إغلاق استاد الملك عبد الله يعمق أزمة الملاعب في الأردن
يستعد استاد عمان الدولي بمدينة الحسين للشباب لاستقبال قمة الأردن والسعودية في ثاني مباريات النشامى ضمن منافسات المجموعة السابعة للتصفيات المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027 يوم 21 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وتأتي المباراة في ظل وجود أزمة تشهدها العديد من الملاعب الأردنية، وسط جدل كبير أثاره إغلاق استاد الملك عبد الله، وتشكيك في الرواية الرسمية التي أطلقها الاتحاد لسبب إغلاقه.
وتجري عمليات تأهيل أرضية ملعب عمان بالتزامن مع استعدادات المنتخب الأردني في الجولة الأولى من التصفيات حيث يسافر إلى العاصمة دوشنبه غدًا الإثنين لملاقاة طاجيكستان في الجولة الأولى الخميس القادم بعد تدريبات مكثفة على ملعب الكرامة القريب من استاد عمان وملعب جامعة العلوم التطبيقية المنجل بالعشب الاصطناعي، وذلك لتشابه أرضيته مع أرضية ملعب المواجهة في دوشنبه.
وبعد عودته من رحلة طاجيكستان سيدخل النشامى مباشرة بمعسكر تدريبي لمواجهة منتخب السعودية الذي يعسكر هو الآخر في عمان وسيخوض تدريباته على استاد البترا بمدينة الحسين للشباب؛ لكن هناك معضلة تواجه الكرة الأردنية بخصوص الملاعب بعدما خرج العديد من المديرين الفنيين لانتقاد أرضية الملاعب الأردنية خصوصًا ستاد عمان الذي يُعد الملعب الرئيسي في الأردن.
وبعد اختتام البطولة الرباعية خرج استاد البترا عن الخدمة مباشرة بسبب اعتماده ملعبًا تدريبيًا للمنتخبات الأربعة حيث كان يستقبل 4 حصص تدريبية في اليوم، الأمر الذي أجبر اتحاد الكرة على نقل المباريات التي كانت مقررة على أرضه إلى استاد السلط.
وارتأت إدارة الملعب إلى الإسراع في إغلاق هذه المنشأة الرياضية قبل شهر من الآن، لإعادة تأهيل الملعب لاستقبال التدريبات، وتحديدًا تمارين المنتخب السعودي المتوقع وصوله إلى عمان يوم 19 الشهر الجاري استعدادًا لمواجهة المنتخب الأردني.
الضيوف ينتقدون أرضية استاد عمان
وفوق كل ذلك وجه مدربو المنتخبات التي شاركت في البطولة الرباعية انتقادات لاذعة لأرضية استاد عمان واتفق مدرب إيران مع مدربي العراق وقطر في تصريحات منفصلة لوسائل الإعلام على سوء أرضية الملعب الذي احتضن البطولة وأكدوا أنها تسهم في تراجع الأداء.
وكذلك الحال بالنسبة لمدرب السد القطري الذي انتقد أرضية الملعب وأعتبرها سببًا رئيسيًا في خسارة فريقه أمام الفيصلي في الجولة الرابعة من بطولة دوري أبطال آسيا.
الانتقاد نفسه، سبق أن وجهه لاعبون في دوري المحترفين الأردني للملاعب الأخرى مثل استاد الحسن في إربد، وملعب الأمير محمد بالزرقاء، واعتبر العديد من اللاعبين أن ملاعب الأردن باتت مصدر قلق للمنتخبات الوطنية قبل أن تشكل مصدر قلق للمنتخبات الزائرة التي تعاني من غياب الملاعب التدريبية اللائقة، وغياب الملاعب الرئيسية التي تقام عليها المباريات الرسمية.
أرضية الملاعب ليست المشكلة الوحيدة
ولا يتوقف الأمر فقط على أرضيات الملاعب، بل تعداها إلى المرافق الأخرى، وهو ما أكده الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي عانى كثيرًا في استاد عمان، قبل أن يجد مخرجًا لاستخدام تقنية الفيديو "الفار"، خلال مباراة الفيصلي وناساف الأوزبكي في بطولة دوري أبطال آسيا، في مشهد يعكس ضرورة إعادة النظر بالبنية التحتية للملاعب الأردنية.
ويرى متابعو كرة القدم الأردنية، أن اللعبة تواجة أزمة ملحوظة، فعندما يحل على البلاد ضيف يمثل منتخبًا أو ناديًا يجبرون على نقل تدريباتهم إلى ملاعب مختلفة، إما لعدم جاهزية الملاعب الرئيسية أو لانشغالها بمباريات محلية رسمية، مطالبين بحلول جذرية لهذا الوضع المتكرر منذ سنوات طويلة.
تشكيك برواية الاتحاد بشأن إغلاق استاد الملك عبد الله
ويتساءل متابعون عن سبب إغلاق استاد الملك عبد الله في منطقة القويسمة، والذي كان يستقبل العديد من المباريات وتعد أرضيته الأفضل في البلاد.
وأثار إغلاق الملعب العديد من التساؤلات بسبب التوقيت؛ إذ توقفت البطولات الكروية قرابة عام؛ نظرًا لتعديل روزنامة البطولات المحلية وحينما أقترب انطلاق الموسم الجديد أعلن اتحاد الكرة إغلاق الملعب لمدة 8 شهور للصيانة.
وقال أحد المدربين الوطنيين (فضل عدم الكشف عن هويته) في تصريحات لـ"winwin" إن اتحاد الكرة والعديد من الجهات ترفض إقامة مباريات فريق الوحدات في هذا الملعب بحجة أنه شهد العديد من حالات الشغب التي يصعب التعامل معها لكونه يقع في منطقة مكتظة بالسكان.
وأضاف أن القائمين على كرة القدم الأردنية خافوا من غضب وردة فعل جماهير الوحدات في حال منع الفريق من اللعب في استاد الملك عبد الله لذلك قرروا إعلان إغلاقه للصيانة رغم جاهزية أرضيته.
وختم بقوله إن رواية اتحاد الكرة بعدم جاهزية الملعب هو من نسفها بعد تنظيمه بطولة الأندية النسائية الأردنية السعودية لكرة القدم بنسختها الأولى على أرضية استاد الملك عبد الله أواخر شهر أغسطس/ آب الماضي، وظهر خلال المنافسات جاهزية الملعب التامة.
في سياق متصل ما يزال ملعب الأمير محمد بالزرقاء يواجه انتقادات مستمرة من اللاعبين والمدربين، الذين عادوا لتكرار أسطوانة الشكوى من أرضية الملعب خلال المباريات المحلية.
وأكدوا أن أرضية الملعب المنجل بالعشب الاصطناعي المتهالك، باتت تشكل تهديدًا لهم ولفرقهم في المنافسات وصارت خطرة على اللاعبين ولا تساعد أيضًا على تقديم مستويات فنية جيدة.
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
