا أتحدث عن الترجي الجاهز والبقية..
بصراحة الدوري فقد نكهته منذ أن بدأت تظهر المشاكل والعراقيل في النادي الإفريقي.. هذا النادي الكبيرالذي يحتفل ببلوغه مائة عام كلما دخل في أزمة وتألم إلا وتراجع النسق في الدوري فالإفريقي كلما كان في أفضل حالاته يزيد الدوري رونقا ويؤجج المنافسة بما ينعكس إيجابيا على مستوى المنتخبات الوطنية وعلى أداء ونتائج الأندية التونسية في المسابقات القارية. من جهة أخرى لا ننتظر الكثير من دوري انطلق هذه الأيام أي في شهر كانون الأول لأننا غير مستعدين على جميع المستويات وزاد الطين بلة فيروس كورونا الذي لخبط كل شيء.
ماذا تعني بالترجي والبقية ؟
الترجي هو النادي الوحيد الذي يعرف الاستقرار لأن إدارته منظمة وحتى على مستوى رابطة الأبطال الإفريقية قادر على الذهاب بعيدا في هذه المسابقة بفضل التنظيم والانتدابات الجيدة، في المقابل طالت أزمات وأوجاع الإفريقي.. والنجم الساحلي بات على خطاه فهو بدوره يعيش المشاكل بل في النجم لا أحد يعرف من يحكم النادي وكذلك النادي الصفاقسي فما نراه اليوم أن هناك ناديا تتوفر له كل الإمكانيات وأندية أخرى تعرف صعوبات مختلفة مما يؤثر على مردودها ونتائجها محليا وقاريا وبالتالي على الأندية الكبيرة أن تنسج على منوال الترجي تنظيميا خاصة حتى تستقيم الأمور..
يبدو أن الأزمات أصبحت تلازم الإفريقي فما إن يستفيق من رجة حتى تصيبه أخرى وآخرها عدم تأهيل المنتدبين الجدد ؟
مشاكل الإفريقي الحالية هي في الأصل تراكمات لعديد السنوات الماضية.. هي مشاكل قديمة ولا بد من تسوية الوضعية خاصة أن الجماهير أثبتت قدرتها على المساعدة وجمع المليارات لتسديد الديون وبالتالي بمقدور المسؤولين أن يطالبوا الجماهير بمزيد من الصبر لتسوية كل المشاكل ثم يبدأ الفريق في المواسم القادمة اللعب من أجل إحراز الألقاب فالأهم هو الإصلاح ماعدا ذلك ستبقى الحلول ترقيعية ولن تنتهي المشاكل.
وحتى يستعيد جمهور الإفريقي الكبير أيام زمان لا بد أن تكون عملية الإصلاح جذرية.. يقع تقويض كل شيء والانطلاق من نقطة الصفر لتجديد كل الهياكل.. فمن غير المعقول أن يبقى الإفريقي محروما من ملاعب التمارين في المركب الرياضي وهي التي كانت تدر عليه أموالا هامة.. ومن غير المعقول أيضا تكديس الانتدابات والإفريقي قادر على إنجاب أكبر النجوم والاستثمار في ذلك.. ومن غير المعقول أن تدار شؤون النادي في مكاتب خارج المركب لأن إدارة النادي خارج الخدمة وتحتاج إعادة تهيئة.. لا بد من تنطيم كل الفروع والاختصاصات وإيلاء البنية التحتية والملاعب الأهمية القصوى.
نفهم من كلامك أن الدوري لن ينعكس إيجابا على المنتخب.. خاصة أنه يلاقي انتقادات شديدة منذ فترة ؟
حسب ما شاهدناه في المباراتين الأخيرتين للمنتخب يتأكد أن المدرب يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية إذ صحيح أننا ترشحنا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم لكن لا يمكننا الذهاب بعيدا في هذه النهائيات بل يستحيل بهذا الأداء والوجه الشاحب أن نفكر في حمل اللقب.
هناك أمر مهم لا بد أن نضعه جميعا في الحسبان وهو أن كل شيء تغير والمنتخب الوطني لم يعد مسموحا له باللعب في نهائيات كأس إفريقيا من أجل بلوغ ربع النهائي أو المربع الذهبي بل عليه بلوغ النهائي ورفع اللقب ومن خلال ما رأيناه لسنا جاهزين للحدث بكل صراحة..
من المسؤول عن هذا الوضع في المنتخب المدرب أم اللاعبون وخاصة النجوم منهم ؟
في المنتخب لا يوجد نجوم.. هناك لاعبون مجندون لخدمة كامل المجموعة لكن هذا لا يمنعني من القول إنه على يوسف المساكني أن يستفيق لأنه قدوة في كل شيء.. هو لاعب موهوب أعطى الكثير للمنتخب وما يزال بمقدوره أن يقدم الكثير.. ذاكرتنا ليست بالقصيرة مثل آخرين وشخصيا أحب يوسف المساكني لذلك أريد أن أوجه إليه النصيحة ومن العيب أن ننتقده بطريقة فيها مس من الشخص لأنه لاعب كبير..
في المنتخب لا توجد عاطفة فاللاعب الجاهز من حقه اللعب.. لذلك نقول دوما إن المدرب هو المسؤول الأول إذ عليه أن يكون حاسما في الاختيارات وأن يمنح الفرصة لمن يستحقها .
