3 مشاهد مميزة من دور المجموعات بكأس الملك سلمان للأندية
باحت مسابقة كأس الملك سلمان للأندية العربية 2023، بنصف أسرارها حتى الآن، بعدما أُغلِق ملف مرحلة المجموعات، والدخول في صميم الجدّ، مع بلوغ دور خروج المغلوب (تحديدًا الدور ربع النهائي)، والذي لا سبيل فيه إلى التعويض، فالخسارة تعني حزم الحقائب والعودة إلى الديار.
اتسمت النسخة الحالية من البطولة بالكثير من الظواهر والمتغيّرات التي أثرت في شكل التنافس العام، والنتائج المسجّلة وخارطة السيطرة بين عرب القارتين "السمراء" والصفراء، حيث تأهل كل من الهلال والنصر والشباب والاتحاد السعوديين، إضافة إلى الوحدة الإماراتي والشرطة العراقي والسد القطري والرجاء المغربي لدور الثمانية.
وتقترح عليكم منصة "winwin" تشخيص ما تمّ تقديمه في هذه البطولة العربية إلى حدود دور المجموعات وقبل اقتحام الأدوار الإقصائية من خلال جملة من الاستنتاجات في القراءة التالية:
تألق واضح لعرب آسيا
أول ما يمكن أن يلفت الانتباه عند النظر في جدول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي، سنلحظ اكتساحًا مرعبًا لعرب القارة الآسيوية في دور المجموعات، ففي أربع مجموعات ضمّت 16 ناديًا، تنافسوا في الدور الأول، تأهلت 7 أندية من عرب القارة الصفراء، ولم يتركوا سوى بطاقة وحيدة لعرب أفريقيا.
وبلغت أندية الاتحاد والهلال والنصر والشباب من السعودية، والوحدة من الإمارات، والسد من قطر، والشرطة من العراق عتبة ربع النهائي، في حين بات الرجاء الرياضي المغربي وحيدًا يرفع راية العرب الأفارقة.
مشاركة مخيّبة لعرب أفريقيا والرجاء استثناء
قبل البطولة، كان سقف التوقعات عاليًا جدًا برؤية منافسة شرسة بين الأندية العربية في القارتين الكبيرتين، غير أنّ النتائج التي أسفرت عنها المباريات، عكست استغرابًا عامًّا استوجب طرح الأسئلة وإيجاد الإيجابيات المناسبة لها.
كان من المتوقّع أن تكون الأندية السعودية المنافس الأول لأشقائها من القارة السمراء، نظرًا لتاريخ المواجهات من جهة، وعاملي الأرض والجمهور من جهة أخرى، حيث تُقام البطولة في ضيافة المملكة تحديدًا على ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية بأبها وملعب الملك فهد بالطائف، غير أنّ واقع التنافس أسفر عن هيمنة "آسيوية" بعد أن انتزع ممثلو العراق وقطر والإمارات بطاقات عبورهم، رغم مشاركة كل منهم بممثل واحد فقط.
السقوط المدوّي لعرب أفريقيا، بعد خروج الثلاثي التونسي، الترجي الرياضي والصفاقسي والاتحاد المنستيري، والعملاق المصري الزمالك، والوداد المغربي وشباب بلوزداد الجزائري وأهلي طرابلس الليبي، كشف عن سبب جوهري اشتركت فيه جل الأندية، ألا وهو تأخّر نهاية المسابقات المحلية (دوري وكأس) واضطراب جدول المباريات، علاوة على حالة الإرهاق الشديد في ظل غياب الراحة للاعبين، دون نسيان تراجع الجودة الفنية، التي باتت جليةً، خاصة بعد الوجه الجديد للأندية السعودية مع قافلة التعاقدات الاستثنائية.
نشاز عرب القارة الأفريقية لم يجدّف عكس تياره سوى الرجاء المغربي، الذي قدّم نفسه في ثوب المنافس الأشرس، حيث تزعّم المجموعة الرابعة بالعلامة الكاملة بـ9 نقاط من 3 انتصارات، غير أنّ الملاحظين يُرجِعون ذلك إلى المستوى المتواضع لأندية تلك المجموعة، بوجود الكويت الكويتي والوحدة الإماراتي وبلوزداد الجزائري، مقارنةً بالمجموعات الأخرى، التي ضمّت منافسين أثقل وأقوى فنيًّا.
لمسة أوروبية فارقة
ما لا يمكن أيضًا التغاضي عن تأثيره الكاسح في نتائج هذه البطولة، اللمسة الأوروبية الفارقة، التي أضفاها وجود نجوم عالميين من الصف الأول على أنديتهم السعودية بالأساس.
البداية بالنجم الأبرز والأشهر في نسخة عام 2023 وهداف البطولة حتى الآن (3 أهداف)، وهو الفرنسي كريم بنزيما، قائد ريال مدريد السابق، الذي جلب معه سحره لينثره على المسارح السعودية انطلاقًا من البطولة العربية، حيث لعب دور البطولة المطلقة في كتيبة اتحاد جدة، بتوقيع أهداف الفوز في المباريات الثلاثة الأولى له بقميص "النمور" في مرمى الترجي ومواطنه الصفاقسي والشرطة.
بنزيما ليس الوحيد الذي خطف الأنظار، حيث حرّك تألقه "الغيرة" الكروية لدى صديقه وزميله السابق في القلعة الملكية، كريستيانو رونالدو، النجم البرتغالي، الذي كان السبب الرئيسي في بلوغ النصر دور الثمانية بهدفين شديدي التأثير في مسار التأهل (الأول كان هدف التقدم في مرمى المنستيري 1-4، والثاني كان التعديل في شباك الزمالك 1-1)، هذا وقد تتعزّز قوة "العالمي" بشكل أكبر في قادم مواجهات البطولة، لا سيما عقب انضمام "أسد التيرانغا"، السنغالي ساديو ماني، الوافد من بايرن ميونخ الألماني.
نجما الهلال الجديدان؛ البرتغالي روبين نيفيز القادم من وولفرهامبتون الإنجليزي، والصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش الوافد من لاتسيو الإيطالي، كان لهما نصيب من "كعكة التوهج والتألق"، حيث قالا كلمة الفصل في مباراة الزعيم الحاسمة، التي تغلّب فيها على الوداد المغربي (2-1) بفضل هدفيهما.
بنزيما ورونالدو ونيفيز وسافيتش كانوا من نخبة الأبرز؛ لكن لا يمكن التغاضي عن الهدف الحاسم لنجم السد القطري الجديد، البرازيلي باولو أوتافيو، القادم من فولفسبورغ الألماني، والذي أمّن بطاقة العبور بهدفه في مرمى أهلي طرابلس الليبي في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، علاوةً على نجم منتخب "التانغو" السابق، إيفر بانيغا، "مايسترو" نادي الشباب لسنوات، والذي سمح هدفاه من نقطة الجزاء في شباك المنستيري والزمالك، بوجود "الليث" ضمن صفوة الكبار.