بطولة قطر للتنس "أيقونة" صفق لها العالم
لم يكن من السهل تقبل إقامة بطولة للسيدات في لعبة التنس منذ نحو عشرين عاما في قطر، وعندما أعلن عن تنظيم بطولة سنوية تشارك فيها "حسناوات" التنس كانت الولادة قيصرية وعسيرة في مجتمع عربي خليجي محافظ.
غير أن المنظمين راهنوا على البطولة والتي كان لها الفضل مع مرور السنوات في إدخال ثقافة جديدة كانت غريبة عن المجتمع القطري. ومع مرور السنوات أصبحت البطولة النسائية تقليدا مميزا، تحقق النجاحات المرتقبة أولها الترويج للسياحة في قطر بفضل مشاركة أكبر نجمات الكرة الصفراء في العالم.
وأصبحت بطولة قطر "أيقونة" في الصحافة العالمية وأتذكر في تلك الحقبة بحكم معاصرتي لهذه البطولة منذ انطلاقتها صور ماريا تشارابوفا تتصدر كبريات الصحف العالمية، وهي تركب الجمل في قلب الصحراء القطرية، ومارتينا هينجيز السويسرية وهي تتجول في أسواق الذهب، ومونيكا سيليش، وكان هناك تركيز من قبل الصحافة العالمية في ذلك الوقت على جوانب مثيرة في البطولة أكثر من تركيزها على النتائج.
تلك الصور الجميلة والمثيرة وضعت قطر على "خارطة الرياضة العالمية "، وأصبحت البطولة واجهة للسياحة، وتأكد أن المراهنة على بطولة نسائية كان مشروعا ناجحا.
ومن الإيجابيات التي حققتها بطولة قطر للسيدات اكتشاف لاعبات عربيات وتقديمهن للجمهور ومن بين هؤلاء النجمات التونسية سليمة صفر والعمانية فاطمة النبهاني، وجاءت التونسية أنس جابر لكي تملأ مدرجات ملعب خليفة الدولي للتنس في العام الماضي وأصبح للبطولة نكهة عربية.
الإشادة بنجاح البطولة لا يجب أن ينسينا التذكير بالمؤسسين والذين سهروا على البطولة، وقدموا لها الرعاية منذ ولادتها حتى ترعرعت وكبرت وفي مقدمتهم رجل الأعمال وعاشق التنس علي حسين الفردان ثم الشيخ محمد بن فالح، قبل أن يستلم المشعل ناصر غانم الخليفي والذي يقود مسيرة التنس اليوم.