التنافس المحتدم العنوان الأبرز لبطولة الأندية العربية 2023
وسط اهتمام إعلامي وجماهيري غير مسبوق، تنطلق بطولة الأندية العربية، في نسختها الجديدة "كأس الملك سلمان"، غدًا الخميس 27 يوليو/ تموز، ومن المُقرر أن تستمر منافسات المسابقة حتى 12 أغسطس/ آب المقبل.
ويرافق البطولة زخم غير مسبوق بفعل قوة الأندية المشاركة في البطولة وتقارب مستوياتها إلى جانب قيمة الأسماء العالمية التي تميز هذه النسخة وفي مقدمتهم الثنائي المتوج سابقًا بالكرة الذهبية؛ البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما، ما يجعل التنافس المحتدم العنوان الأبرز لهذه النسخة.
ويشارك في البطولة 16 ناديًا، من 10 دول مختلفة؛ بواقع 4 أندية سعودية، و3 أندية تونسية، وناديين من المغرب، ونادٍ واحدٍ من مصر والجزائر وليبيا وقطر والعراق والإمارات والكويت.
وتأهلت 6 أندية من الـ16 (الوحدة الإماراتي، الشباب السعودي، الصفاقسي التونسي، أهلي طرابلس الليبي، الاتحاد المنستيري التونسي، الكويت الكويتي) إلى البطولة عبر تصفيات من دورين، فيما تشارك الأندية العشرة المتبقية (الهلال والاتحاد والنصر من السعودية، الترجي الرياضي التونسي، الزمالك المصري، شباب بلوزداد الجزائري، الوداد الرياضي والرجاء الرياضي من المغرب، السد القطري، الشرطة العراقي) بدايةً من دور المجموعات الرئيسي لاعتبارات مختلفة؛ فمنها مَن يشارك بصفته بطلًا لبلاده مثل الزمالك والوداد والسد، ومنها مَن يُشارك ببطاقة دعوة مثل الاتحاد والنصر، ومنها الرجاء "حامل اللقب".
واستنادًا إلى تصنيف الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، تم تقسيم الأندية إلى 4 مستويات، وفقًا لها سُحبت قرعة البطولة لتسفر عن 4 مجموعات نارية.
وتضم المجموعة الأولى أندية الترجي والاتحاد والصفاقسي والشرطة، فيما تضم المجموعة الثانية أندية السد والوداد وأهلي طرابلس والهلال، وتضم المجموعة الثالثة أندية الزمالك والاتحاد المنستيري والنصر والشباب، وتضم المجموعة الرابعة (الأخيرة) أندية شباب بلوزداد والرجاء والكويت والوحدة.
وبنظرة سريعة إلى المجموعات الأربعة، يظهر لنا أن جميعها "مجموعات حديدية"، تُبشر بتنافس محتدم على بطاقات التأهل إلى ربع النهائي.
وبعيدًا عن أسماء الفرق المشاركة، يمكن القول إن هذه النسخة من "دوري أبطال العرب" تُعد الأكثر اكتظاظًا بالنجوم اللامعة، خاصة مع التعاقدات الصاخبة للأندية السعودية، بالإضافة إلى وجود كوكبة من اللاعبين المحليين أصحاب الشهرة في المجموعات الأربعة.
المجموعة الأولى
بالنظر للمجموعة الأولى، تبرز مواجهة الترجي لاتحاد جدة كمباراة قمة "لا يمكن تفويتها" في أول أيام البطولة، وهي المباراة التي ستعرف ظهورًا مُرتقبًا لنجوم الاتحاد الجدد، بقيادة الفرنسيَين كريم بنزيما ونغولو كانتي، أمام نسخة جريحة من بطل تونس التاريخي.
وأخفق الترجي في التتويج بأي من لقبي الدوري والكأس بتونس الموسم الماضي 2022-23، كما تعرض الفريق لهزيمة مُحرجة (0-4 في مجموع المباراتين أمام الأهلي المصري بنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا)، ليصبح "المكشخة" مُطالبًا من جماهيره بأن يبلي بلاءً حسنًا في البطولة العربية، والمنافسة الجادة على اللقب.
ويملك الترجي والاتحاد "أفضلية نسبية" في ما يتعلق بترشيحات التأهل إلى ربع النهائي عن المجموعة، لكن المنافسَين الآخرَين (الصفاقسي والشرطة) لا يمكن تجاهلهما البتة؛ مع امتلاك الفريقين ترسانة من اللاعبين المميزين.
وبالطبع، ستُعد مباراة الترجي والصفاقسي بمثابة "الكلاسيكو التونسي ذي النكهة العربية"، والأمر نفسه تقريبًا في مواجهة الشرطة للاتحاد؛ إذ تعد بمثابة "ديربي" آسيوي بين عملاقَين عربيَين.
المجموعة الثانية
في المجموعة الثانية، يُتوقع أن يكون الصدام مُشتعلًا بين 3 أندية كبرى "تبحث عن ذاتها"، والأمر يتعلق بالسد والوداد والهلال. ولم تُتوج الأندية الثلاثة بدورياتها المحلية الموسم الماضي، على النقيض من منافسهم في المجموعة (أهلي طرابلس).
ويتسلح الهلال بصفقات مدوية أبرمها هذا الصيف، على غرار السنغالي كاليدو كوليبالي والصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش والبرتغالي روبن نيفيز، فيما يدخل السد والوداد المنافسات بتوليفة من الأسماء المميزة، ما بين المحلي والمحترف الأجنبي، وبالوضع في الاعتبار ما يعيشه أهلي طرابلس من روح معنوية عالية وأجواء إيجابية، خلّفها تتويج الفريق بلقبي الدوري والكأس الليبيَين، فيمكننا القول إن هذه المجموعة قد تعرف التنافس الأقوى والأكثر احتدامًا في البطولة ككل.
المجموعة الثالثة
مثل المجموعتين الأولى والثانية، تتمتع المجموعة الثالثة بحضور مميز للفرق الكبيرة والنجوم اللامعة، وأبرز النجوم بالطبع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب النصر السعودي.
وإلى جانب رونالدو، تعاقد النصر مع لاعب الوسط الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، والنجم الإيفواري سيكو فوفانا، والمدافع البرازيلي أليكس تيليس، مع احتفاظ الفريق بأبرز نجومه على شاكلة المهاجم البرازيلي أندرسون تاليسكا، ليصبح "العالمي" مُرشحًا فوق العادة لتحقيق النجاح في البطولة العربية.
لكن مهمة النصر لن تكون سهلة؛ لأن الفريق سيصطدم في المجموعة بالعملاق المصري الزمالك ومدربه الهجومي خوان كارلوس أوسوريو، كما يبرز الشباب "فريقًا مُرشحًا للمضي قدمًا في البطولة"، والأمر ذاته بالنسبة للاتحاد المنستيري.
المجموعة الرابعة
المجموعة الرابعة مثل سابقاتها؛ حيث تضم فريقين من أفريقيا (شباب بلوزداد والرجاء)، وفريقين من آسيا (الوحدة والكويت)، وكما تحدثنا عن المجموعات الثلاثة الأولى، نؤكد في المجموعة الرابعة أن مستويات الفرق في البطولة ككل تبدو متقاربة إلى حدٍ كبير.
وسيكون مشجعو البطولة العربية على موعد مع ديربي "جزائري مغربي" بين شباب بلوزداد والرجاء، أما مباراة الكويت والنصر، فستحمل صدامًا خليجيًا خالصًا، لا يخلو أبدًا من التنافس المحتدم.