أشواط أولى كارثية.. بيتكوفيتش "بطل" الأشواط الثانية!
قدّم منتخب الجزائر شوطًا أوّل كارثيًا في مباراته، اليوم الخميس 5 سبتمبر/ أيلول، ضد غينيا الاستوائية في نسخة "كاربونية" ومكررة للأشواط السيئة التي ظهر بها منذ قدوم السويسري فلاديمير بيتكوفيتش لتدريب "الخضر".
وانتظر منتخب "محاربي الصحراء" إلى غاية الشوط الثاني للإطاحة بمنتخب غينيا الاستوائية، والفوز عليه بنتيجة (2-0) في الجولة الأولى عن المجموعة الخامسة لتصفيات بطولة كأس أمم أفريقيا 2025.
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي ينتظر فيها "الخضر" الأشواط الثانية للانتصار على منافسيهم، بل حدث هذا الشيء في أكثر من مرة، وهو الواقع الذي يطرح الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول الطريقة التي يدخل بها المدرب السويسري مبارياته.
منتخب الجزائر بوجهين مختلفين مع بيتكوفيتش
وعادة ما يقدم منتخب الجزائر مستوى باهتا، ويجد صعوبة كبيرة في صناعة اللعب، مع ثقل واضح في نقل الكرة بين لاعبي الخطوط الثلاثة انطلاقًا من خط الدفاع، مرورًا بخط الوسط، ووصولا إلى خط الهجوم، وذلك خلال الأشواط الأولى لمبارياته.
ويغيب الانسجام والتناسق عن لاعبي "الخضر" خلال الأشواط في الأولى في عهد بيتكوفيتش، مع ارتكابهم أحيانًا أخطاء دفاعية تكلفهم تلقي الأهداف أو التأخر في النتيجة.
وباستثناء مرة واحدة فقط، أنهى فيها الشوط الأول متقدما في النتيجة (1-0) خلال المباراة الودية ضد بوليفيا، انتهت بفوز "الخضر" (3-2)، فإن المنتخب الجزائري أنهى مبارياته الأربعة المتبقية تحت إشراف المدرب السويسري متعادلًا أو منهزمًا.
وأكمل المنتخب الجزائري المرحلة الأولى لمباراته الودية ضد جنوب أفريقيا خاسرًا (1-2)، ليتعادل معه في النهاية (3-3)، وفي نفس السيناريو أنهى الشوط الأول ضد غينيا في تصفيات كأس العالم 2026 متعادلًا (0-0)، وخسر المباراة بنتيجة (1-2).
وعاد "الخضر" إلى غرف تغيير الملابس منهزمين بنتيجة (0-1) ضد أوغندا في تصفيات كأس العالم كذلك، وبعدها انتصروا بنتيجة (1-2)، وفي لقاء غينيا الاستوائية، افترقوا مع المنافس أيضًا بالتعادل (0-0) في الشوط الأول، ليتفوقوا عليه في النهاية (2-0).
بيتكوفيتش يتدارك أخطاءه في الأشواط الثانية
ويُعاب على المدرب بيتكوفيتش عدم التوفيق في اختيار التشكيل المناسب واللاعبين الأحق بالمشاركة منذ الدقائق الأولى في المباريات خلال الأشواط الأولى، وهو ما يجعل المنتخب الجزائري يظهر بوجه باهت ويقدم أداء متواضعًا يصل أحيانًا إلى درجة السيئ أو الكارثي.
وفي الشوط الثاني أو شوط المدربين "مثلما يسمى"، عادةً ما ينجح المدرب السويسري في تصحيح أخطائه وتداركها، مثلما هو موضح بالتفصيل في النتائج المذكورة أعلاه، ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة.
والدليل على ذلك خسارته ضد غينيا في تصفيات المونديال، وتعادله مع جنوب أفريقيا في المباراة الودية التي أقيمت شهر مارس/ آذار الماضي في ملعب "نيلسون مانديلا" بالعاصمة الجزائرية
وإن صح إطلاق اسم "بطل" الأشواط الثانية على المدير الفني السويسري خلال مسيرته الحالية مع منتخب الجزائر، فإنه ليس كذلك في الأشواط الأولى بارتكابه وتكراره لنفس الأخطاء.
ومع هذا التناقض الذي يظهر على طريقة المدرب الملقب بـ "الدكتور" في تسيير المباريات بين الأشواط الأولى والثانية، حيث يظهر منتخب "الخضر" بوجهين مختلفين، تتمنى الجماهير الجزائرية أن يتعلم "بيتكو" الدروس، والبداية من مباراة ليبيريا القادمة في الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.
للتذكير فإن بيتكوفيتش قاد منتخب الجزائر حتى الآن في 5 مباريات، 3 منها رسمية، ومباراتان اثنتان وديتان، وتمكن من تحقيق الفوز 3 مرات، مقابل تعرضه لهزيمة واحدة، وتعادله في نفس العدد من اللقاءات.