الأردني بهاء فيصل.. قصة حزينة تُعيد الفرح للمارد الأخضر

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-23
بهاء فيصل يعود إلى الملاعب بقوة من بوابة الوحدات (Facebook/Al Wehdat SC)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لو تعرض أي لاعب آخر لما تعرض له مهاجم فريق الوحدات الأردني بهاء فيصل لكان اليوم بحكم المعتزل، بيد أن اللاعب وبما يتسلح به من عشق للتحدي وإثبات الإرادة قهر المستحيل، وعاد إلى هوايته المفضلة في دك الشباك ومراقصتها.

بهاء الذي انطلق بأحلامه وطموحاته من معقل عشقه الأبدي "الوحدات"، كان توج في موسم 2018-19 هدافًا للدوري الأردني برصيد 15 هدفًا، وهو بعمر الـ23 عامًا، ليلفت بموهبته التهديفية أنظار الأندية الخليجية.

ونهل بهاء صاحب الـ29 عامًا، عشق الوحدات من أخيه طارق الذي كان لاعبًا سابقًا بصفوف المارد الأخضر لفترة قصيرة، قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة قضت على أحلامه وطموحه في عالم المستديرة.

بهاء فيصل.. قصة حزينة تُعيد الفرح

نجم الوحدات حكاية تستحق الرواية، حيث سيسردها موقع winwin الذي كان على مقربة من اللاعب، وما عاشه طيلة الفترة التي سبقت عودته إلى الملاعب، واستعادة وهجه وحضوري القوي كمهاجم من الطراز الرفيع.

حكاية بهاء فيصل تثير الحزن تارة والحيرة تارة أخرى، فقد تخلى عنه البعض في أصعب الظروف في مسيرته الكروية، عندما أمضى عامين من الزمان وهو يبحث عن علاج لإصابته التي تعرض لها خلال مشاركة منتخب النشامى ضد المغرب في كأس العرب قبل ثلاث سنوات، وتحديدًا في ديسمبر من عام 2021.

وخلال الإصابة وبعدها، وجد اللاعب نفسه وحيدًا أمام طوفان من التحديات، حيث تم تركه من دون دعم أو مساندة، لكن تمسُّك اللاعب بإكمال مسيرته الكروية جعله يقاتل من أجل العودة، وأنفق الكثير من المال من جيبه الخاص بحثًا عن العلاج الذي يُعيد له الأمل.

وأجرى اللاعب عملية جراحية بعد أن كشفت الفحوص الطبية إصابته بقطع في الرباط الصليبي، وبالفعل وبحكم احترافه في الشمال، خضع اللاعب لعملية جراحية في قطر.

كان بهاء أو " البوب" -كيفما يحلو لجماهير الوحدات مناداته- شغوفًا للعودة، ومواصلة مشوار الألق وقصف الشباك، بعد أن أصبح المهاجم رقم 1 بصفوف منتخب النشامى، لكنه سرعان ما تفاجأ أن العملية الجراحية التي خضع لها كانت خاطئة، ومع ذلك لم ييأس وبقي الأمل يصاحبه، وبجهود شخصية منه، غادر إلى إسبانيا في رحلة البحث عن العلاج.

وفي هذه الأثناء التي خضع فيها بهاء فيصل لعملية جراجية ثانية في إسبانيا، ظهرت الشائعات من هنا وهناك والتي كان يتقدمها أن مسيرة اللاعب الكروية قد انتهت، وبأنه لن يستطيع العودة إلى الملاعب، ولو عاد فلن يعود كما كان.

تلك الشائعات شكلت لبهاء فيصل تحديًا مع النفس، وبعد أن فسخ الشمال القطري عقده وهو النادي الوحيد الذي وقف إلى جانبه وسانده خلال الإصابة، عاد إلى الأردن قادمًا من إسبانيا، وقرر العودة لناديه الأم الوحدات، فوقع عقدًا يمتد لموسمين.

