أمير عبدو يثبت علوّ كعبه ويكتب تاريخاً جديداً مع موريتانيا
"كاتب التاريخ" هي صفة يمكن أن نلصقها بالفرنسي-القمري أمير عبدو مدرب منتخب موريتانيا، بعدما قاد هذا الأخير لتحقيق أول تأهل في تاريخه إلى الدور 16 لبطولة كأس أمم أفريقيا.
وحقق منتخب "المرابطين" إنجازًا غير مسبوق، بعد التغلب، أمس الثلاثاء، بنتيجة (1-0) على الجزائر، وعبوره إلى الدور القادم من "كان" 2024، بعد احتلاله المرتبة الثالثة في مجموعته الرابعة برصيد 3 نقاط.
ونجح منتخب موريتانيا بقيادة أمير عبدو في تحقيق 3 إنجازات تاريخية، أولها -مثلما ذكرنا- هو التأهل إلى الدور الـ 16 لكأس أمم أفريقيا لأول مرة في تاريخه، أما الإنجاز الثاني فيتمثل في إحراز أول فوز في تاريخه ضمن العرس الكروي الأفريقي، والأمر الثالث هو نجاح عبدو في قيادة "المرابطين" لتسجيل أول انتصار في تاريخهم ضد الجزائر.
أمير عبدو يكرر إنجاز جزر القمر مع موريتانيا
وبعد عبوره بمنتخب موريتانيا للدور الـ16 من بطولة كأس أمم أفريقيا 2024 المقامة فعاليتها حاليًّا بكوت ديفوار، كرر المدرب أمير عبدو الإنجاز الذي حققه في "كان" 2021 بالكاميرون، عندما قاد منتخب جزر القمر للتأهل إلى نفس الدور لأول مرة في تاريخه.
أمير عبدو (51 عامًا)، هو مدرب فرنسي-قمري ولد يوم 8 يوليو/ تموز في مدينة مارسيليا جنوبي فرنسا، وبدأ مسيرته التدريبية خلال عام 2010 مع نادي أوجين الفرنسي في الأقسام الدنيا، وفي نفس المستوى درب نادي غولفيش سانت بول الفرنسي ما بين عامي 2012 و2014.
إنه مدرب جاء من العدم، نشأ مهاجرًا في فرنسا، ولكنه لم يتنكر لأصوله، وتولى مهمة صعبة بتدريب منتخب بلاده الأم جزر القمر، ليصبح بعدها بطلًا قوميًّا.
وبالفعل، ثابر وعمل واجتهد عبدو منذ توليه مهمة تدريب منتخب جزر القمر عام 2014، وتمكن من قيادته للتأهل لأول مرة في تاريخه للمشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا 2021، والأكثر من ذلك نجح معه في الوصول إلى الدور 16، وذلك في إنجاز تاريخي كرره مع منتخب موريتانيا، ليكتب التاريخ مرتين في ظرف قصير.
أمير عبدو يلقن بلماضي درسًا في كرة القدم
وجاء تأهل منتخب موريتانيا إلى الدور الـ16 لكأس أمم أفريقيا بفضل عرق ومجهود "المرابطين" فوق أرضية الملعب أمام الجزائر، ولكن تحقق هذا الإنجاز أيضًا بفضل الأفكار التكتيكية للمدرب أمير عبدو.
وحسب المختصين، فإن عبدو لقن جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر درسًا في كرة القدم، حيث تغلب عليه في المعركة التكتيكية التي جرت وقائعها فوق أرضية ملعب "السلام" بمدينة بواكي الإيفوارية.
وحسب المختصين، فإن عبدو لعب على إمكانات فريقه، واستغل القوة الدفاعية والبدنية، بالإضافة إلى الطول الفارع للاعبيه، كما أنه نجح في وضع حصن دفاعي بتنظيم تكتيكي عالٍ التنفيذ أمام منتخب الجزائر، والأكثر من ذلك فإنه نجح في استدراج بلماضي إلى الهجوم، وباغته بالهجمات المرتدة، مع محاولة استغلال الكرات الثابتة، وبالفعل جاء هدف موريتانيا الغالي والنفيس بعد دربكة داخل منطقة الجزاء أعقبت تنفيذ "المرابطين" لكرة ثابتة، لتدخل الكرة بعدها شباك حارس "الخضر" أنتوني ماندريا.
وكان منتخب موريتانيا يلعب على احتمال واحد أمام الجزائر، وهو الفوز ولا شيء غير ذلك من أجل التأهل، ولكن منتخب الجزائر كان يلعب على احتمالين هما الفوز والتعادل للعبور، ووفقًا لآراء المختصين، فإن عبدو كان صبورًا وذكيًّا، ولم يندفع للهجوم، ولعب بتريث، وفي الأخير أعطى الكرة لبلماضي وأخذ النقاط الثلاث.
ولم يكتف المدرب أمير عبدو بأخذ وخطف النقاط الثلاث، بل إنه خطف قلوب جميع الموريتانيين، بعدما قاد "المرابطين" للتأهل لأول مرة إلى الدور الـ 16 لكأس أمم أفريقيا، بل الأكثر من ذلك، فإنه خطف أيضًا قلب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي هنأ المدرب عبدو وجميع أفراد المنتخب الموريتاني، عبر اتصال بالصوت والصورة عقب التأهل والإنجاز التاريخي.