أنشيلوتي.. "اليد الناعمة" التي سببت الأذى لغوارديولا!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-04-06 16:31
أرشيفية - بيب غوارديولا وكارلو أنشيلوتي (Getty)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قد يختلف كارلو أنشيلوتي عن بيب غوارديولا في بعض النقاط في فلسفتهما في كرة القدم وفي شخصياتهما، لكن الشيء الذي يشتركان فيه أنهما اثنان من أكثر المدربين تأثيرًا ونجاحًا في تاريخ اللعبة.

خلال فترة لعبهما وهما في نفس المركز (الوسط)، حقق أنشيلوتي وغوارديولا مجد دوري أبطال أوروبا في مطلع التسعينات، واستمرا في إتقان الفوز بالمنافسة كمدربين.

حقق المدربان أمجد المسابقات القارية في سبع مناسبات (4 لأنشيلوتي، 3 لبيب غوارديولا)، وبعد قيادة ريال مدريد إلى المجد القاري في عام 2022، أصبح الإيطالي أنجح مدرب في تاريخ دوري أبطال أوروبا.

أنشيلوتي وغوارديولا هما الأكثر تحقيقًا للانتصارات في تاريخ دوري الأبطال كمدربين، حيث حقق أنشيلوتي 113 انتصارًا، مقابل 109 انتصارًا لغوارديولا.

شخصيات مختلفة

كتب المدرب الإيطالي كتابًا بعنوان القيادة الهادئة، والعنوان يلخص بشكل مثالي أسلوبه في إدارة الفرق، فنادرًا ما أثار ضجة أو ألقى اللوم على الحكام، حتى عندما سارت الأمور ضده.

يترك أنشيلوتي تاريخه ليتحدث عنه، ومن السهل معرفة السبب، فهو المدرب الوحيد الذي فاز ببطولة الدوري في كل من الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، ولم يفز أحد في تاريخ اللعبة مثله بعدد البطولات في دوري الأبطال.

في فترته الأولى في مدريد، اتُهم ذات مرة بأنه يمتلك "يدًا ناعمة"، وكان رده مثاليًّا: "بهذه اليد الناعمة، فزت بثلاثة كؤوس أوروبية (العدد الآن أربعة)".

في المقابل، فغوارديولا ارتقى بكرة القدم لآفاق جديدة مع كل فريق يُدربه، هو أكثر حنكة تكتيكيًّا من أنشيلوتي، يلوم لاعبيه أمام الكاميرات، حاد أحيانًا ومتعجرف أحيانًا أخرى!

غوارديولا لا يسمح أبدًا للاعبيه بالشعور بالراحة أو بالرضا عن النفس مهما حققوا من بطولات، يبتكر باستمرار تكتيكيًّا، ويكيف الفريق مع عناصره، فلا مشكلة إن لعب من دون مهاجم صريح، ولكن بمجرد أن ضم مهاجمًا قويًّا مثل إيرلينغ هالاند، قام بتغيير طريقة لعبه لاستيعاب الهداف النرويجي.

المواجهات المباشرة بين أنشيلوتي وغوارديولا

التقى أنشيلوتي بغوارديولا في 10 مناسبات مع كافة الأندية وكل البطولات، كان لغوارديولا نصيب الأسد من الانتصارات، بواقع 6 مقابل 3 لأنشيلوتي وتعادل وحيد.

سجلت الفرق التي أشرف عليها غوارديولا 22 هدفًا، مقابل 14 هدفًا للفرق التي أشرف أنشيلوتي على تدريبها.

القصة مختلفة في دوري أبطال أوروبا

قصة تفوق غوارديولا في مجمل الانتصارات على أنشيلوتي لا تحكي الرواية كاملة، لأن أنشيلوتي خسر من غوارديولا 4 مرات من أصل 6 وهو مدرب لإيفرتون، وغوارديولا على رأس القيادة الفنية لنادي مانشستر سيتي، مع فارق الإمكانات الفنية والمالية بين الفريقين.

لكنهما على رأس فرق كبيرة مثل ريال مدريد مع أنشيلوتي، وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي مع غوارديولا، وفي بطولة كدوري أبطال أوروبا فالأمور تختلف.

في المواسم الثلاثة التي واجهوا فيها بعضهم البعض في مراحل خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا، تأهل أنشيلوتي مرتين (2013-14 و2021-22)، وتأهل غوارديولا مرة في نصف نهائي الموسم الماضي.

عدد المواجهات بينهما في دوري أبطال أوروبا هي 6، حقق فيها أنشيلوتي 3 انتصارات (مع ريال مدريد)، وحقق غوارديولا فوزين وتعادلًا في مباراة.

