5 أسلحة ساعدت المغرب على فكّ عقدة الأدوار الإقصائية في الكان
أنهى المنتخب المغربي "عقدة" الخروج من الأدوار الإقصائية في بطولات كأس أمم إفريقيا، بعد فوزه على مالاوي بهدفين مقابل هدف وحيد، في مواجهة أُقيمت مساء الثلاثاء 25 يناير/ كانون الثاني على ملعب "أحمدو أهيدجو"، ضمن دور الستة عشر من كأس أمم إفريقيا 2021.
وتقدمت مالاوي في النتيجة عند الدقيقة السابعة عبر اللاعب جابادينهو مهانجو، وتعادل المغرب مع نهاية الشوط الأول عن طريق رأسية مميزة من يوسف النصيري، وجاء هدف الفوز عند الدقيقة 70 عبر تصويبة رائعة من اللاعب أشرف حكيمي.
وسيلعب المنتخب المغربي يوم الأحد المقبل 30 يناير في ربع نهائي العرس القاري، مع الفائز من مواجهة مصر وكوت ديفوار، والتي تقام غدًا الأربعاء في الدور ثمن النهائي من المسابقة.
وبفوزه على مالاوي، نجح منتخب المغرب في كسر "اللعنة السوداء" التي طاردته كما يلاحق الأسد فريسته، فمنذ أن خسر نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 أمام تونس صاحبة الأرض (1-2)، حلَّت هذه "اللعنة" على منتخب "أسود الأطلس"، وبات خروجه المبكر سواء من دور المجموعات أو من الدور الإقصائي الأول، أمرا لا مفر منه!
الخروج المغربي من البطولات الماضية طيلة الـ 18 عاما بات يثير الكثير من علامات الاستغراب، ففي كل مرة يسافر الفريق للبطولة القارية يكون متسلحا بأفضل تشكيلة ممكنة، وغالبا ما ميزتها قائمة من نخبة اللاعبين المحترفين في البطولات الأوروبية.
الخروج الحزين في آخر نسختين
فشل "أسود الأطلس" في عبور الأدوار الإقصائية خلال آخر نسختين من كأس أمم إفريقيا، ففي نسخة الغابون 2017، كان المغرب الأوفر حظا أمام منافسه المصري، وظل التعادل قائما حتى اللحظات الأخيرة التي خطف فيها محمود كهربا هدف الفوز الذي أخرج المغرب من البطولة.
وعلى الأرض المصرية في نسخة 2019، تكرر ذات الأمر تقريبا، حيث خسر المغرب بشكل غريب أمام بنين بركلات الترجيح (1-4) في الدور الثاني، بعد مباراة سيطر عليها المغاربة بشكل شبه كامل، لكن الوقت الأصلي انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1.
عقدة تكررت أربع مرات
لازم "الفشل" مشاركات المغرب في النسخ التالية لخسارته اللقب في تونس 2004، حيث كان الخروج من دور المجموعات "كابوسًا" يؤرق الجماهير وفي كل مرة كان يتحقق ذات الأمر، بداية من نسخة مصر 2006 ومرورا بما تلاها من بطولات في 2008 و2012 و2013.
فيما غابت "شمس" المغرب عن نسختي 2010 بخسارته في التصفيات، وأُبعد إداريا عن خوض نسخة 2015 التي كان مقررا أن يستضيفها على أراضيه، قبل أن ينسحب من الاستضافة بسبب انتشار مرض "إيبولا".
أخيراً.. انتهت العقدة
وهاهو اليوم الذي انتظره المغربيون على مدار 18 عامًا، حيث أتت مباراة مالاوي لتكسر اللعنة وتفك العقدة، وذلك بفضل العديد من العوامل التي ميزت الحضور المغربي في نهائيات الكاميرون 2021، وهنا نستعرض أبرز 5 أسلحة منحت "أسود الأطلس" بطاقة الترشح للدور ربع النهائي الذي يقربه خطوة جديدة للمنافسة على اللقب.
1ـ قوة العمل الجماعي
أظهر المنتخب المغربي شخصية قوية وتماسكا كبيرا بعد تسجيل مالاوي هدفَ التقدم المبكر، ولم يتأثر نجوم "أسود الأطلس" بسوء التوفيق الذي لازمهم في العديد من الفرص المُهدرة، خصوصا في الشوط الأول، حيث واصلوا التركيز والعمل الهجومي حتى استطاعوا قلب الطاولة، وهزوا شباك المنافس بهدفين رائعين.
2ـ تألق سفيان بوفال ونشاطه المتواصل
ظهر لاعب فريق أنجيه الفرنسي، سفيان بوفال، بحالة فنية رائعة خلال لقاء مالاوي، وكان له دور هام وإسهام كبير في هجمات المنتخب المغربي، بفضل انطلاقاته الخطيرة عبر الرواق الأيسر، وتمريراته البينية المتقنة ورؤيته الثاقبة داخل الملعب.
3ـ أشرف حكيمي.. تصويبة خيالية وجبهة نارية
كالعادة، قدم لاعب باريس سان جيرمان، أشرف حكيمي، مباراة هجومية مميزة، وصال وجال في الجبهة اليمنى، وقدم العديد من العرضيات الخطيرة لزملائه، كما سدد على المرمى أكثر من مرة، ومنعه حارس مالاوي تشارلز ثومو من هز الشباك في إحدى الكرات، وتصدى القائم لهدف مُحقق من حكيمي في مناسبة أخرى خلال أحداث الشوط الأول.
في الشوط الثاني، استطاع حكيمي أن يكسر سوء الحظ الذي لازمه في الشوط الأول في أكثر من محاولة، وسجل مع الدقيقة 70 هدف الفوز بطريقة رائعة بعد تصويبة في شباك مالاوي، ليمنح اللاعب بطاقة العبور إلى المنتخب المغربي.
4ـ وحيد حاليلوزيتش.. خبرة التعامل مع المواعيد الكبرى
ظهر جليا الدور الكبير للمدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش في التأهل لربع النهائي، إذ كانت بصمته واضحة على أداء لاعبي المنتخب المغربي سابقا وطيلة مباريات هذه البطولة. وتميز حاليلوزيتش بخبرته الكبيرة في قراءة المباريات، واستفاد منها في التعامل مع اللاعبين العرب، حيث قاد من قبل منتخب الجزائر إلى ثمن نهائي كأس العالم 2014، قبل الخسارة من ألمانيا بهدفين مقابل هدف وحيد.
5ـ الروح القتالية العالية
تمتع المنتخب المغربي بإرادة قتالية كبيرة خلال النهائيات القارية الحالية، وظهر هذا في مواجهة الغابون الختامية في مرحلة المجموعات، حيث استطاع العودة في النتيجة مرتين، وحقق التعادل 2-2 ليتصدر المجموعة الثالثة عن جدارة، وهو ما تكرر اليوم أمام مالاوي، حيث ظهرت الروح العالية والتصميم على تحقيق الفوز، رغم الهدف المبكر الذي هز شباك الحارس ياسين بونو، وسوء الحظ بعد ذلك في أكثر من هجمة، لكن إرادة الانتصار كانت حاضرة حتى النهاية.