أمرابط.. من جندي مجهول إلى مغناطيس يستقطب اهتمام الأندية
تحول سفيان أمرابط، لاعب وسط منتخب المغرب، من جندي مجهول لا يكاد يلحظ أحد جهوده الوفيرة، إلى نجم خطف الأضواء ويثير اهتمام الأندية الأوروبية الكبرى بعد انطلاق كأس العالم قطر 2022.
يلبّي لاعب وسط فيورنتينا تماماً ما يطلبه منه المدرب وليد الركراكي، وما يزيد من أهمية تألقه، الحرية التي يمنحها إليه والقتالية الرهيبة التي يخوض بها المباريات منذ البداية وحتى الثانية الأخيرة، وهو ما أسهم في إقصاء إسبانيا من الدور ثمن النهائي.
اهتمام كبار أوروبا
جاء تألق أمرابط المستمر، ليزيد من اهتمام الأندية الكبرى في القارة العجوز بخدماته أبرزها ليفربول الإنجليزي، حسب تقارير صحافية، في الوقت الذي أكد فيه وكيله محمد سينوح أنه تلقى اتصالات من بعض فرق البريميرليغ للاستفسار عن وضع لاعب فيورنتينا.
يلخّص زميله سفيان بوفال دوره في صفوف المغرب قائلاً: "اللاعب الذي يتمركز إلى جانبي لديه حرية التحرّك إلى الأمام، أما أنا فلا يتعيّن علي أن اترك مركزي وإلا سيكون هناك مخاطرة".
لعب سفيان المباراة "الملحمية" الأخيرة ضد إسبانيا "بحقنة مسكنة لآلام في الظهر أبقته مستيقظًا حتى الساعة الثالثة صباحًا ليلة المباراة"، حيث قال أمرابط بعد المباراة: "لا يمكنني التخلي عن اللاعبين وبلدي".
لم تكن قتالية سفيان بغريبة على عائلة أمرابط، فشقيقه نور الدين أظهرها خلال دفاعه عن ألوان أسود الأطلس، ولعل أبرزها مشهد إصابته برأسه في المباراة الأولى ضد إيران في مونديال روسيا 2018، وتصميمه وإصراره على اللعب رغم معارضة الجهاز الطبي.
وقتها دخل مكانه شقيقه سفيان وخاض دقائق قليلة فقط كانت بمثابة انطلاقة لفرض نفسه أساسياً في تشكيلة الأسود بعد نهاية العرس العالمي الروسي حيث أصبح لا غنى عنه في تشكيلة "أسود الأطلس" وخاض حتى الآن 43 مباراة دولية.
يحظى الشقيقان أمرابط بإعجاب كبير من الجماهير المغربية حتى أن الأخيرة طالبت والده بإنجاب "صبي آخر ليكون ركيزة من ركائز المنتخب المغربي في المستقبل"، بعدما أظهرا تفانيهما بقميص بلادهما.
قاطع الطريق
نضج أمرابط الذي احتفل بعيد ميلاده الـ26 في 21 أغسطس الماضي، كثيراً في الأعوام الأخيرة وتحديداً منذ انتقاله إلى هيلاس فيرونا الإيطالي على سبيل الإعارة من كلوب بروج البلجيكي منتصف موسم 2019-2020، فكان بوابته إلى فيورنتينا في نهايته.
استفاد كثيراً من تجربته الاحترافية في الدوري الهولندي والتي بدأها مع فريق أوتريخت (2014-2017) ومنه إلى فيينورد المتوج معه بلقب الكأس المحلية (2017-2018)، لتكون انطلاقته أكثر قوة في أوروبا.
وصفه الكراوتي إيفان ليكو، مدربه السابق في كلوب بروج: بـ"قاطع الطريق" بالنسبة لي في الملعب، بالمعنى الصحيح للكلمة"، وردَّ أمرابط: "أنا أفهم لماذا قال ذلك. في بعض الأحيان يجب أن تكون قاسياً في الملعب وأحاول أن أكون ذلك اللاعب، فأنا شخص لا أخاف من أي شخص".
ببنيته الجسدية الهائلة ورأسه الحليق، أبهر بهم أمرابط منذ بداية كأس العالم. أحد مدربيه السابقين في فيورنتينا تشيزاري برانديلي الذي قال عنه: "سفيان يتمتع بصفات استثنائية، إنه محرك جسدي".
يقول عنه مدربه في المنتخب المغربي وليد الركراكي: "سفيان بصدد قطع مرحلة مهمة في مسيرته الاحترافية. إنه أول لاعب مدافع في صفوفنا وأول صانع للهجمات. نحن سعداء ونأمل في أن يبقى في هذا المستوى ليساعدنا على النجاح في المباريات التي نخوضها".
وتحدث أمرابط: "قوتنا هي أن نكون فريقاً حقيقياً، الجميع يركض، الجميع يقاتل، من الناحية التكتيكية نلعب في منتصف ملعبنا، وأكثر كثافة من الهجوم، لكن نملك لاعبين يمكنهم التسجيل".
وقال لاعب وسط فيورنتينا: "واجهنا منتخبات قوية جداً، إذا لعبنا بأسلوب مفتوح، فالأمر صعب. لكن بالطريقة التي نلعب بها سيكون شاقاً عليهم التسجيل في مرمانا".
بالتأكيد سيواصل أمرابط القيام بعمل حيوي في المواجهة ضد البرتغال من أجل مواصلة المغامرة ومقارعة الكبار، وهو ما عبر عنه اللاعب بقوله: "سبق أن لعبنا ضد البرتغال التي تملك لاعبين مميزين، وسنبذل قصارى جهودنا لكي نواصل مشوارنا في البطولة. معظم لاعبي البرتغال يلعبون في أندية قوية، لكننا أيضا نملك لاعبين مميزين ومحترفين في صفوف أندية كبيرة".
ولم تستقبل شباك المغرب سوى هدف واحد وبالنيران الصديقة سجله المدافع نايف أكرد بالخطأ في مرمى منتخب بلاده، رغم أنه واجه منتخبات قوية مثل كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا.
ويلتقي المغرب مع البرتغال في الدور ربع النهائي غداً السبت على ملعب الثمامة، وإذا بلغ نصف النهائي فإنه سيواجه المتأهل من مباراة فرنسا وإنجلترا.