هل يقضي "عناد" رونالد كومان على برشلونة هذا الموسم؟
استعرضت منصّة " Barça Universal"، المتخصصة في متابعة أخبار نادي برشلونة الإسباني، مقالة تحليلية اليوم الخميس 9 سبتمبر/أيلول، عن تعنّت الهولندي رونالد كومان، مدرب البارسا، ضد لاعبين بعينهم داخل أسوار النادي، ما جعل مسيرتهم تتعطّل وتسوء من الناحيتين الفنّية والنفسية.
ونرصد لكم أبرز النقاط التي استعرضتها المنصّة الإسبانية الشهيرة، حول المدرب رونالد كومان وصلابته في التعامل مع منبوذيه في برشلونة، وأشهرهم على الإطلاق البوسني ميراليم بيانيتش والإسباني الصاعد ريكي بويغ.
بيانيتش المنبوذ الأكبر من المدرب رونالد كومان في برشلونة
انتقل لاعب الوسط المخضرم من يوفنتوس إلى برشلونة طليعة الموسم الماضي 2022/2021، وما لبث أن لازم مقاعد البدلاء حتّى رحيله رسميًا قبل أيام إلى بيشكتاش التركي. ولا تتذكر الجماهير الكاتالونية أي بصمة واضحة لبيانيتش مع الفريق، ولا حتّى تسديدة بارزة أو تمريرة حاسمة متقنة، وقد رحل كما جاء، ولاقى معاملة شديدة القسوة من طرف كومان، الذي منحه تقريبا ألف دقيقة طيلة الموسم.
يقول بيانيتش بعد رحيله إلى بيشكتاش: "كنت أود أن يخبرني في وجهي أنه لا يريدني في الفريق، لم يتحدث معي ولم أفهمه إطلاقًا. كان الأمر معقدًا لأنها المرة الأولى التي أتعرّض فيها لمثل تلك المعاملة". تحوّل البوسني من محوري في فريقه يوفنتوس إلى لا شيء في برشلونة.
رونالد كومان "جمود عاطفي" وسجِل حافل بالمنبوذين
في كل فريق يشرف عليه المدرب الهولندي يبدأ في نبذ البعض والاعتماد المطلق على البعض الآخر، يمكن وصف إدارته للأمور مع لاعبيه بـ "الجمود العاطفي"، فهو غير مرن في جذب لاعبيه أو الاستماع لشكاويهم ومحاولة إصلاح الأمور، عندما درّب فالنسيا عام 2007 توتّرت علاقته مع المهاجم خواكين وأدى الصراع بينهما إلى طرده من التشكيلة الأساسية، ثم رحيله عن النادي ككل في الموسم التالي، في موسم 2017 مع إيفرتون الإنجليزي تعرّض المهاجم عمر نياسي إلى أقسى أنواع المعاملة وكان حديث الصحف آنذاك.
كيف عامل رونالد كومان موهبة برشلونة ريكي بويغ؟
لم يعد برشلونة يعتمد على أبناء أكاديميته "لا ماسيا" كما السابق، ما جعل بروز نجم صاعد من تلك الأكاديمية حدثًا نادرًا في أيامنا هذه، وباتت الأولوية المطلقة في النادي هي تصعيد المواهب القادمة من الرديف وتلميعها مع الفريق الأول، لإعادة سمعة "لا ماسيا" التي فقدتها طيلة السنوات الماضية، بيد أن كومان سار عكس هذه الاستراتيجية.
يتحدث الكثير في كاتالونيا عن مدى موهبة ريكي بويغ وإحكامه السيطرة على الكرة وتمريرها وخلق فرص تهديفية من لا شيء تقريبًا، لكن بالنظر إلى أنسو فاتي الذي غاب 7 أشهر الموسم الماضي بسبب إصابته في الركبة، فإن فاتي خاض دقائق متطابقة مع ريكي بويغ، ومع أن بويغ أمضى فترة تحضيرية هائلة قبل انطلاقة الموسم الحالي 2022/2021، لم يمنحه كومان دقيقة واحدة من 3 جولات بالليغا.
أصبح بويغ الخيار الأخير في خط الوسط هذا الموسم حتّى بعد رحيل بيانيتش، بل إن المدرب رونالد كومان اعتمد على الظهير الأيمن سيرجي روبرتو في مركز الوسط، كذلك حال الصاعدين نيكو غونزاليس وخافي، ولم يمنح بويغ أي دقائق، ما تسبب في سخط جماهيري هائل من أنصار النادي، وتدخّل من طرف الرئيس خوان لابورتا طبقًا لصحيفة "إل بايس" الإسبانية التي زعمت أن لابورتا تحدث شخصيًا إلى المدرب لإشراك بويغ في المستقبل.
ترينكاو ينضم أيضًا إلى قائمة ضحايا رونالد كومان
الجناح البرتغالي الشاب قدّم مستويات طيبة الموسم الماضي في الدقائق القليلة التي سنحت له، تظهر إمكاناته أنه موهبة يمكن صقلها والاستفادة منها على المدى البعيد، لكن تم دفن اللاعب بالموسم الحالي ولم يظهر إطلاقًا بقميص الفريق.
المزيد من ضحايا رونالد كومان في برشلونة
أليكس كولادو وهو قائد رديف برشلونة، تلقّى وعدًا من إدارة النادي بترقيته إلى الفريق الأول بالنظر إلى مستويات قوية على الرواق الأيسر الهجومي، لكن قرار كومان كان صادمًا باستبعاد كولادو من قائمة الفريق الأول للموسم الحالي.
ماتيوس فيرنانديز (23 عامًا) حالة أخرى، وصل اللاعب إلى برشلونة من بالميراس البرازيلي صيف 2020، وخاض 18 دقيقة مع النادي، لكن بعد ذلك أخبر كومان الإدارة بضرورة التخلص منه، فتم إعارته إلى ريال بلد الوليد، وبعد انتهاء فترة الإعارة عاد ماتيوس إلى بالميراس في صفقة انتقال حر في 2021، مع العلم أن برشلونة دفع نحو7 ملايين يورو لشرائه في بادئ الأمر.
يقول ماتيوس للصحافة البرازيلية: "لدى كومان مشاكل شخصية ضدي، بعد مباراتي الأولى ذهبت وسألته (هل لعبت بشكل سيئ؟) فأجاب أنني كنت جيدًا للغاية لكن لا يمكن الاعتماد عليّ وأنني أقل من اللعب لبرشلونة".
هل يقود "عناد" رونالد كومان برشلونة إلى الفشل هذا الموسم؟
يتطرّق التقرير في نهايته إلى أن تعنّت المدرب رونالد كومان في اختيار تشكيلة ثابتة كل أسبوع، قد يؤدي إلى تفكك غرف خلع الملابس خاصة بعد رحيل ميسي، بالنظر إلى وجود لاعبين منبوذين وآخرين مُحببين، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى الأصابات والإجهاد المتراكم نتيجة للعب المستمر الذي يؤدي بدوره إلى مشكلات صحية للاعبين، الثبات على الرسم الخططي ونفس مجموعة اللاعبين يضر النادي بالتأكيد ولا ينفعه إذا ما استمر الأداء المتواضع.