في الموسم الأول لم يقدم بهاء نفسه مع الفريق، فهو كان يبحث عن عودة تدريجية، فالابتعاد عن الملاعب لمدة عامين لا يتحقق بهذه السرعة، فجاءت مشاركته في مباريات الوحدات محدودة للغاية، وتخلله غيابه للإصابة حيث أوصى الأطباء بمنعه من اللعب على الملاعب ذات العشب الاصطناعي حماية لقدمه.

وفي الموسم الثاني، كادت الخلافات تدب بينه وبين الجهاز الفني بقيادة رأفت علي وإدارة الوحدات، حيث بقي حبيسًا لدكة البدلاء، لكن بهاء وبحكم أخلاقه وعقليته الاحترافية، التزم الصمت وكظم الغيظ، وكان مؤمنًا بأن الفرصة ستأتيه، فاتخذ من الصبر مفتاحًا للفرج.

لم يكن رأفت علي يمنح بهاء فيصل الفرصة الكاملة ليستعيد جاهزيته الفنية والبدنية وبالتالي بريقه، وثمة من أكد أن المدرب لا يريده بالفريق، وربما بتحريض من أحد أعضاء مجلس الإدارة.

ومع كل ما سبق، اضطر رأفت علي وبضغط كبير من الجماهير التي تعشق اللاعب، الزج به لدقائق محدودة في بعض المباريات، وكان بهاء فيصل يثبت نفسه في كل مرة، ويستغل أنصاف الفرص ليبرهن أن لديه الكثير ليقدمه لفريق الوحدات وجماهيره التي يبادلها العشق.

الظروف تخدم بهاء فيصل

رغم الصعوبات التي واجهها بهاء للعودة إلى الملاعب، إلا أن ظروفًا عدة أسهمت في تلبية تطلعات بهاء فيصل، وإعادة الأمل له، منها الاستغناء عن المهاجم محمد أبو رزق "بوغبا" بقرار فني لصالح فريق السلط وعلى سبيل الإعارة، فضلاً عن محدودية قدرات المهاجم الكاميروني أكانو، وقلة خبرة المهاجم الشاب إبراهيم صبرة، وهي أسباب اضطرت رأفت علي للاعتماد -مع مضي الوقت- على ورقة بهاء فيصل بعد أن ضاقت الخيارات عليه، ومن هنا بدأ اللاعب يقنص الفرص ويقتحم في الأجواء، حتى أصبح يشارك كأساسي مع الفريق.

ماذا فعل نجم الوحدات هذا الموسم؟

رغم أنه لم يصل للجاهزية المطلوبة، ورغم أنه لديه الكثير ليقدمه في قادم الأيام، إلا أن بهاء تمكن من مساعدة الوحدات في الخروج من النفق المظلم في أكثر من مباراة هذا الموسم.

وفي أربع مباريات خاضها الوحدات في بطولة الدرع، سجل اللاعب 4 أهداف، وكانت في مرمى الحسين إربد والجزيرة وشباب العقبة "هدفان".

وفي بطولة الدوري لعب الوحدات 6 مباريات، وسجل فيها بهاء فيصل 3 أهداف في مرمى الصريح وفي الأهلي وشباب الأردن، قبل أن يمتد توهجه إلى بطولة دوري أبطال آسيا 2، حيث أحرز هدف الفوز الثمين لفريقه بمرمى مضيفه استقلال دوشنبه الطاجيكي، ليعزز من آماله في العبور للدور الثاني.

وما يحققه بهاء فيصل مع فريقه، جعل جماهير كرة القدم الأردنية تطالب بضرورة عودته إلى صفوف منتخب الأردن للاستفادة من قدراته في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، وهو لو عاد سيشكل ثنائية رائعة وتاريخية مع يزن النعيمات، ستعود بالفوائد على مسيرة النشامى ونتائجه.

شارك: