النسر حبيب.. هل يعود إلى القفص؟

تاريخ النشر:
2021-01-04 19:55
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
عودته لن تكون من أجل الشهرة أو المال (Getty)
Source
+ الخط -

أعلن نجم الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف بصورة مفاجئة اعتزاله، بعد فوزه على الأمريكي جاستن غايتجي في النزال الذي جمعهما في الـ24 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وذلك ضمن دورة "UFC 254"، محققا انتصاره الـ29 في مسيرته الاحترافية، من دون أن يتعرض لأي هزيمة.

إعلان الاعتزال جاء بناء على وعد قطعه لوالدته، بعد أن رفضت خوض حبيب النزالات دون والده عبد المناف نورمحمدوف الذي قاد دفة تحضير البطل، قبل وفاته متأثرا بإصابته بفيروس كورونا. 

نورمحمدوف يبلغ من العمر 32 عامًا، حمل حزام UFC منذ عامين ونصف فقط، وعلى الرغم من قلة الفترة الزمنية نسبيا، فقد قدم ابن داغستان نفسه نجمًا في فنون القتال المختلطة، وبعضهم يراه أعظم مقاتل في هذه الفنون في كل العصور، ومؤخرا حصل حبيب على جائزة "بي بي سي" بوصفه أفضل نجم رياضي لعام 2020، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية. 

بعد انتشار فيديو نزال الطفولة بين حبيب ودب أعاد بعضهم السبب في ذلك إلى قوته، صحيح أن من تابع الفيديو رأى قوة الإرادة وعدم الاستسلام في عيني نورمحمدوف، لكن هناك عوامل بسيطة أيضا كان لها دور إيجابي في حياة البطل الرياضية، فحين وقع عقده مع UFC لم يكن في روسيا من يدعمه إلا القليل من أقربائه أو سكان بلدته، وهو ما خفف من الضغط على عاتقه في بداية مسيرته، قبل أن يفرض نفسه تدريجيا، ويجذب انتباه المجتمع الرياضي والصحافة داخل وخارج روسيا والمشجعين أيضا. كما أن الخط البياني لنتائج نزالاته الذي سار باتجاه واحد فقط ولد ثقة الأبطال لديه، خاصة أن هذه الرياضة شهدت خسارة جميع أبطالها قبل أن يكسر حبيب تلك القاعدة.

إضافة لذلك فإن التزام البطل الروسي المسلم دينيا ضاعف من شعبيته في آسيا ومنطقة القوقاز والشرق الأوسط، ونال شعبية بين مسلمي العالم، كما كان ضيفا مرحبا به لدى زعماء الدول الإسلامية، أمر استغله حبيب ليكون مثالا يحتذى به على مختلف الصعد، فكان الرجل صاحب المبادئ الذي لا يخضع لتأثير السلطة أو المال. 

نقطة التحول الحقيقية في مسيرة حبيب الرياضية كانت النزال التاريخي ضد الأيرلندي كونور ماكغريغور، ولم يكن انتصار حبيب هو المفارقة بل تعامله مع النزال ومنافسه منذ أن أعلنت اللجنة المنظمة إقامة ذلك النزال حتى إعلان عقوبة الإيقاف بحق البطلين. في اليوم التالي من النزال ولد حبيب نورمحمدوف آخر من حيث المكانة الاجتماعية، فحصد ملايين الدولارات ودخل قائمة النخبة من حيث المدخول المادي، ولعله بات أشهر رياضي روسي في العالم، كما أن عدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي تضاعف، فعقب فوزه على كونور ارتفع عدد متابعيه على إنستغرام مثلا من ستة ملايين ونصف مليون متابع لأكثر من ثلاثة عشر مليون متابع، والآن يملك أكثر من اثنين وعشرين مليون متابع.  

كل ذلك لم يغير في شخصية البطل الداغستاني شيئا، بل زاد من حماسه وتقييمه لطعم الفوز لا للأموال والشهرة، ولعل هنا يكمن الجواب على إمكانية عودة النسر الروسي من أجل المال الذي يمكن أن تعرضه رابطة الفنون القتالية، لكن مدير أعماله علي عبد العزيز صرح أن حبيب قد يعود لاستئناف مسيرته من أجل القتال أمام الكندي جورج سانت بيير الملقب بـ"القديس"، بدروه تحدث رئيس UFC دانا وايت عن نيته الاجتماع مع نورمحمدوف مطلع عام 2021 لمناقشة مستقبله. 

عودة النسر إلى القفص ثماني الأضلاع من عدمها أمر يحدده حبيب (بموافقة والدته أو بشكل أدق إذا استطاع إقناع والدته)، ولكن عودته لن تكون من أجل الشهرة أو المال، أو فقط من أجل العودة، فهو يملك من الذكاء ما يكفي ليتخذ قرار العودة إلى النزال رقم 30 من أجل الفوز وفقط الفوز، فهل سيكون مستعدا نفسيا وبدنيا للفوز؟

شارك: