4 عوامل تهدد انطلاقة ريال مدريد القوية في الدوري الإسباني
حقق ريال مدريد انتصارين في مباراتيه الأوليين ببطولة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم هذا الموسم 2023-24؛ بفوزه 2-0 على أتلتيك بيلباو، و3-1 أمام ألميريا، علمًا أن المباراتين أُقيمتا خارج أرض الفريق؛ أي بعيدًا عن معقله التاريخي "سانتياغو برنابيو".
وأظهر ريال مدريد حسمًا وفعالية لافتة في كلتا المباراتين، وقد بدا جليًا أن للفريق الملكي له هيئة فنية مختلفة؛ بمزيد من الحيوية في وسط الملعب، ورغبة أكبر في إثبات الذات بعد إخفاقات الموسم الماضي.
وسجّل ريال مدريد 5 أهداف في المباراتين؛ 3 منها حملت إمضاء نجم الوسط الإنجليزي جود بيلينغهام، وهدف واحد لكل من البرازيليَين رودريغو غوس وفينيسيوس جونيور.
لقد انضم بيلينغهام إلى ريال مدريد هذا الصيف، قادمًا من بوروسيا دورتموند الألماني، مقابل أكثر من 100 مليون يورو، وبعيدًا عن إمكانات اللاعب الفنية، كانت هناك شكوك جمة في قدرته على تحمل الضغوط الناجمة عن مبلغ انتقاله.
لكن بيلينغهام تعامل بثقة كبيرة، ليقطع خطواته الأولى مُرتديًا القميص الملكي بأفضل شكل ممكن، أما الثنائي البرازيلي رودريغو وفينيسيوس، فقد واصلا حضورهما المميز مع الريال، خاصةً "فيني" الذي بدا قادرًا على حمل القميص رقم 7 دون خوف من الفشل أو توتر، وربما لا يوجد دليل على ذلك أكثر من هدف اللاعب الجميل في شباك ألميريا؛ حيث روّض الكرة وسددها بحركات تشبه رقصاته الشهيرة بعد تسجيل الأهداف.
وبالإضافة إلى ثلاثي المقدمة (بيلينغهام، رودريغو، فينيسيوس)، تمتع ريال مدريد في مباراتيه الأوليين هذا الموسم بوسط ميدان مُتجدد، يقوده الموهوب الأوروغواياني فيديريكو فالفيردي، بإسناد من الشابَين الفرنسيَين إدواردو كامافينغا وأوريلين تشواميني، مع الاستعانة بخبرات الألماني توني كروس، الذي شارك بديلًا في مباراة وأساسيًا في أخرى، بجانب الكرواتي لوكا مودريتش، الذي شارك بديلًا في كلتا المباراتين.
وأظهر ريال مدريد، بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، صلادة دفاعية لافتة؛ رغم إصابة حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا وقلب الدفاع البرازيلي إيدير ميليتاو بتمزق في الرباط الصليبي للركبة.
ووضع أنشيلوتي ثقته في الحارس الأوكراني اليافع أندري لونين، وكما كان مُتوقعًا، أخذ الألماني أنطونيو روديغر مكانه بالتشكيلة الأساسية محل ميليتاو، ليُكوِّن ثنائية في قلب الدفاع رفقة النمساوي المُخضرم دافيد ألابا.
وفي الظهيرين، واصل أنشيلوتي اعتماده على داني كارفاخال "يمينًا"، والعائد فران غارسيا "يسارًا"، وإجمالًا، وبنهاية مباراة الفريق الثانية، ضد ألميريا، كان واضحًا للجميع أن هذه التشكيلة المدريدية قادرة على المضي قدمًا رغم كل الصعوبات.
لكن هناك مَن يرفض الإفراط في التفاؤل إزاء قدرة ريال مدريد على تقديم موسم ناجح للغاية بالنظر لما قدّمه الفريق بعد جولتين فقط من انطلاق الدوري الإسباني "لا ليغا".
ويشير هؤلاء المتحفظون إلى وجود عوامل قد تهدد انطلاقة الريال القوية خلال الأسابيع القليلة القادمة؛ منها ما يتعلق بقائمة الفريق، ومنها ما يخص المنافسين.
بديل بنزيما
رحل كريم بنزيما عن ريال مدريد هذا الصيف، مُتجهًا إلى الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن"، وبالنظر لجودة المهاجم الفرنسي وتأثيره الهائل في طريقة لعب الريال، بدا واضحًا أن إدارة النادي الملكي، برئاسة فلورنتينو بيريز، ستتحرك لجلب مهاجم جديد.
لكن ريال مدريد اكتفى حتى الآن بضم الإسباني خوسيلو ماتو، قادمًا من إسبانيول، ويعتقد محللون أن ماتو جاء لتعويض مغادرة الدومينيكاني ماريانو دياز، أما بنزيما، فمن المُرجح ألا يصل خليفته هذا الصيف.
ذلك يعني أن ريال مدريد سيُكمل الموسم الجديد بدون مهاجم صريح أساسي، وبالرغم من جودة رودريغو وفينيسيوس، وقدرتهما على تسجيل الأهداف، فإن غياب المهاجم الصريح قد يمثل أزمة حقيقية تؤرق الفريق على مدار الموسم.
تجاهل مودريتش
لا يحمل الكرواتي لوكا مودريتش، شارة القائد في ريال مدريد، لكنه يُسهم بصورة واضحة في قيادة وتسيير الفريق، بجانب جودته الفنية الكبيرة التي لا خلاف عليها.
واعتاد مودريتش أن يكون لاعبًا أساسيًا في ريال مدريد طوال العقد الماضي، وربما يؤدي استمرار أنشيلوتي في وضع "طفل الحرب" على مقاعد البدلاء إلى أزمة لم تكن في الحسبان.
وتتحدث تقارير صحفية عن إمكانية تفكير مودريتش في مغادرة ريال مدريد، في حال استمرار وضعه الراهن "كلاعب بديل بتشكيلة أنشيلوتي"، وبالطبع، سيمثل رحيل "الأمير الكرواتي" أزمة كبيرة للريال؛ على المستويين الفني والقيادي.
ويعطي وجود مودريتش تشكيلة ريال مدريد عمقًا بجودة كبيرة في وسط الملعب، وكما أسلفنا ذكرًا، يُعد الدولي الكرواتي أحد القادة الكبار بالفريق.
كيبا
تعاقد ريال مدريد مع حارس المرمى الإسباني كيبا أريزابالاغا، لتعويض غياب كورتوا، ومن المُتوقع أن يشغل حارس أتلتيك بيلباو السابق مكانه في التشكيلة الأساسية للميرينغي بدءًا من مباراة الفريق المقبلة، ضد سيلتا فيغو.
ويُعد كيبا أحدث الوافدين إلى تشكيلة ريال مدريد، هذا الصيف؛ إذ أعلن النادي الملكي عن الصفقة قبل أسبوع واحد، ما يعني أن أريزابالاغا لم يأخذ الوقت الكافي للانسجام مع منظومة دفاع الفريق.
وكثيرًا ما يؤدي نقص الانسجام بين حارس المرمى والمدافعين إلى أخطاء مؤثرة، قد يهدد حدوثها انطلاقة الريال القوية.
الروزنامة
سيخوص ريال مدريد مباراتين أخريين في الدوري الإسباني، ضد سيلتا فيغو وخيتافي على الترتيب، قبل التوقف الدولي الخاص بشهر سبتمبر/ أيلول القادم.
وتُقام مباراة سيلتا فيغو في ملعب الأخير "بالايدوس"، وهو ملعب صعب بأجواء جماهيرية من نوع خاص، أما مواجهة خيتافي، فستكون الأولى للريال في ملعبه "سانتياغو برنابيو" هذا الموسم، لكن المشكلة أن المنافس جار في العاصمة مدريد، ما يجعلها مباراة "ديربي".
وتُعرف مباريات الديربي بخصوصيتها وصعوبة التكهن بنتائجها، مهما تفاوتت قوة الفريقين المتبارزَين، وتحديدًا في مواجهة خيتافي، سيجد الريال خصمًا يتمتع بأسلوب دفاعي صلد، تحت قيادة المدرب الإسباني خوسيه بوردالاس.
وفرض خيتافي التعادل السلبي (0-0) على برشلونة -حامل اللقب- بالجولة الأولى، ما سيدفع الفريق لمحاولة تكرار المشهد بالجولة الرابعة، ضد ريال مدريد.