أعداء بيرلو في يوفنتوس والدوري الإيطالي
يعتبر الإيطالي أندريا بيرلو واحداً من أفضل اللاعبين في الدوري الإيطالي ومنتخب الأزوري، ولا يمكن لأحد نسيان تلك اللوحات التي رسمها سواء مع فريق ميلان أو فريق يوفنتوس في السيريا A وفي مشاركاتهما القارية، كما أن بصماته مع منتخب بلاده ما تزال عالقة في أذهان الجماهير لاسيما تلك التي تركها في مونديال ألمانيا 2006 حيث نال لقب كأس العالم آنذاك.
حين تسلم بيرلو دفة فريق يوفنتوس ارتسمت الفرحة على وجوه عشاق السيدة العجوز، فرحة امتزجت بالقلق، ولسان حالهم يقول إن الفريق سيكون تحت قيادة لاعب كبير لم يبخل بتقديم الغالي والرخيص، لكن تجربته التدريبية ضحلة فلم يقد سوى فريق الشباب لأشهر، والتاريخ شاهد على فشل عدد كبير من اللاعبين الكبار في مهمة التدريب.
بدأ بيرلو مهمته بمواجهة أعدائه في الفريق، وفي مقدمتهم الكم الهائل من الضغوط، فخروج يوفنتوس من دوري الأبطال بتلك الطريقة وأدائه مع ماوريسيو ساري في الموسم الذي سبق تولي بيرلو التدريب ضغطت على النجم لمحو تلك الصورة، وزاد الضغط مع استمرار كلام الإدارة بأنها تعاقدت مع نجوم من طينة البرتغالي كريستيانو رونالدو ليس للفوز بالبطولات المحلية فحسب بل لإعادة لقب دوري الأبطال إلى خزائن النادي. هذه الضغوط حرمت المدير الفني للسيدة العجوز من التفكير في عملية إعادة البناء التي يتبنها أي مدرب في مثل تلك الظروف.
ثاني أعداء بيرلو في الفريق الإصابات وثالثهم تقدم أبرز النجوم في السن، فقد حرمت الإصابات الفريق من جهود عدد كبير من اللاعبين وخاصة في خط الدفاع الذي طالما مثل مدرسة تتعلم منها بقية الفرق في إيطاليا وخارجها، ولا يخوض الفريق أي مباراة هذا الموسم تحت قيادة بيرلو والقائمة الأساسية مكتملة فغياب الثلاثي الدفاعي الإيطاليان جيورجيو كيلليني وليوناردو بونوتشي والهولندي ماتيس دي ليخت بشكل فردي أو جماعي دام لأسابيع وهو مستمر، كما أن الإصابة وفيروس كورونا غيب رونالدو عن المشاركة وتميز الفريق خلال غيابه بضعف هجومي فشل البقية في تعويضه. كما أن تقدم بعض اللاعبين بالسن يؤخر عودتهم من الإصابة، ويعيق دخولهم أجواء المنافسة بسرعة.
أعداء الداخل يفسره ظهور الفريق المتذبذب وبأكثر من شكل على مستوى الأداء محليا أو خارجيا، فالفريق الذي هزم بارما برباعية لم يكن نفس الفريق الذي خسر أمام فيورنتنيا بثلاثية بالرغم من آثار النقص العددي. ويوفنتوس الذي خسر على أرضه بثنائية أمام برشلونة في دوري الأبطال لايشابه يوفنتوس الذي فاز على أرضية كامب نو بثلاثية
لم تتوقف موجات العداء ضد مدرب يوفنتوس عند هذا الحد فهو يواجه أعداء الخارج وأبرزهم يتمثل في قوة المنافسين ومنهم قطبا ميلان ونابولي وغيرهم، وهذه القوة حرمت فريق يوفنتوس من سيطرته المحلية التي تعود عليها في السنوات الماضية، ولو أنها استمرت لخففت من الضغوط وكان بيد بيرلو ما يواجه به الجماهير والإدارة.
بطبيعة الحال حاول أندريا بيرلو التعامل مع الأوراق التي بيده ومواجهة الظروف فأحسن في مواقع وفشل في أخرى، ويدرك أنه يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، وقد تكون فترة الاستراحة الشتوية مناسبة ليعيد حساباته وقراءاته مع الفريق، وعله يستطيع ترويض بعض أعداء الداخل واستغلالها لمواجهة أعداء الخارج، فالفريق سيعود من استراحته ليلعب سبع مواجهات خلال عشرين يوما في الدوري والكأس وكأس السوبر، وسيكون على موعد مع مواجهات كبيرة حين يلاقي ميلان وإنتر ونابولي خلال هذه الفترة. فكيف سيتعامل بيرلو مع ضغط المباريات، وبأي شكل سيكون أداء الفريق، ومدى قدرته على العودة للصدارة أو تقليص الفارق مع المتصدر، أسئلة ستكون أجوبتها كفيلة بتحديد مصير المدير الفني لفريق يوفتتوس.