5 لاعبين ندموا بعد الرحيل عن الترجي التونسي
كان اللاعبون يتدفقون على الترجي الرياضي التونسي، لكسب فرصة الدفاع عن ألوان النادي العاصمي، والوصول معه إلى قمة كرة القدم الأفريقية، لكن في السنوات الأخيرة، شهد نادي "باب سويقة" رحيل عديد اللاعبين الكبار.
الأسماء الراحلة عن الترجي كان أمامها القليل من الخيارات لبقائها مع فريق "الدم والذهب"، فالبعض منهم اختار الخروج بإرادته المطلقة، وحقق النجاح خارج تونس، وآخرون عانوا الأمرّين مع أنديتهم الجديدة.
وسنلقي نظرة في هذا التقرير على خمسة لاعبين، ندموا على قرارهم بمغادرة الترجي:
إلياس شتّي
صيف عام 2019، تعاقد الترجي مع الجزائري إلياس شتّي، لملء الفراغ الهائل الذي تركه آنذاك أيمن بن محمد على الجهة اليسرى، وخاض المدافع شتّي 75 مباراة، قبل فسخ عقده من جانب واحد في يوليو/ تموز 2022، وانتقاله في صفقة انتقال حر صوب أنجيه الفرنسي.
بعد رحيله عن الترجي، عاقبت لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الدولي الجزائري، بالإيقاف لمدة 4 أشهر، وألزمت فريقه أنجيه بدفع مليون يورو إلى نادي الترجي التونسي، على خلفية فسخ اللاعب لعقده مع النادي من طرف واحد.
وتوالت أزمات اللاعب الجزائري في الأشهر الأخيرة، إذ صدر في حقه حكمٌ بالسجن لأربعة أشهر مع وقف التنفيذ، بعدما أقرّ أمام الشرطة المختصة بأنه تحرّش بفتاة من دون رغبتها في ملهى ليلي.
ويأتي القرار بعد شكوى من سيدة زعمت أنّ شتّي لمسها خلال أمسية في ملهى ليلي في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال فترة التوقف في مونديال قطر 2022. ولدى احتجاز الدولي الجزائري شتي (28 عامًا) لدى الشرطة في أنجيه، اعترف بالتهم الموجهة إليه، ويلعب شتّي حاليًّا مع فريق الوداد المغربي، لكنه لم ينجح حتى الآن في حجز مكانه ضمن التشكيل الأساسي لوصيف مسابقتَي دوري بطل أفريقيا والدوري الأفريقي.
عبد القادر بدران
خاض عبد القادر بدران 80 مباراة في كل المسابقات مع الترجي، سجّل خلالها 4 أهداف، وقدّم تمريرة حاسمة واحدة، في حين تُوّج بلقب الدوري التونسي 3 مرات، وكأس السوبر التونسي مرتين، ورفض بدران كل مقترحات إدارة الترجي لتمديد عقده من أجل الحصول على أفضل عرض مالي ممكن.
وتعاقد بدران صيف عام 2022، مع نادي ضمك السعودي الناشط في دوري المحترفين السعودي، بعقد يمتد لموسمين، لكن إلى حد الآن لم ينجح في فرض اسمه في المسابقة، فضلاً عن خسارة مقعده ضمن قائمة المنتخب الجزائري.
أيمن بن محمد
بدأ اللاعب أيمن بن محمد مسيرته الاحترافية في نادي بوهيميانز، المنتمي إلى الدوري الأيرلندي الممتاز، قبل أن ينضمّ في عام 2016 إلى شيخ الأندية التونسية، الترجي الرياضي، حيث بدأت انطلاقته الحقيقية.
وقدّم بن محمد مع الترجي 3 مواسم مبهرة، حقّق خلالها نجاحات وألقابًا عديدة، على غرار تتويجه بلقبين متتاليين لدوري أبطال أفريقيا عامي 2018 و2019، وكأس الأندية العربية 2017، والدوري التونسي في ثلاث مناسبات 2017 و2018 و2019، وكأس السوبر التونسي 2019.
وبعد مسيرته مع الترجي، انتقل بن محمد إلى تجربة الاحترافي الخارجي مجددًا، إثر توقيعه مع نادي لوهافر الفرنسي في 14 أغسطس/ آب 2019، ليخوض مع الأخير 35 مباراة، قبل أن ينتهي عقده معه ويصبح لاعبًا حرًّا، كما أنه خاض تجربة قصيرة مع فريق دينزلي سبور التركي، وتعرض لإصابتين على مستوى الرباط الصليبي، ويحاول حاليًّا العودة إلى الواجهة من بوابة فريق غانغون الناشط في دوري الدرجة الثانية الفرنسية.
عبد الرؤوف بن غيث
يُعدّ عبد الرؤوف بن غيث، ثاني أغلى لاعب جزائري في تاريخ الترجي، بقيمة مالية تصل إلى 742 ألف يورو، حينما تمّ ضمّه من بارادو الجزائري في صيف عام 2019، وأسهم بن غيث في حصول الترجي على لقب الدوري التونسي في مناسبتين.
