هل يقع ريال مدريد في فخ "انتهاء المرحلة الانتقالية"؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-05-15 13:49
أرشيفية - داني كارفاخال ولوكا مودريتش وتوني كروس نجوم ريال مدريد الإسباني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أسال تقريرٌ مثيرٌ للجدل من "كادينا سير" الكثير من الحبر حول مستقبل لوكا مودريتش وتوني كروس في ريال مدريد الموسم المقبل، وذلك بعد أن كشفت الإذاعة الإسبانية عن أن احتمالية رحيل الثنائي عن صفوف "الميرينغي" أكبر من احتمالية بقائهما.

توني كروس سينهي موسمه العاشر مع ريال مدريد بعدما وصل إليه قادمًا من بايرن ميونخ في 2014، فيما سيكمل لوكا مودريتش موسمه الثاني عشر مع النادي الملكي بعد أن انضم إليه قادمًا من توتنهام هوتسبير عام 2012.

وما بين هذين التاريخين وتاريخ اليوم حقق الثنائي سجلًا هائلًا من الألقاب مع ريال مدريد يأتي في مقدمتها 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا مع لقبٍ خامس في حوزة لوكا مودريتش الذي أرسل العرضية التي أنقذت الكأس العاشرة للريال وفتحت الطريق لعهد جديد من المصالحة مع لقب المسابقة الأهم على مستوى الأندية حول العالم بعد فترة من الجفاء استمرت اثني عشر عامًا.

وبعد التتويج الرسمي بلقب الليغا، سيكون بإمكان ثنائي الوسط المخضرم أن يضيفا لقبًا آخر إلى خزائنهم هو كأس دوري أبطال أوروبا في حالة ما إذا تمكنوا من الانتصار على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية على ملعب ويمبلي لتكون خير ختام لمسيرة الثنائي.

الختام يبدو مثاليًا للاعبين، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل يُعد هذا الختام مثاليًا لريال مدريد؟

اللاعبون الذين يعتمد عليهم أنشيلوتي في الليغا

اللاعبمبارياتأساسيدقائق اللعب
فالفيردي34302674
كروس31221967
مودريتش30171590
كامافينغا28191652
تشواميني27221987
بيلينغهام26252135

بقراءة عامة في مشاركات لاعبي وسط ريال مدريد يمكنك أن تجد أن فيديريكو فالفيردي يعد اللاعب الوحيد الذي لا غنى عنه في خط وسط الميرينغي، فهو الرجل الذي يعتمد عليه كارلو أنشيلوتي في جُل مباريات ريال مدريد مستفيدًا من حضوره البدني المذهل وقدرته على لعب مباراتين كاملتين في نفس الأسبوع بنفس الوتيرة ودون تعب أو كلل، بالإضافة إلى الاستخدام المتنوع والمرن له في أدوار مركبة دفاعية كانت أو هجومية، وهو اللاعب الذي يحبه المدربون دون شك.

لكن اللافت هو أن توني كروس كان ثاني أكثر اللاعبين اعتمادًا عليه في المباريات وثالث أكثر من أشركه كارلو أنشيلوتي أساسيًا، مع الأخذ في الاعتبار أن جود بيلينغهام لا يعتبر ضمن زُمرة المتنافسين على ثلاثة مراكز في خط وسط ريال مدريد، وكان طبيعيًا مع تألقه أن يشارك في عدد هائل من الدقائق حتى رغم غيابه لفترات عن المباريات للإصابة أو للطرد.

وصحيح أن أوريلين تشواميني يتفوق على الدولي الألماني بفارق 20 دقيقة فقط بدقائق اللعب الإجمالية التي شارك فيها، إلا أن الأشهر الأخيرة كانت فارقة في حسم الهوة الكبيرة في الجودة بين اللاعبين، فقد استخدم كارلو أنشيلوتي توني كروس بكثافة في مركز لاعب الارتكاز في النصف الثاني من الموسم تمامًا كما فعل في موسم 2014-2015 لكن بحماية أكبر للأنيق الألماني ليوضّح الأخير لماذا يعد من أفضل من مروا على مركز الوسط في تاريخ ريال مدريد.

