3 حالات جديدة.. فينيسيوس جونيور ينتفض ضد العنصرية في إسبانيا
لا تكفّ آفة العنصرية عن نخر جسد الكرة الإسبانية، الذي بات جرحها غائرًا بفعل هذا السلوك المشين، الذي لم يعد مقتصرًا على استهداف البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد من قبل بعض الجماهير، بل تعدّاه ليشمل أسماءً جديدة.
الجديد المحبط في حكاية العنصرية مع الكرة الإسبانية جاء في 3 مواقف دفعة واحدة، وكانت جميعها في سهرة السبت، حيث لم يعد الأمر مبنيًّا على التمييز على أساس اللون فقط، لأنّ المستهدفين الجدد لا يتقاسمون شيئًا مع فينيسيوس جونيور غير امتهانهم كرة القدم.
وجاءت الحادثة الأولى من دوري الدرجة الثالثة الإسباني، وتحديدًا في مباراة بين رايو ماخاداوُندا ومنافسه سيستاو ريفر، والتي تحوّلت إلى "دراما حزينة"، بعد أن رفض لاعبي رايو إنهاء المباراة، إثر اشتباك بين حارس مرماهم السنغالي الشيخ سار وأحد مشجعي سيستاو، من المتهمين بإطلاق عدة عبارات عنصرية مهينة بشأنه.
ومساندة لزميلهم، اتخذ لاعبو رايو قرارًا بعدم استئناف المباراة احتجاجًا على قرار حكمها الرئيسي الذي طرد الحارس السنغالي بالبطاقة الحمراء، ليعود بعد ذلك طاقم التحكيم لإعلان نهاية المواجهة.
وذكر نادي رايو ماخاداوُندا في بيان عن الحادثة، أنّه "لن يستأنف المباراة بعد أن تعرض لاعبنا لإهانات عنصرية غير مقبولة"، علمًا بأنّ حكم المباراة ذكر في تقريره أنّ الحارس سار تعرّض في الدقيقة (84) من قبل جماهير المنافس لإهانات من قبيل "أنت قرد لعين" و"القرف الأسود اللعين".
عنصرية من نوع جديد.. شكلًا ومضمونًا
ولا تعد حادثة الحارس السنغالي الوحيدة في ليلة السبت المشؤومة في الكرة الإسبانية، حيث شهدت مباراة إشبيلية ومضيفه خيتافي، هتافات عنصرية من جماهير ملعب "كوليسيوم ألفونسو بيريز" تجاه لاعب النادي الأندلسي، الأرجنتيني ماركوس أكونيا، بالإضافة أيضًا إلى مدربه الإسباني كيكي سانشيز فلوريس، وهو ما مثّل حادثة مفاجئة تقاطعت مع "كلاسيكيات العنصرية" التي تستهدف فوارق اللون والعقيدة في الغالب.
وعلى الرغم من أنّ نادي خيتافي الموجود في ضواحي مدريد، قد حذّر جماهيره عبر مكبرات الصوت من توجيه الإهانات العنصرية لممثلي الضيوف، أكونيا وكيكي فلوريس، غير أنّ الجماهير لم تأبه لذلك.
فينيسيوس جونيور يضرب بقوة
من جانبه، أبدى فينيسيوس جونيور أسفه لوجود ثلاث حالات عنصرية جديدة "مقيتة" في كرة القدم الإسبانية، وذلك من خلال تفاعله بمنشورات داعمة على حساباته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
تويت فينيسيوس الداعم لضحايا العنصرية الجدد في إسبانيا
وأبدى فينيسيوس جونيور دعمه للثلاثي الذي استهدف من قبل "العنصريين"، وكتب على حسابه في منصة "X": "لن ألعب أصلًا في عطلة هذا الأسبوع، لكننا رأينا ثلاث حالات جديدة مقيتة للعنصرية في إسبانيا في يوم السبت فقط. كل دعمي لأكونيا والمدرب كيكي فلوريس من إشبيلية، ورايو ماخاداوندا الذي تلهم شجاعته الكثيرين".
واختتم فينيسيوس جونيور منشوره بتصريح قوي: "يجب طرد العنصريين، ولا يمكن أن تستمر المباريات في ظل وجودهم في المدرجات. سننتصر فحسب حين يخرج العنصريون من الملاعب مباشرة نحو السجن، وهو المكان الذي يستحقونه".
جدير بالذكر أنّه تم رصد عشرات الحالات من العنصرية ضد فينيسيوس جونيور منذ وفادته إلى ريال مدريد قبل 5 سنوات، وقد دخل اللاعب بسبب سلوكه "المستفز" في مناوشات مع عدّة جماهير منافسة في ملاعب مختلفة بالدوري الإسباني، خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما دفع رابطة "لا ليغا" لرفع ما لا يقلّ عن 8 دعاوى قضائية في أقل من موسمين، كان القاسم المشترك بينهما جميعًا، النجم البرازيلي.