هناك أيضا حديث عن الانتدابات المكثفة التي أضرت باللاعبين المحليين ومستوى الدوري ككل ..؟
باستثناء بغداد بونجاح الذي نجح مع النجد الساحلي أتساءل أين عشرات اللاعبين الجزائريين الذين يمرون كل موسم بالأندية التونسية.. الترجي الرياضي نشط فيه الموسم الماضي قرابة 8 لاعبين جزائريين جلهم فشلوا وغادروا.. بمعنى أن اللاعبين الممتازين لايقبلون باللعب في الدوري التونسي.. والذين يقع انتدابهم لدينا في كل الأندية من هو أفضل منهم.. فلماذا تصرف أموال طائلة على المنتدبين ولا يأخذ المحليون – رغم أنهم الأفضل- حظهم ففي الترجي مثلا هناك عديد الشبان الذين لم ينالوا الفرصة والحال أنهم مواهب وطاقات كبيرة قادرة على الإفادة في النادي والمنتخب ولكن للأسف الشديد اختارت أنديتنا انتداب لاعبين غير معروفين ومنحتهم الفرصة وما إن يأتي الواحد منهم للترجي أو الإفريقي حتى يوجه إليه المنتخب الجزائري الدعوة.. يأتون للدوري مغمورين فيصبحون دوليين ولهذا أرى أن الانتداب إما أن يكون من الوزن الثقيل أو لا فائدة منه.
هناك عديد اللاعبين المنتمين لمنتخبات الشبان لم يأخذوا فرصتهم في أنديتهم على غرار المهاجم زياد بريمة في الترجي وآخرون معه في المنتخب الأولمبي لا أفهم إن كان لمدرب الترجي بديل أفضل منهم حتى يتجاهلهم.. وحتى مدرب النادي الإفريقي فلا أعتقد أن بحوزته في المجموعة لاعبين كبارا بما يجعله لا يجد مكانا للشبان في المجموعة الأساسية ..
صحيح أن جل المحترفين في الدوري السعودي.. لكن ما لوحظ هذا الموسم هو الهجرة الجماعية للاعبين نحو الدوري المصري فما السر في ذلك ؟
اللاعب التونسي مظلوم في ناديه بدليل أن العديد من العناصر لم تنل حظها في فرقها وتحولت إلى ركائز في الأندية المصرية التي تنتمي إليها.. وطالما هناك توجه للدوري المصري نحو السوق التونسية فمن الطبيعي أن يكبر عدد التنقلات فاللاعبون التونسيون أصبحوا موجودين في جل أندية الدوري المصري وهذا مهم جدا.. فرغم أنه على المستوى ليس هناك فرق كبير مع ماهو معتمد في تونس فإن الفوائد الفنية للاعب التونسي في مصر عديدة لأنها أفضل منا على مستوى الملاعب والبنية التحتية كما أن اللاعب يجد راحته للبذل والعطاء.. لذلك من الأفضل للاعب التونسي الاحتراف لأن المسؤول في ناديه يفضل عليه أجنبيا إمكانياته عاديه ويدفع له المليارات مقابل حفنة من الدنانير للاعبين المحليين والأدهى والأمر أن أنديتنا تورطت في أجانب دخلوا المطار ختموا جوازاتهم ثم قفلوا عائدين إلى بلدانهم وحصلوا على مئات آلاف الدولارات
هناك من يعتبر أن أقوى دوري عربي هو الدوري السعودي وأنت لعبت مع اتحاد جدة فكيف تحكم عليه ؟
اللعب مع الاتحاد من أصعب المسائل فاللاعب مطالب بأن يكون يوميا جاهزا.. وقد لعبت منتصف التسعينات في الدوري السعودي وكان قويا فما بالنا اليوم بعد تطور البنية التحتية والإمكانيات الفنية والمالية والتنظيمية.. ولذلك نرى لاعبين نشطوا في أوروبا موجودين في الدوري السعودي، فغوميز مثلا مع الهلال لأنه يحصل على 9 ملايين يورو أي أكثر مما قد يحصل عليه في ناد أوروبي.. كما أن عديد التونسيين يختارون الدوري السعودي لأسباب مالية إنها مسألة إمكانيات..
مهما يكن من أر لابد أن نفهم أن كرة القدم تطورت كثيرا في الخليج العربي.. بل إن منظومة كرة القدم تطورت كثيرا في هذه المنطقة وليس الدوري السعودي فقط قوي، بل أيضا الدوري القطري فقد تغيرت العقلية وتحسن المستوى وتطور قطاع كرة القدم إلى درجة أننا نتحدث عن دوريات قوية ومعروفة.. القطريون يسيرون في الطريق الصحيحة وبمقدور أي ناد من الدوري انتداب ميسي.. الكرة في الخليج العربي وخاصة في قطر تطورت بنسق متسارع وقطر التي تنظم "مونديالا" تاريخيا لن تجد صعوبة في انتداب أكبر النجوم لأنها أبهرت العالم بأسره..
ألا ترى أن استعدادات قطر لمونديال 2022 قد فاقت التوقعات ؟
صراحة ليس بالأمر الهين أن ينظم بلد عربي كأس العالم.. لكن قطر حددت هدفها ألا وهو تنظيم أفضل مونديال على مر العصور وما تم إنجازه أفضل بعشرات المرات مما أنجزته أكبر دول العالم ويقوم الدليل على أن كأس العالم ستكون استثنائية على جميع المستويات بما في ذلك ما يخص المنتخب القطري الذي أرشحه للمرور للدور الثاني في المونديال فهو يضم عناصر جد ممتازة وقادر على صنع الفارق في كأس العالم ..
ما نراه من ملاعب ضخمة ومن بنية تحتية استعدادا للمونديال يؤكد أن قطر اختارت طريقها نحو المجد في شتى المجالات وخاصة كرة القدم هذه اللعبة العالمية التي تشد إليها المليارات من البشر في كامل أنحاء المعمورة.. وما تحقق من استعدادات يؤكد أن قطر جاهزة بنسبة عالية لاستقبال سيول البشرية التي ستتدفق عليها من مختلف الأصقاع من وفود وجماهير وغيرها من الفئات..