وغادر اللاعب الجزائري بن غيث الترجي، وانتقل إلى فريق مولودية العاصمة الجزائري، في صفقة أثارت جدلاً واسعًا في صفوف الجماهير، تزامنًا مع النزاع القانوني القائم بين الترجي والنجم الجزائري، والذي استمر أكثر من سنة ونصف.
ويلعب لاعب الوسط البالغ من العمر 27 عامًا حاليًّا مع فريق شباب بلوزداد، بعدما لعب الموسم الماضي مع فريق الرجاء المغربي، ولم ينجح بن غيث في التتويج بأي لقب بعد خروجه من الترجي، كما تراجعت قيمته السويقية من 1.2 مليون يورو إلى 500 ألف يورو.
يوسف بلايلي
لعب يوسف بلايلي لأول مرة خارج الجزائر في صفوف نادي الترجي الرياضي التونسي، وبالتجديد في عام 2012، قادمًا من نادي مولودية وهران، بعد موسمين لعبهما في الفريق، واكتمل موسمه الأول في تونس بشكل عادي؛ لكن الموسم الثاني دخل في دوامة المشاكل مع إدارة الترجي.
وكان الرئيس حمدي المؤدب قد صرّح وقتها بأنه عاقب بلايلي، بسبب مشكلات انضباطية جعلته يبعده عن تدريبات الفريق، رغم تصريح اللاعب بأن أصل المشكلة التي حصلت هي أن إدارة الترجي أرادت تمديد عقده من دون الزيادة في راتبه، وهو ما أزّم الوضع بين الطرفين.
عاد بلايلي إلى الدوري الجزائري بعد تفاقم المشاكل مع إدارة الترجي التونسي، وعدم التوصل إلى اتفاقٍ يرضي الطرفين، ليوقّع مع بطل الجزائر آنذاك، اتحاد العاصمة، لكن بلايلي لم يكمل المشوار مع الاتحاد، بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات، لتتم معاقبته بإيقاف لمدة أربع سنوات أنهت مشواره مع الاتحاد.
استفاد بلايلي من قرار لجنة العقوبات بتقليص عقوبة الإيقاف التي كانت مُسلّطة عليه من أربع سنوات إلى سنتين، ليعود في موسم 2017-2018 إلى الميادين، من بوابة نادي أنجيه الفرنسي، ليخوض تجربة جديدة تفاءل الجميع بها، على أن تكون العودة الحقيقية للموهبة الجزائرية، خاصةً بعد التوقف لسنتين عن لعب كرة القدم، إلّا أن الأمور سارت على نحو سيئ.
قرّر بلايلي فسخ عقده مع الفريق والعودة إلى تونس، من بوابة فريقه السابق الترجي الرياضي التونسي، فكانت تجربة هي الأفضل مقارنةً بالتجارب السابقة، حيث لعب موسمين تُوّج خلالهما بدوري أبطال أفريقيا مرتين، والدوري التونسي مرتين، وكأس السوبر مرة.
خاض ابن مدينة وهران مجددًا تجربة جديدة في مشواره، وكانت في صفوف الأهلي السعودي، إذ وقّع على عقد لمدة 3 سنوات، لكنها لم تكتمل بسبب المشاكل الانضباطية، ودفع ذلك باللاعب إلى تغيير الفريق مرة أخرى، والانتقال إلى دوري نجوم قطر من أبواب نادي قطر، الذي لعب له موسمًا واحدًا، قبل أن تتأزم وضعيته بسبب مشكلات مع إدارة النادي عجّلت برحيله.
عاد بلايلي ليخوض تجربة أخرى في الدوري الفرنسي، على أمل إيجاد الفريق الذي يبرز فيه إمكاناته الكبيرة، فكانت الوجهة نادي ستاد بريست، الذي وقّع له على عقد قصير المدى، تمثل في بقائه لستة أشهر بدايةً من الميركاتو الشتوي.
وقررت إدارة بريست تجديد عقد بلايلي الذي تألق في نصف الموسم الذي قضاه مع الفريق، لكن اللاعب قرر الرحيل عن النادي بعد أشهر قليلة فقط من تجديد العقد، بحجة عدم تمكنه من العيش بعيدًا عن عائلته، ليختار بعدها نادي أجاكسيو لإنهاء موسمه في الدوري الفرنسي، الذي لم يكتمل لسوء الحظ، بعد أن تورط بلايلي في مشكلات جديدة، عجّلت بخروجه منه قبل نهاية عقده.
وبقي اللاعب دون فريق منذ ربيع العام الحالي، قبل أن يتوصل إلى اتفاق مع إدارة مولودية الجزائر، التي وقّع لفريقها عقدًا بسنتين حتى عام 2025، على أمل أن يستعيد لياقته ومستواه المعهودين، على بُعد أشهر قليلة من موعد نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 في كوت ديفوار.