جاء ذلك وسط أداء باهت جدًا لتشواميني جعل كثيرين يتساءلون هل هذا هو ارتكاز المستقبل لريال مدريد؟ فقد عانى الدولي الفرنسي بشكل كبير على مستوى بناء الهجمة كما كان يظهر كالشبح عندما يحضر هو وكروس في آنٍ واحد خلال المباريات، ولم يسلم من انتقادات مشروعة تمامًا على الصعيد الدفاعي بعد أن فشل أحيانًا في مجاراة نسق الهجمات المرتدة خاصة خلال دوري أبطال أوروبا.

في ريال مدريد.. هل تبدو وضعية توني كروس مثل وضعية لوكا مودريتش؟

اللاعبون الذين يعتمد عليهم أنشيلوتي في دوري الأبطال

اللاعبالمبارياتأساسيدقائق لعب
فالفيردي1211977
كروس119773
بيلينغهام1010905
كامافينغا108699
مودريتش103415
تشواميني87603

لا تغرّنك مشاركات لوكا مودريتش الغزيرة نوعًا ما في الليغا نسبة لما كنت تتصوره، فقد شارك أساسيًا في 17 مباراة فقط وهو الأقل مشاركات من حيث عدد الدقائق -ولو أن الرقم الإجمالي يعد مقبولًا جدًا خاصة مع الإضافة المميزة التي كان يقدمها مودريتش في غالبية المباريات التي شارك بها.

لكن بملاحظة ما هو الحال في أرقام دوري أبطال أوروبا، يمكنك ملاحظة التناقص الكبير في حجم مشاركة مودريتش خلال المباريات، فالفارق كبير بينه وبين باقي زملائه في عدد المشاركات أساسيًا وعدد الدقائق التي حظي بها، ورغم أنها دقائق ثمينة قدم فيها مودريتش ما يرغب فيه كارلو أنشيلوتي بالضبط من حيث التحكم في النسق أو تعويض اضطراره لاستبدال توني كروس بعد نفاد المخزون البدني، إلا أن هذه الدقائق لم تكن كافية على ما يبدو للدولي الكرواتي الذي أشارت تقارير مستمرة طوال الموسم لعدم رضاه عن الدور المحدود الذي يحظى به رغم تقديره من الجميع.

هنا يأتي التقييم الفعلي للموقف، هناك لاعب أول هو لوكا مودريتش لا يُظهر رضاه بالدور الموكل إليه منذ موسمين تقريبًا وهو دور محدود رغم الجودة العالية في تأديته، وهناك لاعب آخر هو توني كروس قدم موسمًا هائلًا شارك فيه أساسيًا باستمرار سواء على مستوى الليغا أو دوري الأبطال ولم يتنازل عن مركزه الأساسي إلا نادرًا لغايات الراحة قبل مباريات الحسم في البطولة القارية.

وبالعودة لتشواميني الذي يعد ثاني أقل من اعتمد عليه أنشيلوتي في دوري الأبطال، فإنه لا يبدو جاهزًا ليحتل المركز الأساسي دون مساندة أو ضغط أو حضور من يمكن الدفع به للعودة إلى السيطرة على الأمور عندما تخرج عن السيطرة، والأرقام كانت دليلًا جديدًا على ذلك، فتشواميني ليس أحد الخيارات التي لا غنى عنها في دوري الأبطال لعدم حضوره الفني المناسب رغم امتلاك الفرنسي للحضور البدني اللازم لخوض تلك المباريات القوية.

لذا، فإن مسألة خروج توني كروس هو الآخر من ريال مدريد سيُعد تقديرًا خاطئًا لـ "انتهاء المرحلة الانتقالية" التي يتخلص فيها ريال مدريد من إدمان "كروس - مودريتش" الذي لم يقدر على تركه طيلة السنوات القليلة الماضية، فمع إمكانية رحيل مودريتش المقبولة نوعًا ما بالنظر لعدم قبوله استمرار دوره المحدود رغم تميزه، يتساءل المرء عمن يمكنه تقديم نفس الدور الكبير الموكل إلى توني كروس، والواقع يفصح بأنه لا توجد إجابة مناسبة بشكل قاطع وأن دمج كامافينغا وتشواميني في المرحلة الانتقالية سارَ جيدًا لكن ليس بالشكل المثالي حتى الآن.

شارك: