4 عناصر أسهمت في انتصار برشلونة "الدراماتيكي" أمام فالنسيا

انتزع برشلونة فوزًا ثمينًا، سهرة السبت، من فالنسيا بنتيجة 1-0، ضمن مباريات المرحلة الـ12 من الدوري الإسباني لكرة القدم 2022-2023، في المباراة التي لُعبت بملعب "المستايا" معقل "الخفافيش" أمام قرابة 46 ألف مشجّع في المدرجات.

وانقضّ البارسا على صدارة الليغا -مؤقتًا- بعد أن رفع رصيده إلى 31 نقطة بفارق الأهداف عن حامل اللقب ريال مدريد، الذي سيلعب عصر الأحد في ملعبه "سانتياغو برنابيو" أمام جيرونا، في فرصة لاستعادة الصدارة وتوسعه الفارق من جديد.

فوز برشلونة في ملعب فالنسيا كان صعبًا جدًا، إذ سجّل البولندي روبرت ليفاندوفسكي هدف الانتصار في الدقيقة الثالثة بعد التسعين، وبعد محاولات عديدة من طرف لاعبي النادي الكتالوني، الذين تفنّنوا في إهدار الفرص واحدة تلو الأخرى.

مدرب فالنسيا، الإيطالي جينارو غاتوسو، سهّل مهمة برشلونة كثيرًا عندما لجأ إلى دفاع المنطقة والتكتل أمام منطقة جزاء، حيث ترك الكرة للبارسا واعتمد على الهجمات المعاكسة، لكن ذلك لم يكن شفيعًا له لينجو من الخسارة.

من الخريطة الحرارية للمباراة، يمكن استنتاج أن فالنسيا بالكاد حصل على الكرة في منتصف ملعب برشلونة، وفي المقابل استحوذ النادي الكتالوني بالطول والعرض على المباراة وتناقل لاعبوه الكرة 769 مرّة، مقابل 456 لفالنسيا.

بدأ برشلونة وفالنسيا اللقاء بنفس الرسم التكتيكي لتموضع اللاعبين في الملعب (4-3-3) لكن مع اختلاف كبير في نسق وطريقة اللعب.. نرصد لكم 4 نقاط نعتقد أنها كانت سببًا مباشرًا في فوز برشلونة الصعب على فالنسيا.

فاعلية ضعيفة لبرشلونة

حسب تقنية الأهداف المتوقعة، فإن برشلونة كان من الممكن أن يسجّل 3 أهداف في اللقاء، فقد صوّب لاعبوه 13 كرّة على الحارس الجورجي جورجي مامارداشفيلي، لكن الرعونة وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة كادت تحجب الفوز عن الكتلان.

أهدر كل من ليفاندوفسكي وفيران توريس وعثمان ديمبيلي وأنسو فاتي هدفًا واحدًا على الأقل لكل منهم، وكان بإمكان برشلونة التقدّم وتسجيل 3 أو 4 أهداف في حال صوّب لاعبوه جيدًا وبدقة.

قوة أظهرة فالنسيا

من اللافت أن أفضل لاعبي اللقاء في العموم هما ظهيرا فالنسيا، الإسباني خوسي غايا والبرتغالي تييري كوريا، اللذان لعبا دورًا دفاعيًا على أعلى مستوى ومنعا برشلونة من التقدّم عبر الرواقين وإرسال الكرات العرضية، في أغلب فترات المباراة.

غايا بالتحديد أظهر مباراة دفاعية قوية للغاية، ولم يهدد برشلونة مرمى فالنسيا من يسار دفاع الخفافيش إلا قليلًا. والناظر إلى ظهير البارسا في تلك الجهة، أليكس بالدي، سيجد أنه لم يقم بتوزيع كرة واحدة طيلة اللقاء إلى زملائه.

حيرة تشافي الفنيّة

يدخل المدرب تشافي في كل مباراة بتشكيلة لاعبين مختلفة، ما يؤثّر في مدى تناغم المجموعة وانسجامها، والمثير أنه أمام فالنسيا أشرك الظهير الأيسر بالدي في منصب الظهير الأيمن، ما ساعد في اختفاء خطورته كُليًّا.

في الهجوم، أشرك تشافي أنسو فاتي، الذي ينقصه ثبات المستوى، بدلًا من رافينيا، فكانت النتيجة أن أغلب قرارات فاتي كانت خاطئة وأهدر فرصًا عديدة في التسجيل والصناعة على حد سواء، كان الطرف الأسوأ في برشلونة.

تشافي يردّ على احتمال إقالته: إدارة برشلونة تثق بي

اقرأ المزيد

هناك علامات استفهام عديدة على اختيارات تشافي أمام فالنسيا، منها الزج بعثمان ديمبيلي في الرواق الأيمن رُغم أنه أفضل في اليسار.. وكان بإمكان تشافي إشراك جول كوندي في مركز الظهير الأيمن للاستفادة من كراته الطويلة المتقنة، بدلًا من الزج به في قلب الدفاع.

استماتة برشلونة إلى آخر دقيقة

رغم المد الهجومي لبرشلونة، بدأ لاعبو فالنسيا في الدقائق الأخيرة في التسلل والخروج لمزاحمة البارسا في وسط الملعب لخلق عملية ضغط جماعي، في محاولة للاقتراب أكثر من مرمى برشلونة.. هذه النقطة تحديدًا ساعدت برشلونة في كسر خطوط فالنسيا في أواخر المباراة.

كما أن الإجهاد البدني نال من لاعبي فالنسيا بوضوح في الرمق الأخير، ويمكن ملاحظة التموقع السيئ من لاعبي الدفاع والوسط في لقطة الهدف، لكن النقطة الأبرز هي استماتة برشلونة إلى آخر دقيقة ومواصلة الضغط حتى جاء الهدف.