5 عوامل أطاحت بالزمالك من دوري أبطال إفريقيا
حقق الزمالك المصري فوزا مقنعا على حساب ضيفه تونغيت السنغالي، ومع ذلك، أُقصي الفريق الأبيض من دور الـ 16 لمسابقة دوري أبطال إفريقيا، بعدما عاد مولودية الجزائر بنقطة التعادل من رحلته الصعبة إلى تونس، حيث واجه الترجي الرياضي، في مباراةٍ احتضنها (ملعب رادس).
وحصد الزمالك 6 نقاط من آخر جولتين بدور المجموعات، وبدا الفريق في طريقه لاقتناص تأهل مثير إلى ربع النهائي، لكن هدفا سجله المهاجم الجزائري عبد النور بلخير، قبل 22 دقيقة من النهاية، منح التعادل للمولودية في معقل الترجي وأمن ترشح الفريقين سويا، وسط خيبة أمل كبيرة عاشتها القلعة البيضاء وجماهيرها الغفيرة.
ويُعد إقصاء الزمالك من دور المجموعات نتاجا طبيعيا لعوامل عكرت صفو وصيف حامل اللقب، وأسفرت نهايةً عن توديعه المبكر للبطولة الأكثر صخبا على صعيد أندية القارة السمراء.
أزمة إدارية
عانى الزمالك من تغييرات جذرية، طالت الإدارة، وأنهت حقبة طويلة لمجلس المستشار مرتضى منصور، والذي اتُهم أفراده بمخالفات مالية مع إحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق.
وجاء حل المجلس بعد أيام قليلة من خسارة الزمالك للمباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا 2020 أمام الأهلي المصري 2-1، ليأخذ النادي محنى جديدا، مع تعيين لجنة مؤقتة لتسيير الأعمال، حتى الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة أو الدعوة لجمعية عمومية عادية لانتخاب مجلس إدارة جديد، أيهما أقرب.
وعاش الزمالك تحت وصاية لجنة مؤقتة برئاسة المستشار أحمد البكري، والذي وافته المنية، قبل أن يصل المستشار عماد عبد العزيز لمقاليد الحكم، وذلك على بعد أشهر معدودة من الدعوة للجمعية العمومية وانتخاب مجلس إدارة جديد.
ضائقة مالية
لم تجد اللجنة المؤقتة، والتي عُينت بتكليف خاص من وزارة الشباب والرياضة، السيولة المالية المطلوبة لتدعيم قائمة الفريق الأول على النحو المطلوب.
واكتفى الزمالك بالاحتفاظ بأبرز لاعبيه خلال السوق الصيفية الماضية، قبل أن يضطر لإعارة المهاجم مصطفى محمد إلى غلطة سراي التركي، وتعويضه بكل من التونسي سيف الدين الجزيري ومروان حمدي.
ويملك الجزيري موهبة هائلة بالفعل، وقد بزغ نجمه كثيرا رفقة المقاولون العرب، كما أظهر حمدي مقومات كبيرة خلال تجربته برداء مصر المقاصة، ومع ذلك، يعتقد كثيرون أن الزمالك كان في حاجة "ماسة" لتطعيم تشكيلة الفريق بلاعبين أكثر كفاءة وفي مراكز مُتعددة.
غياب الاستقرار
ترتبط شريحة كبيرة من لاعبي الزمالك بإمكانية الرحيل عن النادي الأبيض، وفي مقدمتهم يأتي التونسي فرجاني ساسي والمغربي أشرف بنشرقي إلى جانب المصري أحمد سيد "زيزو".
ويظهر الزمالك غير قادر على تلبية المطالب المالية لبعض نجومه، كما عاش الفريق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، مع إصرار الإدارة الحالية على الإطاحة بالمدرب البرتغالي جايمي باتشيكو وإعادة نظيره الفرنسي باتريس كارتيرون.
وكان كارتيرون رحل عن تدريب الزمالك، أواسط شهر سبتمبر/أيلول، وأتت عودته بعد انتصاف مشوار الفريق في دور المجموعات لدوري الأبطال.
وتعرض الزمالك للهزيمة (0-1) أمام الترجي في أولى المباريات تحت قيادة كارتيرون، قبل أن يحقق الفوز (0-2) على مولودية الجزائر و(4-1) على تونغيت.
الحظ السيئ
لعب الحط السيئ دورا كبيرا في إقصاء الزمالك المُبكر من دور المجموعات لدوري الأبطال، مع إضاعة كم هائل من الفرص السانحة للتسجيل خلال الجولات الثلاث الأولى، والتي أنهاها الفريق مُكتفيا بإحراز هدف واحد فقط.
وحصد الزمالك نقطتين من تعادلين سلبيين ضد مولودية الجزائر وتونغيت، قبل أن يُسجل هدفا في خسارته (3-1) أمام الترجي.
وسدد الزمالك 24 مرة في مباراته الأولى ضد المولودية، و11 مرة في تعادله خارج القواعد مع تونغيت، كما عانى الفريق سوء طالع في رحلته إلى تونس لمواجهة الترجي؛ وهو ما ساهم في خسارة الكثير من النقاط في مجموعة صُنفت عند سحب القرعة على كونها في متناول أصدقاء القائد محمود عبد الرازق "شيكابالا".
تعادل الترجي والمولودية
لم يبخل لاعبو الزمالك بقطرة عرق في آخر جولتين، فحقق الفريق الفوز على ميدان مولودية الجزائر وسحق تونغيت بأربعة أهداف لواحد.
واحتاج الزمالك لأن يحقق الترجي فوزا في مباراته الأخيرة ضد المولودية، من أجل ضمان التأهل، وبالفعل تقدم فريق "الدم والذهب" قبل أن يعدل ممثل الجزائر النتيجة.
ولم يستدع معين الشعباني، مدرب الترجي، أفضل تشكيلة لفريقه في مواجهة مولودية الجزائر، بعد ضمانه التأهل من الجولة الرابعة، وهي وضعية ساعدت المنافس على الخروج بنقطة من معقل "رادس".
ويُدرك مشجعو الزمالك أن فريقهم حقق ما يستطيع، وفقا لظروف صعبة عاشها بالأشهر القليلة الماضية ومنافسة مُحتدمة ظلت قائمة حتى الثانية الأخيرة.