5 عوامل أساسية رجّحت كفة المغرب على تنزانيا في دار السلام

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-11-22 19:07
من مباراة تنزانيا والمغرب في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 (facebook/ENMAROCofficiel)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عاد المنتخب المغربي لكرة القدم، أمس الثلاثاء، بفوز هام من العاصمة التنزانية دار السلام، بنتيجة 0-2، في المباراة التي جمعته بمنتخب "تايفا ستارز" على ملعب "بنجامين مكابا"، لحساب الجولة الثانية من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وكان المغرب قادرًا على تسجيل نتيجة أكبر، بالنظر إلى الفرص العديدة التي أُتيحت له، كما أضاع أشرف حكيمي ركلة جزاء في الدقيقة الثانية من المباراة، فيما ألغى حكم اللقاء هدفًا لأمين عدلي من دون سبب واضح.

وأسهمت 5 عوامل أساسية، يرصدها "winwin" بهذا التقرير، في ترجيح كفة "أسود الأطلس"، وتغلّبهم على عديد الصعوبات التي واجهتهم في دار السلام، وفي مقدمتها الظروف المناخية، وسوء أرضية الملعب، والضغط الجماهيري الكبير، فضلًا عن جودة لاعبي تنزانيا وسرعتهم في المرتدات الهجومية الخاطفة.

التكيّف مع المناخ

سمح إلغاء مباراة الجولة الأولى من التصفيات المونديالية أمام إريتيريا، للمنتخب المغربي بالسفر مبكرًا إلى تنزانيا، بهدف التأقلم مع الأجواء المناخية السائدة في العاصمة دار السلام، لاسيما نسبة الرطوبة العالية التي تؤثر بشكل سريع في قوة التحمّل لدى اللاعبين.

ونجح المغرب في فرض نظام لعبه منذ انطلاق المباراة، لاسيما أن المنتخب التنزاني قرر اللعب بكتلة دفاعية متوسطة ومنخفضة، مع اعتماده على المرتدات الخاطفة، علمًا أن أرضية الملعب لم تساعد اللاعبين كثيرًا في استغلال مهاراتهم الفنية، جراء تأثرها بتساقط الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت على دار السلام خلال الأيام الأخيرة.

ولم يكن اللاعبون ليتأقلموا مع الحرارة والرطوبة المرتفعتين، في حال لم يسافر المنتخب المغربي إلى دار السلام قبل أربعة أيام من موعد إجراء المباراة، ما سمح للفريق بالتكيّف بنسبة معقولة مع الظروف المناخية، التي غالبًا ما كانت تُعيقهم في الكثير من تنقلاتهم الأفريقية السابقة.

روح مونديال قطر

طلب المدير الفني المغربي، وليد الركراكي، من لاعبيه اللعب بواقعية أكبر، والتركيز على شيء واحد فقط، هو العودة بالفوز والنقاط الثلاثة من الرحلة إلى تنزانيا، لتدشين التصفيات بصورة مثالية؛ إذ كشف الركراكي أنه أعطى تعليماته بخوض مباراة تنزانيا بالشكل ذاته الذي خاض به المغرب مباريات مونديال قطر، عبر سد المنافذ بداية من وسط الميدان، وتأمين الخط الخلفي، واللعب على التمريرات الطويلة، والتسديد على المرمى من خارج مربع العمليات.

وخاض المغرب مباراة تنزانيا بأسلوب غاب عنه "اللعب الجميل" الذي قدمه في ودية البرازيل، خلال شهر مارس/ آذار الماضي بطنجة؛ إذ فضل الركراكي أن يلعب بأسلوب مباشر جدًا، يضمن له عدم تلقي شباك ياسين بونو أي هدف، وتحيّن الفرصة لهز شباك "تايفا ستارز" عبر تنويع الهجمات من العمق، وعبر التمريرات العرضية خاصة من الرواق الأيمن، الذي كان نشيطًا بسبب فنيات أمين عدلي، بحثًا عن رأسية يوسف النصيري، أو عبر التسديد من بعيد.

