هل يمتلك رودجرز الأدوات الكافية للفوز بالدوري الإنجليزي؟

2021-06-08 09:01
براندن رودجرز مدرب ليستر سيتي الإنجليزي (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تولى براندن رودجرز تدريب ليستر سيتي في فبراير 2019 عقب إقالة المدرب السابق كلوب بويل إثر الخسارة 4-1 أمام كريستال بالاس، حينها كان الفريق الأزرق في الترتيب الـ 11 على لائحة الدوري الإنجليزي الممتاز. وتبدّل الحال تمامًا بعد عامين فقط مع المدرب الأسبق لليفربول.

منذ أن أمسك رودجرز زمام الأمور في ليستر سيتي لم يجمع فريق في البريميرليغ نقاطًا أكثر منه سوى ليفربول ومانشستر سيتي بواقع 161 و143. بينما جمع الثعالب 117. أكثر من مانشستر يوناتيد وتوتنهام وأرسنال وتشيلسي.

لربما هذه الإحصائية تُلخّص كيفية تغيير رودجرز للأمور في النادي الذي فقد رئيسه قبل عام في تحطم طائرة مروحية. وأنفق فقط طيلة موسمين 10 ملايين يورو على التعاقدات، لأنه يبيع ثم يشتري ولا يعتمد على الشراء المباشر.

ويقول أسطورة أرسنال والخبير الكروي في قناة "سكاي سبورتس" حاليًا، بول ميرسون، إن رودجرز أحدث تغييرًا جذريًا على ليستر سيتي، لم يكن باستطاعة غوارديولا أو كلوب إحداثه بمثل هذه الموارد المحدودة في النادي. ويتفق معه جيمي ريدناب لاعب ليفربول السابق ونجل المدرب المخضرم هاري ريدناب.

ويحفر المدرب الإيرلندي الشمالي اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الدوري الإنجليزي الممتاز التاريخية، ناهيك بأنه كان قريبا من إحراز اللقب عام 2014 مع ليفربول لولا التخبط في الأمتار الأخيرة والخسارة أمام تشيلسي بشكل مفاجيء ثم التعادل ضد كريستال بالاس.

وصنع رودجرز -الذي اضطر للتقاعد بعمر الـ20 كلاعب- سمعته بالفعل، وأصبح في الوقت الحالي أحد أهم مدربي البطولة الإنجليزية. بعد أن اعتزل كرة القدم سافر إلى إيطاليا وإسبانيا لتلقي الدورات التدريبية وتعلم لغات متنوعة لمساعدته في أن يصبح مدربا ذا نفوذ، وكان ما أراد.

لجأ المدرب المخضرم إلى أسلوب سلفه، كلاوديو رانييري، الذي قاد ليستر سيتي إلى تحقيق اللقب عام 2016، وخفف الضغط عن كاهل لاعبيه قائلًا بعد الانتصار أمام تشيلسي الاثنين عن حظوظه في الفوز بالدوري: "نحن على القمة لأننا عملنا بجد وأن نكون هنا فهذا تحدي كبير لنا، لكن لا أفكر في هذا حقًا (الفوز باللقب)، يمتلك مانشستر سيتي وليفربول الجودة ليكونا أبطالًا".

مثل هذه التصريحات تلعب دورًا في إزالة أي ضغوطات قد تُلقى على عاتق اللاعبين، وتجعلهم يركزون فقط في الفوز بكل مباراة وحصد مزيد من النقاط، بدلًا من التفكير في حسابات اللقب الذي يُدخل صاحبه في تراهات وإرهاصات فكرية قد تعصف بمستواه الفني في الملعب.

بالإضافة إلى شخصية رودجرز في التعامل مع وسائل الإعلام ولاعبيه، فإنه يمتلك المقومات التي تخوّله رفع كأس الدوري الإنجليزي في نهاية الموسم. وهي "الدفاع". يقول الطليان إن الهجوم يجلب الفوز في المباريات لكن الدفاع يجلب البطولات.

لنتذكر معًا في 2014 عندما انهار في الجولات الأخيرة مع ليفربول، كان يمتلك أسوأ دفاعات الدوري على الإطلاق، سكرتل وساخو وكولو توريه وإنريكي وفلانغان، وأسماء لا ترقى للعب في هذه المستويات. هذا الموسم يمتلك رودجرز بالفعل أسماء رنّانة في دفاعاته وهي نقطة قوته في الأساس.
 


 

تلقّت شباك ليستر سيتي 4 أهداف فقط في آخر 7 مباريات خاضها الفريق بجميع البطولات، بينما يمتلك الفريق 3 قلوب دفاع ضمن نخبة الأفضل في البريميرليغ وهم جوني إيفانز وشالار سوينكو وويسلي فوفانا. إضافة إلى ذلك فإنه يمتلك بيتر شمايكل الحارس الخبير وأحد نقاط قوة الفريق، بينما هناك في ليفربول كان لديه متقلب الأداء سيمون مينيوليه.

وعندما أصيب الظهير الأيمن بيريرا تعاقد ليستر مع كاستاني من أتلانتا، وعندما رحل بين تشيويل أشرك رودجرز مدافعه متعدد المهام جاستن (21 عامًا) في الرواق الأيسر مشاركة مع المخضرم النمساوي فوخس. بينما يمتلك النادي أفضل لاعبين في يمين الدفاع بالبطولة وهم بيريرا وكاستاني وجاستن.

يمتاز ليستر مع رودجرز بالتنوع التكتيكي وتعدد الخيارات المتاحة. عند إصابة سوينكو الموسم الماضي غّير رسمه من 4-1-4-1 إلى 3-5-2. والآن عاد إلى رسمه المعتاد بعد أن انتدب ويسلي فوفانا (20 عامًا) من سانت إيتان الفرنسي. هو اللاعب الذي أنقذ موسم ليستر سيتي حرفيًا. ويقابله في مانشستر سيتي روبين دياز.

ما جعل مانشستر سيتي يحقق تلك الصحوة ويفوز بخمس مباريات متتالية منهم 4 بشباك نظيفة، هو الشراكة الجديدة القوية بين جون ستونز وروبين دياز. الأمر ذاته في ليستر بشراكة الأنيق جوني إيفانز مع فوفانا. بل ضف على ذلك أن أحد عوامل التراجع الرهيب لليفربول هو إصابة قلبي دفاعه فان دايك وغوميز، وعدم جاهزية المدافع الثالث ماتيب. في ليستر يمتلك الآن مدافعين متاحين ومدافعا ثالثا على أتم الجاهزية.

وعند الحديث عن الهجوم فإن النادي الأزرق لديه الدبابة البشرية جيمي فاردي ومن ورائه في مركز الـ10 صانع ألعاب صريح جيمس ماديسون. هذا الثنائي بالأخص ضمن الأفضل في أوروبا ويذكرنا بثنائية لويس ألبرتو وتشيرو إيموبيلي مع لاتسيو، أو جيرارد وتوريس مع ليفربول.

لن نخوض أكثر من هذا، لكن ما نريد تخليصه أن ليستر سيتي لديه جميع الإمكانات التي تؤهله بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثانية خلال 7 أعوام.

شارك: