يقع ملعب المدينة التعليمية أحد ملاعب بطولة كأس العالم الثمانية في قطر، التي تقام بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول القادم على بعد 13 كيلومترا عن وسط الدوحة، ويربطه بمنطقة الكورنيش شارع واحد يمتد من الكورنيش حتى حرم المدينة التعليمية التي يقع الملعب بداخلها.

ونسب اسم الملعب الذي يتسع إلى 40 ألف مشجع ويستضيف 8 مباريات في مونديال قطر من دور المجموعات حتى ربع النهائي للمدينة التعليمية التي تحتضن مقر مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وتعد وجهة المعرفة والابتكار بدولة قطر، وتضم جامعات ذات مستوى عالمي ومرافق تعليمية وبحثية ومكتبة رائدة.

ويتميز الملعب المعروف بإسم "جوهرة الصحراء" بتصميمه الذي يجمع بين التلألأ وتوليد الكهرباء، وأُعلن عن جاهزيته، في 15 يونيو/حزيران 2020 خلال فعالية رقمية أقيمت تكريما للعاملين في الصفوف الأمامية لمكافحة انتشار وباء كوفيد-19.

وتعج هذه المنطقة بأكملها بالاختراعات والابتكارات، مقترنة بتحلي كل من فيها بروح العزيمة والإصرار على جعل كأس العالم 2022 دافعاً للتنمية الاجتماعية والبشرية، وهذا ليس بغريب على مكان يعد البيت الذي يحتضن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

وتضمن تقنيات التبريد المتطورة الموجودة في ملعب المدينة التعليمية الحفاظ على درجة حرارة معتدلة على مدار العام ليشعر اللاعبون والمشجعون بالراحة التامة، وحتى طرق الوصول إلى الملعب عديدة، منها مترو الدوحة من خلال محطة المدينة التعليمية عبر الخط الأخضر القريبة من الملعب، ويمكن الترجل منها إلى الملعب لمسافة قصيرة، كما يمكن استخدام "الترام" الذي يستخدم في التنقل الداخلي داخل حرم المدينة التعليمية.

ملعب المدينة التعليمية على شكل ماسة 

ويأخذ شكل ملعب المدينة التعليمية  ماسة أو جوهرة مسننة بسبب سطح القشرة المغلفة للملعب من المواد المعدنية الصقيلية التي تشبه المرآة التي تعكس الضوء في ليلا ونهارا، وذلك سر تلألئه لمن يشاهده من بعيد، كما يمكن تغيير ألوان الإضاءة لتعطى طلة متجددة دائما.

وبعد استضافة الاستاد لمباريات كأس العالم وصولاً إلى الدور ربع النهائي، سيظهر إسهامه المباشر في التنمية الدولية جلياً، حيث ستُخفض سعة الاستاد إلى النصف وسيتم التبرع بـ 20 ألف مقعد المتبقية لبناء استادات في دول نامية، للمساعدة في نشر الشغف بهذه اللعبة في جميع أرجاء العالم.

كما يوفر تصميم الاستاد للجماهير من ذوي الإعاقة سهولة الوصول والتنقل بشكل متميز، أما الذين يتطلعون إلى الحصول على أعلى درجات الراحة، فبإمكانهم الاستمتاع بمشاهدة المباريات من مناطق الضيافة وكبار الضيوف.

ملعب المدينة التعليمية  رمز للابتكار والاستدامة

وسيكون ملعب المدينة التعليمية رمزا للابتكار والاستدامة والتقدم لعقود قادمة، وذلك تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، وأهداف كل من مؤسسة قطر واللجنة العليا للمشاريع والإرث.

وتصنف المدينة التعليمية كمنطقة خضراء مستدامة، وكان أول ملعب بين ملاعب كأس العالم يحصل على تصنيف 5 نجوم حسب نظام تقييم الاستدامة العالمي "جي ساس" (GSAS)، إذ إن 55% من المواد المستخدمة في تشييد الملعب جاءت من مصادر مستدامة، و28% من مواد أعيد تدويرها.

كما أن الألواح المعدنية المثلثية التي تغطي الملعب بشكل كامل من الخارج تعمل على توليد الطاقة الكهربائية للملعب عن طريق أشعة الشمس وهو ما سيوفر أكثر من 20% من الطاقة الكهربائية خلال المباريات، كما سيتم الاستفادة بالطاقة التي يولدها الملعب في باقي الأيام في المناطق المحيطة به.