ونجح اللاعبون في "استلهام" روح وحماس مونديال قطر، وظهروا أكثر ندية وشراسة في النزالات الثنائية، خصوصًا في وسط الميدان.

ثنائية زياش وعدلي

فاجأ وليد الركراكي تنزانيا بالمركز الجديد الذي أقحم فيه حكيم زياش، في وسط الميدان الهجومي، لتعويض غياب عز الدين أوناحي المُصاب، بينما شغل أمين عدلي مركز الجناح الأيمن الذي يلعب فيه زياش عادةً.

واستعاد حكيم زياش، لاعب تشيلسي الإنجليزي المعار إلى غلطة سراي التركي، بريقه مُجددًا، بعدما عانى الكثير في الأشهر الماضية بسبب توالي الإصابات. ونجح زياش في الخروج من المباراة كأفضل لاعب مغربي فيها، لاسيما بعدما فك رموز دفاع تنزانيا عبر تسديدة محكمة من حوالي 30 مترًا، خادعت حارس مرمى منتخب تنزانيا وسكنت شباكه، وهو الهدف الذي منح الثقة للاعبين المغاربة، خاصة بعد ضياع ركلة الجزاء.

من جهته، أشعل عدلي الجهة اليمنى من هجوم المنتخب المغربي عبر توغّلاته، معتمدًا على مهاراته الفنيّة وسرعته، وكان وراء إعلان ركلة الجزاء التي أهدرها أشرف حكيمي في الدقيقة الـ2 من المواجهة، رغم أن نجم باير ليفركوزن الألماني لم يتعود على خوض مباريات في وسط وغرب أفريقيا.

أسلوب المغرب "أربك" تنزانيا

أربك المنتخب المغربي نظيره التنزاني، بسبب الأسلوب "المتحفظ" الذي لعب به وليد الركراكي؛ حيث كان مُتوقعًا أن يلعب المغرب بخطوط متقدمة ونهج هجومي خالص، بالنظر إلى القيمة التي بات يوصف بها "رابع العالم".

وحرص الركراكي على رصّ لاعبي الدفاع ووسط الميدان، مع الاعتماد على التوغلات في الأطرف والتمريرات الطويلة، لاسيما أن منتخب تنزانيا رغب من البداية في استغلال المساحات وراء ظهر خط الدفاع "المتقدم" للمغرب، غير أن رهانه خاب، حينما اكتشف التحصينات الدفاعية التي حرص عليها الركراكي؛ إذ لم يتقدم سفيان أمرابط كثيرًا، وظل يساند المدافعين، في الوقت الذي يصعد فيه حكيمي بالشكل الذي تعود عليه، سواءً مع باريس سان جيرمان الفرنسي أو مع منتخب المغرب في المباريات الأخيرة، والأمر ذاته بالنسبة إلى نصير مزراوي، الذي شغل مركز الظهير الأيسر.

ولم يهدد مهاجمو تنزانيا شباك الحارس ياسين بونو سوى ثلاث مرات، في ربع الساعة الأخير من المواجهة.

فارق المستويات بين اللاعبين

أظهرت مباراة المغرب وتنزانيا فارقًا كبيرًا في التنظيم التكتيكي والفكر الكروي بين لاعبي المنتخبين، وهو ما اعتبره العديد من الملاحظين طبيعيًّا، بالنظر إلى اختلاف المستويات بينهم، خاصةً أن معظم لاعبي المغرب تلقوا تكوينًا في أكاديميات أوروبية، وينشطون في الدوريات الأوروبية القوية بالقارة العجوز، بخلاف لاعبي تنزانيا، الذين يلعبون إما في أندية مغمورة أو متوسطة في أوروبا، أو في دوريات شمال أفريقيا أو في الدوري المحلي.

شارك: