يقع استاد البيت أحد ملاعب بطولة كأس العالم الثمانية في قطر، التي تقام بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول القادم  في مدينة الخور على بعد 60 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة القطرية.

ويتسع استاد البيت ثاني أكبر ملاعب المونديال إلى 60 ألف متفرج، واختير لاستضافة المباراة الافتتاحية التي ستجمع بين منتخبي قطر والاكوادور منذ الرسم التخطيطي الأول له، وفي المجمل سيحتضن الملعب 9 مباريات آخرها مواجهة في نصف النهائي ستجري يوم الأربعاء، 14 ديسمبر/ كانون الأول.

استاد البيت يرمز إلى النسيج الغني لثقافة قطر

واعتمدت قطر على النسيج الغني لثقافتها من أجل الترحيب بالعالم جيث استوحي تصميم الإستاد من بيت الشعر الذي سكنه أهل البادية فدعت الزوّار للاستمتاع بالراحة التي اعتاد أن يوفرها هذا الجزء من العالم لضيوفه منذ قرون.

ويحتضن الهيكل الخارجي الذي يجسد شكل الخيمة بكل روعة واحدًا من إستادات كرة القدم الفائقة الحداثة، وعادة ما يمكن معرفة بيوت الشعر الخاصة بالقبائل والعائلات البدوية بالنظر إلى خطوطها السوداء والبيضاء، وينعكس ذلك على واجهة الإستاد الخارجية المميّزة، ولأنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة القطرية، فلا بد من أن يتميز بكرم الضيافة الذي تشتهر به قطر، حيث يستضيف الزوار من جميع أنحاء العالم بأذرع مفتوحة.

وصممت مقاعد الجزء العلوي لاستاد البيت من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم للاستفادة منها في مشاريع أخرى،  ويمتد نهج الاستدامة من الإستاد إلى مدينة الخور المحيطة به حيث تحظى هذه المدينة بالعديد من المتنزهات والبحيرات إلى جانب محمية خضراء تشكل حزامًا ممتدًا من الإستاد حتى البحر، وذلك يسهم في ترسيخ إرث دائم من الإستاد الأكثر ترحيبًا في العالم.

استاد البيت ليس مجرد ملعب

استاد البيت ليس مجرد ملعب لكرة القدم، بل صمم ليكون حديقة حضرية مبتكرة كبيرة جدا وبحيرات ونهر صناعي بالإضافة إلى 6 مواقع للتنزه والترفيه، فكرة الاستاد متميزة وإبداعية، وهو الاستاد الوحيد في العالم المغطى على شكل بيت شعر.

وحديقة استاد البيت من الحدائق المميزة في قطر والمنطقة على مساحة أكثر من 400 ألف كم ، ويحيط بها من الأربع جهات 4 مصليات بالإضافة إلى 10 أماكن للمطاعم والمقاهي وألعاب للأطفال وممشى للأبل والخيل لأول مرة، كما تحتضن مركز قدرات الاجتماعي ومركز نوماس.

ويتميز الاستاد بخدمة المجتمع حتى بعد كأس العالم بوجود فندق 5 نجوم وفرع لاسبيتار ومول وقاعتين للسينما وقاعة للبولينغ وهو مبهر من ناحية التصميم والحجم.

وتشتهر مدينة الخور لموقعها الجغرافي بالغوص بحثاً عن اللؤلؤ وصيد الأسماك، وهو الأمر الذي جذب أهل البادية للعيش على الساحل. وبفضل طبيعتها المميزة والجاذبة لمختلف الثقافات، كانت الخور خياراً مثالياً لاحتضان أحد استادات مونديال 2022.

وحصل استاد البيت على تصنيف الاستدامة من الفئة (A) من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة، و تحظى مدينة الخور سريعة النمو بالعديد من المتنزهات والمساحات الخضراء والبحيرات والمسطحات المائية، وستشكل محمية خضراء حزامًا ممتدًا من الاستاد حتى البحر.

ويمكن الوصول إلى استاد البيت الملعب بسهولة بالسيارة أو الحافلة أو المترو لوقوعه في منطقة سهلة الوصول، وسيصل المشجعون إلى الاستاد عبر ممرات مشاة تصطف على جانبيها الأشجار، في حين يتم بناء مرافق واسعة لسيارات الأجرة والحافلات بهدف الحد من عدد المركبات على الطرق الداخلية، أما الطرق الخارجية فستكون الرحلة من خلالها أسلس وأسرع وأقل تأثيرًا على البيئة، بفضل الخيارات الأخرى التي ستتيح للمشجعين التنقل دون استخدام مركباتهم