تاريخ مواجهات كارلو أنشيلوتي وبيب جوارديولا

 

ماذا حدث في دوري أبطال أوروبا؟ إليكم القصة

1. ريال مدريد 1-0 بايرن ميونيخ (23/04/2014)

تجنب بيب غوارديولا مواجهة كارلو أنشيلوتي في بداية مسيرته التدريبية، حيث ساعد برشلونة على الفوز بلقبين في دوري أبطال أوروبا في عامي 2009 و2011.

جاء لقاؤه الأول أمام أنشيلوتي بعد انتقاله لتدريب بايرن ميونخ، الذي واجه ريال مدريد بقيادة كارلو أنشيلوتي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2013-14.

سيطر بايرن ميونخ على الكرة مثلما يحب غوارديولا في مباراة الذهاب، لكنه عانى في الثلث الأخير وحسمت المباراة بهدف مبكر من كريم بنزيما.

2. بايرن ميونخ 0-4 ريال مدريد (29/04/14)

"لقد أخطأت يا رجل، لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ تمامًا، إنها فوضى هائلة، فوضى تامة.. هذا أكبر خطأ في حياتي كمدرب".

من النادر أن يخرج غوارديولا ويُحمل نفسه مسؤولية أخطاء بالجملة، وهو ما فعله عندما هزمه أنشيلوتي في مباراة الإياب برباعية في قلب الأليانز آرينا.

بعد الهزيمة بهدف في مدريد، كان بايرن بحاجة إلى تغيير الأمور عندما زار ريال مدريد ملعب أليانز. وبالنظر إلى الأداء الضعيف لفريقه في البرنابيو، اختار بيب تغيير طريقته في مباراة الإياب، لكنه أقدم على اللعب بطريقة انتحارية هي 4-2-4 ليسقط برباعية، وهي أكبر هزيمة في مسيرة غوارديولا التدريبية.

3. مانشستر سيتي 4-3 ريال مدريد (26/04/22)

من المؤكد أن ريال مدريد لم يعد كارلو أنشيلوتي لتولي تدريبه نتيجة لعمله الرائع في جوديسون بارك مع إيفرتون، لكنه كان يعرف بالضبط ما يُمكن أن يُحققه معهم بتشكيلة أقوى.

أوفت المواجهة في نصف النهائي بكافة وعودها، السيتي تقدم بنتيجة 2-0 و3-1 و4-2 في تلك المباراة، قبل أن يقلص كريم بنزيما الفارق إلى هدف واحد قبل مباراة الإياب.

4. ريال مدريد 3-1 مانشستر سيتي (22/05/04)

كان مانشستر سيتي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المفاجأة في عقر دار الريال في مباراة الرد، عندما منحهم رياض محرز التقدم قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة.

لكن مرة أخرى، أتت رزانة أنشيلوتي بثمارها، عندما دفع بروديغو الذي سجل هدفين في دقيقتين قبل النهاية، ليرسل المباراة إلى الوقت المحتسب بدل الضائع، قبل أن يدفع بنزيما ريال مدريد إلى النهائي بفضل ركلة جزاء ويتوج بطلًا لأوروبا للمرة 14.

وقال غوارديولا بعد خروجه السادس من قبل نهائي دوري أبطال أوروبا: "كرة القدم لا يمكن التنبؤ بها، وفي بعض الأحيان يتعين عليك قبول ذلك".

5. ريال مدريد 1-1 مانشستر سيتي (05/09/23)

بعد 12 شهرًا، كان أنشيلوتي وغوارديولا يتنافسان مرة أخرى في الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. وكان ريال مدريد هو المضيف في مباراة الذهاب، وتقدم على عكس سير اللعب، حيث سجل فينيسيوس جونيور هدفًا رائعًا بعد عمل رائع من إدواردو كامافينغا.

لحسن الحظ بالنسبة لمانشستر سيتي، كان كيفن دي بروين في الوقت والزمن المناسبين في أكبر مباراة لهم هذا الموسم، واستغل تمريرة إيلكاي غوندوغان ليسجل هدف التعادل في شباك تيبو كورتوا.

6. مانشستر سيتي 4-0 ريال مدريد (17/05/23)

لم ينس غوارديولا تقريبًا هزيمته برباعية على يد أنشيلوتي في بايرن ميونخ، ورد عليه بنفس الطريقة وبنفس النتيجة.

المباراة كانت من جانب واحد تقريبًا، وتفوق السيتي بكل الطرق من البداية إلى النهاية، وتقدم بهدفين في نهاية الشوط الأول، بفضل ثنائية بيرناردو سيلفا السريعة.

رأسية مانويل أكانجي التي اصطدمت بإيدير ميليتاو، أنهت المباراة لصالح السيتي بهدف ثالث، قبل أن يضيف البديل جوليان ألفاريز الهدف الرابع في الرمق الأخير.

شارك: