نورس العراق أحمد راضي

2020-04-19 21:03
Source
+ الخط -

تمتلك الكرة العراقية العديد من النجوم الذين ارتقوا لمرحلة الأساطير، لتخلدهم صفحات التاريخ وذكريات الجماهير، ليس المحلية فقط بل والعربية قاطبة. ومن بين هؤلاء دوما يقترن اسم المهاجم الفذ أحمد راضي عندما تذكر إنجازات الكرة العراقية، كيف لا وهو أحد من برعوا فيها في عقدي الثمانينات والتسعينات.

راضي
كغيره من الأولاد الصغار، عشق راضي ممارسة كرة القدم ولعب في شوارع مسقط رأسه "سامراء" وقرر الانخراط في صفوف نادي الزوراء، ورغم الفارق العمري مع بقية زملائه تمت ترقيته لكي يصعد للفريق الأول، ومع براعته في هز الشباك، صعد بسرعة كبيرة في منتخبات الفئات العمرية، لتتم مناداته للمنتخب الأول ، عميد المدربين العراقيين، عمو بابا آمن بقدرات هذا الفتى اليافع واستدعاه قبل أن يتم الثامنة عشرة من عمره، فمنحه شرف ارتداء قميص العراق الذي كان يحلم به الجميع وقت ذاك. ساهم راضي خلال السنوات الأولى من مسيرته في بسط العراق لنفوذه على القارة الآسيوية، فساعد العراق على التأهل لدورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس 1984 ومن ثم النسخة التالية في سيؤول 1988. وبينهما ساعد أسود الرافدين على انتزاع بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 1986.

أحمد


في بلاد المكسيك، وللفارق الفني الكبير، لم يتمكن العراق من تحقيق أي انتصار، لكن أحمد راضي حقق انتصاره الشخصي بأن يكون الأول والوحيد حتى الآن الذي يهز الشباك مانحا العراق هدفه الشرفي في العرس العالمي في شباك بلجيكا. وخلال تلك الفترة الزاهية، قاد راضي العراق للتتويج بلقب كأس الخليج مرتين 84 و88.بالمحصلة خلال مسيرته مع المنتخب الوطني خاض راضي 121 مباراة وقد سجل خلالها 62 هدفاً ليصبح في ثاني الهدافين التاريخيين للمنتخب بعد قائده السابق حسين سعيد.


واصل راضي الارتقاء في مستواه الفني، وعندما ارتدى قميص نادي الرشيد قاده لتسلق القمة الآسيوية للأندية، فبلغ معه نهائي بطولة الأندية الآسيوية، لكن السد القطري حال دونه ورفع اللقب الكبير. وبفضل إنجازاته وأهدافه الرائعة، نال جائزة أفضل لاعب في آسيا بحسب تصويت الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصائيات.محليا توج راضي مع الرشيد بلقب الدوري العراقي ثلاث مرات، ونال بطولة الكأس مرتين، كما سيطر على بطولة الأندية العربية ثلاث مرات. ومع الزوراء نال الدوري مرتين والكأس أربع مرات.

أحمد

يملك أحمد راضي علاقة وطيدة مع الكرة القطرية، ففي الوقت الذي كان فيه الاحتراف والتنقل يعد أمراً نادراً، حظي راضي بفرص اللعب في البطولة القطرية، إذ جذبه نادي الوكرة لصفوفه في الفترة ما بين 93-96 ليسجل معه 16 هدفا، وبفضلها نال جائزة هداف الدوري في أحد المواسم الثلاثة هناك.
بعد مسيرة طويلة ترك فيها راضي إرثا كبيراً لخلافئه قرر تعليق القميص واعتزال الكرة في العام 1998. وكغيره من النجوم حاول السير في طريق التدريب، فتولى مهمة منتخب الناشئين، ثم فريق الشرطة ونال معه الكأس، ثم اتجه للعمل الإداري.
سيبقى أحمد راضي أحد الرموز الكروية التي يصعب نسيانها سواء في الكرة العراقية أو العربية، لما قدمه من إرث يمكن أن يلهم اللاعبين الصاعدين.
 

شارك: