5 أمثلة حية قد تدفع صلاح للاستمرار في ليفربول
فجأة ومن دون سابق إنذار، استشرت أنباء عن إمكانية مغادرة النجم المصري محمد صلاح لناديه ليفربول الإنجليزي، وسط تأكيدات إعلامية تبين وجود صعوبات كبيرة تعرقل مفاوضات التجديد بين الطرفين.
وينتهي تعاقد صلاح (29 عاما) مع ليفربول بانقضاء الموسم الكروي القادم 2022-23، وحسب تقارير متنوعة، فإن قائد المنتخب المصري لا يزال ينتظر تقديرا ماليا يناسب جهوده ومكانته الكبيرة في عالم كرة القدم الأوروبية، رغم اعترافه في أكثر من مناسبة بتطلعه للاستمرار رفقة حُمر الميرسيسايد.
ويحتل صلاح المركز الـ15 في ترتيب اللاعبين الأعلى راتبا سنويا في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم "بريميرليغ"، استنادا لبيانات موقع "سبوتراك" المهتم بعرض رواتب الفرق الرياضية، وبنظرة سريعة إلى 14 لاعبا تفوق أجورهم ما يحصل عليه صلاح في ليفربول، سنجد أسماءً لا تقدم العروض المأمولة منها بالاستمرارية المطلوبة؛ على غرار الفرنسي بول بوغبا، الإسباني ديفيد دي خيا (مانشستر يونايتد)، الإنجليزي جاك غريليش (مانشستر سيتي)، الألماني تيمو فيرنر (تشيلسي).
ويعتقد محللون أن صلاح يستحق الحصول على الراتب الأعلى في كرة القدم الإنجليزية؛ بالنظر لما يقدمه من مستويات لافتة رفقة ليفربول الذي تظهر إدارته تحفظا كبيرا في مجاراة سقف الرواتب بأندية أخرى منافسة، على شاكلة مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي.
ويمثل صلاح العنصر الأهم في تشكيلة ليفربول بالسنوات الخمس الأخيرة، وفقا لمراقبين، وبالطبع لا يظهر قادة الريدز فرحين بتعثر مفاوضات التجديد للفرعون المصري، ومع ذلك يمكن القول إن الإدارة تتخذ من قيمة ناديها وما تمنحه من أجواء إيجابية تساعد على النجاح عاملا تغري به اللاعبين للموافقة على التجديد نظير رواتب قد يحصلون أضعافها خارجا.
ويملك ليفربول تاريخا طويلا من اللاعبين الذين تغاضوا عن عروض الاستمرار مع النادي، وقرروا الرحيل، ليعانوا من تدني مردودهم في أندية أخرى.
خلال هذه السطور، نستعرض مصير 3 من النجوم الذين عانوا كثيرا بعد مغادرة ليفربول، مع تسليط الضوء على تجربتين "خاصتين" لا يمتان لليفربول بصلة، لكن يمكن لصلاح أن يعيرهما اهتماما.
الإنجليزي مايكل أوين.. تحول جذري بسبب ريال مدريد
قدّم مايكل أوين أفضل مستوياته بقميص ليفربول الذي تُوج معه بجائزة الكرة الذهبية، بوصفه أفضل لاعب في العالم عام 2001، قبل أن يقرر الرحيل إلى ريال مدريد الإسباني عام 2004.
واكتفى أوين بقضاء موسم واحد (2004-05) مع ريال مدريد، لم يقدم خلاله المستويات المأمولة منه، ليعود إلى إنجلترا من بوابة نيوكاسل يونايتد، في خطوة مثّلت بداية النهاية لآخر لاعب إنجليزي تُوج بجائزة الكرة الذهبية.
واعتزل أوين لعب كرة القدم عام 2013، بعد تجربتين في مانشستر يونايتد وستوك سيتي، وحسب خبراء، فإن قرار الرحيل عن ليفربول هو ما تسبب في ذلك التحول الجذري في المسيرة المهنية لأوين.
الإسباني فرناندو توريس.. تجربة مظلمة في تشيلسي
تعتقد شريحة كبيرة من جماهير ليفربول أن الإسباني فرناندو توريس كان ولا يزال أفضل مهاجم ارتدى قميص الفريق منذ بداية الألفية الجديدة، وكثيرا ما يذكر مشجعون للحُمر أن ما قدّمه توريس خلال فترته في ليفربول سيظل يمثل المرجع الحقيقي لتحفيز أي مهاجم جديد للنادي على النجاح.
سجّل توريس 81 هدفا وقدّم 20 تمريرة حاسمة خلال 142 مباراة خاضها مع ليفربول، وقد فعل ذلك بكثير من الحيوية والأداء غير التقليدي، قبل أن يقرر الرحيل فجأة.
في شتاء 2011، غادر توريس ليفربول إلى تشيلسي، حيث تحول المهاجم السابق لمنتخب إسبانيا إلى لاعب غير قادر على المشاركة بصورة منتظمة، ليقرر الرحيل إلى ميلان الإيطالي، ومنه عاود أدراجه صوب ناديه الأسبق أتلتيكو مدريد الإسباني، قبل أن يعتزل لعب كرة القدم في نادي ساغان توسو الياباني عام 2019.
البرازيلي فيليب كوتينيو.. كابوس في برشلونة
كان البرازيلي فيليب كوتينيو النجم الأبرز في تشكيلة ليفربول، قبل أن يرحل عن النادي شتاء 2018، من أجل خوض تجربة مهنية رفقة العملاق الإسباني برشلونة.
وحذر مراقبون كوتينيو من إمكانية تكرار ما حدث لأوين وتوريس بعد مغادرة ليفربول، لكنه أكمل طريقه وأتم انتقالا صاخبا إلى برشلونة، تحول لاحقا إلى كابوس حقيقي للاعب والنادي الكتالوني على حد سواء.
لم يقدم كوتينيو ما يُذكر خلال تجربته في برشلونة، والتي تخللها إعارتان؛ الأولى إلى بايرن ميونيخ الألماني، والثانية بدأت هذا العام في أستون فيلا، تاسع الدوري الإنجليزي الممتاز.
بعيدا عن ليفربول.. مثالان آخران في تجربتي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو
يُصنف مؤرخون كلا من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو ضمن أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، ومع ذلك ينادي البعض بضرورة قصر ذلك الوصف على نسخة ميسي في برشلونة ونسخة رونالدو في ريال مدريد.
أثر كلا اللاعبين (ميسي ورونالدو) حقا في تاريخ برشلونة وريال مدريد، ومع خروجها تأثر الناديان سلبا بصورة ملحوظة، لكن المؤكد أن حجم تأثّر ميسي ورونالدو كان أكبر.
صحيح أن رونالدو حقق نجاحات في يوفنتوس الإيطالي، بعد رحيله عن ريال مدريد، والأمر نفسه يفعله ميسي مع باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد مغادرته لبرشلونة، لكن الأكيد أن كلاهما لم يعد إلى ما كان عليه، وفي ذلك مثالان آخران يمكن لصلاح أن ينظر إليهما، قبل أن يتخذ قراره النهائي؛ إما البقاء في ليفربول وإما الرحيل.