4 نقاط تفسر عقدة المغرب في كأس أفريقيا منذ 48 عامًا

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-01-08 13:38
عقدة المغرب في كأس أفريقيا متواصلة منذ حوالي نصف قرن (Getty)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قبل عدة أشهر كان منتخب المغرب يُسجل التاريخ عندما أصبح أول منتخب عربي وأفريقي يتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم، بعدما قضى على أحلام كريستيانو رونالدو بهدف دون رد، لكن على صعيد القارة السمراء، ما زالت عقدة المغرب في كأس أفريقيا متواصلة منذ 48 عامًا.

بجيل أشرف حكيمي وسفيان أمرابط ويوسف النصيري وسفيان بوفال وحكيم زياش ورومان سايس، حقق "أسود الأطلس" المجد، وصار السؤال هل بات الأسود جاهزين أخيرًا لنقل التألق العالمي للمجد القاري وإنهاء عقدة المغرب في كأس أفريقيا بعد طول انتظار؟!.

كان منتخب المغرب أول المتأهلين لأمم أفريقيا في كوت ديفوار، حيث سيلعب ضمن المجموعة السادسة التي تضم منتخبات زامبيا والكونغو الديمقراطية وتنزانيا.

قصة عقدة المغرب في كأس أفريقيا تحتوي على العديد من اللوغاريتمات؛ فرغم سمعة وقوة الكرة المغربية والمنتخب ونجومه على مر العصور، فهو لم يُحقق اللقب سوى مرة يتيمة عام 1976، وبخلاف ذلك كانت نتائجه لا تضاهي اسمه.

ومن أصل 33 نسخة، لم يتأهل المغرب إلى "الكان" سوى في 18 مناسبة، خرج في غالبيتها من الدور الأول، وتأهل إلى نصف النهائي في 3 مناسبات.

وفشل المغرب فى عبور أي دور إقصائي منذ الوصول إلى نهائي 2004 والخسارة أمام تونس، وبعدها ودّع نسخ 2006 و2008 و2012 و2013 من دور المجموعات، وخرج من دور الثمانية في 2017، وفي نسخة 2019 غادر أمام بنين من دور الـ16 في مفاجأة قاسية على الأسود.

لم يفز المنتخب المغربي طيلة تاريخه إلا بثلاث مباريات في أدوار خروج المغلوب؛ إذ انتصر في مباراتين بكأس أفريقيا 2004 في ربع النهائي ونصف النهائي، والمرة الثالثة أمام مالاوي في الكاميرون 2021، وخرج لاحقًا من الدور ربع النهائي أمام نظيره المصري. 

4 أسرار تفسر عقدة المغرب في كأس أفريقيا

في حوار مع المهدي بنعطية عقب الخروج من أمم أفريقيا 2019، تحدث عن تلك العقدة، قائلًا: "نحن لا نفوز بأمم أفريقيا لأننا لا نمتلك اللاعبين القادرين على تحقيق البطولة. لدينا لاعبون جيدون وليس لاعبين نجوم وكبار مثل رياض محرز!".

لكن في حقيقة الأمر؛ فالمغرب مرّ عليه أجيال تاريخية دون تحقيق اللقب الأفريقي، لكن هناك عدة أسباب ربّما تُفسّر الأمر.

1. عدم الاهتمام بالبطولة

المنتخب المغربي لم يشارك في أول 5 نسخ من بطولة أمم أفريقيا، حيث كانت أول مشاركة في نسخة عام 1972، في المقابل شارك بكأس العالم في المكسيك عام 1970.

ولم يكن المغرب يهتم بالمشاركة في أمم أفريقيا وكان طموحه التركيز على البطولات العالمية على غرار المونديال والأولمبياد، لكن عندما أقيمت أمم أفريقيا عام 1976 في أثيوبيا بنظام الدور والنقاط، توّج المغرب وحقق نجمته الوحيدة بقيادة هدّافه أحمد فرس، متقدّمًا على غينيا ونيجيريا ومصر، فأصبح ثالث منتخب عربي يتوّج باللقب.

2. مشكلة التواصل

نجم المنتخب نبيل درار تحدث سابقًا عن أزمة تواصل بين لاعبي المنتخب أنفسهم واختلاف اللغة، وهو ما أشار إليه وحيد حاليلوزيتش، مدرب المنتخب سابقًا، حينما صرَّح بأنّ طاقمه التقني مطالب بالتحدث بلغات مختلفة من أجل إيصال المعلومة لجميع اللاعبين.

3. التمييز بين المحلي والأوروبي

أوضح الأسطورة أحمد فرس أنّ أهم سبب في تتويج المغرب بأمم أفريقيا في إثيوبيا كان روح المجموعة، لكن هذا شيء عانى منه المغرب سابقًا، حيث اتضح مؤخرًا أنّ أكثر شيء أثّر على المنتخب، بخلاف أزمة التواصل، هو موضوع التمييز بين اللاعبين.

عقدة المغرب في كأس أفريقيا

قبل نسخة "كان 2019" حدثت أزمة بين عبد الرزاق حمد الله والمنتخب المغربي لينسحب الأخير، بسبب ما قيل أنه تمييز في المعاملة بين اللاعبين المحليين ونظرائهم المحترفين ممّن وُلدوا ولعبوا في أوروبا وقرّروا تمثيل المغرب.

لم تكن تلك واقعة فردية، بل طفت على السطح أكثر عندما صرح حاليلوزيتش بقوله: "عندما تُقارن لاعبًا مثل حكيمي بلاعبين محليين، ستستنتج أنّ حكيمي يمارس كرة القدم فيما يمارس اللاعبون المحليون رياضة أخرى".

تفضيل اللاعب الأوروبي دائمًا على أي نجم محلي سبب شرخًا كبيرًا في الكرة المغربية والمنتخب المغربي، حتى عندما تُوّج الوداد بدوري أبطال أفريقيا 2017، كان الاهتمام يتجه نحو من يلعبون في أوروبا فقط.

4. غيابات في التشكيلة

في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة لم يتم استدعاء حكيم زياش ونصير مزراوي، وهو ما أثر على قوة المنتخب المغربي.

المغرب كان يدخل في هذه المنافسات دون حصول اللاعبين على الخبرة في البطولات الأفريقية ممن شاركوا من قبل وهذه من الأسباب التي أثرت في مردود أسود الأطلس.

كل شيء متوافر الآن

هذه المرة وفي هذه النسخة تحديدًا، بات المغرب يحظى بنسخة مختلفة، فبعد الوصول للمربع الذهبي بالمونديال، بات اللاعبون يتسلحون بالثقة والجودة وبالمدرب الوطني الذي لا يُميّز بين المحترف والمحلي ولا بين ثقافات اللاعبين.

ويصنّف أسود الأطلس حاليًا كأفضل منتخبات القارة السمراء، وبات كل شيء مُهيّئًا للوصول لأكثر من النهائي، الذي لم يتحقق منذ 2004، ومن ثم التتويج باللقب وإنهاء عقدة المغرب في كأس أفريقيا بعد حوالي نصف قرن من الانتظار.

شارك: