أزمة الإجراءات الاحترازية تؤرق الجماهير السودانية
وضع تواجد الجماهير في مباراة الهلال أمام حي العرب بورتسودان "الاثنين" 28 ديسمبر/كانون الأول علامات استفهام كبيرة، بعد أن أعلن اتحاد الكرة إقامة مباريات الدوري بدون جمهور، وبضوابط وإجراءات صحية صارمة، بيد أن شيئا من هذا لم يحدث، إذ شهدت بعض مباريات الدوري في الجولة الأولى حضورا جماهيريا متفاوتا، كان العدد الأكبر منه في مباراة الهلال أمام حى العرب، ويرى إعلاميون تابعوا المباريات أن اتحاد الكرة لم يلتزم بالحد الأدني من الضوابط الصحية التي ألزم بها "فيفا" اتحاداته في مختلف دول العالم.
وفي حديثه مع win win قال الطاهر صالح المحرر الصحفي بصحيفة "قوون" الرياضية، والمكلف بتغطية مباريات الهلال ميدانيا، إنه فوجئ بوجود أعداد غفيرة من الجماهير في مدرج ملعب الهلال بعد 10 دقائق فقط من بداية المباراة، وكشف أن سيارة الإسعاف لم تكن موجودة، ونبه إلى خطورة الموقف، مشيرا إلى أن أي طارئ إن حدث فستكون عواقبه وخيمة.
وأشار الطاهر أن التأمين عبر الشرطة لم يكن له أي وجود، مؤكدا أنه حرص على توجيه السؤال لمراقب المباراة عن وجود الجماهير وما إذا كان هناك قرار جديد قد تم إصداره بحضور الجماهير، ورد المراقب أن غياب الشرطة تسبب في تلك الفوضى، مشيرا إلى أن المباريات لا تشهد تأمينا كافيا، واتحاد الكرة لا يمكن أن يسيطر على الوضع في غياب الشرطة، وذكر أنه تابع الإجراءات الصارمة في المباريات الإفريقية وكأن تلك الاشتراطات تطبق فيها أو أن اتحاد الكرة يعفى فقط من العقوبات في حالة إهماله لتطبيق الضوابط والاشتراطات الصحية في المباريات الإفريقية، وأشار صالح إلى أن التباعد الاجتماعي معدوم أيضا بسبب التدافع الجماهيري وهو ما قد يتسبب في انتشار سريع للعدوى ويهدد السلامة لعناصر العبة.
ويؤكد الأستاذ إبراهيم محمد أحمد باترا في حديثه إلى win win أن اتحاد كرة القدم السوداني ترك الضوابط الصحية جانبا ولم يتعامل معها مشيرا إلى أن تلك الاشتراطات والضوابط تشتمل على تعقيم مقاعد البدلاء وتعقيم غرف الحكام وغرف اللاعبين وإجراء فحوصات قبل كل مباراة حتى المصورين وكل من يوجد داخل الملعب.
وأشار إلى أن اتحاد الكرة طبق تلك الاشتراطات في المباريات الإفريقية بصرامة، وأهملها تماما في التنافس المحلي كأن صحة اللاعبين والجماهير محليا لا تعنيهم، مشيرا إلى أن مدرجا شبه مكتمل تابع مباراة الهلال وحي العرب، وكشف أن شجارا عنيفا قد نشب بعد نهاية المباراة.
ونبه إبراهيم إلى أن الاتحاد لم يطبق الحد الأدني من الاشتراطات وقال ثمة آخر يتمثل في غياب الرقابة من الجهات أو السلطات الصحية مثل لجنة الطوارئ الصحية التي لا نعفيها من المسؤولية أيضا، ذلك أنها لم تلتزم بدورها، واختتم الأستاذ إبراهيم بأن المشكلة الحقيقية تتمثل في عدم اهتمام الأندية بحقوقها ذلك أنها لم تطالب بتطبيق البروتكول الصحي ولا الاشتراطات أو التدابير التي يجب توافرها حتى تتفادى إصابة أي من منسوبيها بالجائحة، محذرا من خطورة التمادي في الإهمال.