مارادونا.. أسطورة أرجنتينية يخلدها التاريخ
صدم أنصار ومحبو كرة القدم حول العالم بخبر وفاة أسطورة الأرجنتين دييغو أرماندو مارادونا بعد أن تعرض لنوبة قلبية، وذلك إثر عملية جراحية أجراها قبل أسبوعين لمعالجة تجلط في الدماغ. يعد مارادونا أحد أفضل من أنجبتهم الملاعب على مدار التاريخ، نظراً لمسيرته الرائعة التي كانت وستبقى خالدة ومؤثرة في مسيرة ملايين الشباب سواء في الأرجنتين أو العالم.
اقترن اسم مارادونا بالعديد من الأحداث الكروية، سواء مع منتخب الأرجنتين أو مع أندية برشلونة ونابولي وبوكا جونيورز وغيرها من الأندية التي ارتدى قمصانها على مدار تاريخه الطويل، لكن تظل نهائيات كأس العالم أهم حدث عاشه مارادونا، واستطاع أن يخلد اسمه فيه أبد الدهر.
لمع اسم دييغو الشاب اليافع، وكان ينتظر أن تبدأ مسيرته بشكل يشبه كثيرا ما حدث مع بيليه، لكن سيزار مينوتي رفض ضمه في نهائيات كأس العالم 1978 التي أحرزت الأرجنتين لقبها، لكن ذلك لم يكن إلا "شرارة" أشعلت لهيب نجم سطع بسرعة الصاروخ، وأصبح أيقونة فيما بعد.
11 ثانية من المهارة الكروية العالية! 😍
— @fifaworldcup_ar 🏆 (@fifaworldcup_ar) October 30, 2020
الهدف الذي لن ينساه دييجو مارادونا في طريقه للفوز بلقب #كأس_العالم! 🇦🇷🏆 #Maradona60 pic.twitter.com/TuIaIu00Tu
تعلق الأرجنتينيون بمارادونا بشكل لافت منذ أن أبرز مهاراته مع منتخب الشباب والذي قاده للفوز بكأس العالم تحت 20 عاما في اليابان 1978، وبعد أربع سنوات من ذلك كانت آمال الحفاظ على العرش الكروي في كأس العالم 1982 تتعلق على أكتاف دييغو، لكن الفريق الذي كان بحاجة للتجديد لم يكن ندا للمنافسين وخرج من الدور الثاني، وظلت ذكرى مارادونا وطرده بالبطاقة الحمراء أمام البرازيل باقية طويلاً.
لكن دييغو الذي وعد والده بالفوز بكأس العالم يوما ما، عاد بعد أربع سنوات ارتقى فيها سلم المجد، فذهب إلى نهائيات المكسيك 1986 ليقدم هناك واحدة من أفضل النسخ العالمية التي شهدت تألق نجم وحيد طغى على كل شيء. أداء رائع وأهداف حاسمة وتتويج باللقب في ملعب أزتيكا التاريخي، ليقبض دييغو على الكأس الذهبية، ويطبع اسمه على البطولة لتصبح دوما مقترنة ببطولة دييغو.
في نهائيات إيطاليا 1990 قام دييغو وفريقه الوطني بنفس المغامرة الفريدة، ووصل النهائي مرة ثانية، لكنه خسر اللقب بركلة جزاء أمام ألمانيا، وبعد اعتزاله اللعب دوليا، عاد في 1993 لينقذ الفريق من خطر عدم التأهل وشاركه الفوز على أستراليا في الملحق العالمي، ليشارك مارادونا في نهائيات أمريكا 1994، وهناك اكتُشف تناوله للمنشطات ليستبعد من البطولة واللعب لفترة طويلة.
على صعيد الأندية استهل مارادونا مسيرته من صفوف أرجنتينوس جونيورز، ولعب هناك خلال الفترة من 1976 حتى 1981، لينتقل إلى بوكا جونيورز، ولعب هناك عاما واحداً توج به بالدوري الأرجنتيني. بعدها شد الرحال نحو أوروبا ليرتدي قميص برشلونة الإسباني، وعلى الرغم من فوزه بالثلاثية المحلية (الدوري والكأس والسوبر) فإنه لم يطل المقام هناك.
بعد عامين توجه نحو نابولي الإيطالي الذي لم يكن أحد كبار الدوري، ولكن مارادونا بدأ عام 1984 مسيرته هناك ليجعل من الفريق عظيما ورائعا، لأنه خلال سبعة أعوام قاده للفوز بلقب الدوري مرتين، والكأس مرة والسوبر مرة إضافة إلى كأس الكؤوس الأوروبية، ليصبح لدى مارادونا مكانة خاصة وخالدة لدى شعب هذه المدينة التي باتت معروفة بفضل هذه الأسطورة.
أكمل دييغو مسيرته مع أندية إشبيلية الإسباني، ثم عاد للأرجنتين للعب مع نيولز أولد بويز بعض المباريات، ثم ختم مسيرته مع بوكا جونيورز، وبالمجمل لعب خلال مسيرته الكروية 491 مباراة سجل فيها 259 هدفا.
أراد دييغو خوض تجربة التدريب، وبعد محاولات عادية، أسندت إليه مهمة تدريب الأرجنتين في العام 2008، وتأهل الفريق بصعوبة لنهائيات كأس العالم 2010 التي خرج منها في ربع النهائي أمام ألمانيا. وبعدها خاض تجارب مع الوصل الإماراتي، الفجيرة، دورادوس المكسيكي، قبل أن يتولى آخر مهماته بتدريب خيمناسيا لابلاتا الذي تركه من أجل العملية الجراحية، لكن القدر كان أسبق وفارق مارادونا الحياة.