هل يستطيع توتنهام المنافسة على لقب البريميرليغ حتى النهاية؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-10-24 11:58
-
آخر تعديل:
2023-10-24 12:03
من احتفال لاعبي توتنهام بالفوز على لوتون تاون بالدوري الإنجليزي (X/Spurs_ES)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ترك توتنهام هوتسبير كلًا من مانشستر سيتي وآرسنال يتصارعان فيما بينهما، لينسل إلى الصدارة الدوري الإنجليزي منفردًا، بعد انتصار على فولهام بهدفين نظيفين (2-0) بالجولة التاسعة، ليستمر مع أرسنال كفريقين وحيدين لم يتلقيا أي خسارة حتى الآن.

نادي شمال لندن أثار إعجاب الكثيرين هذا الموسم، حتى الآن من خلال نتائجه الممتازة التي جعلته يفقد 4 نقاط فقط، لكن أكثر من يثير الإعجاب في الفريق حتى الآن، لا يتواجد داخل أرضية الميدان.

الأضواء تركزت بشكل أساسي على ما يفعله المدرب أنجي بوستيكوغلو رفقة توتنهام، فرغم أنه فقد أهم نجومه وأحد أبرز هدافي العالم هاري كين، إلا أن المدرب الأسترالي نجح في أن يحقق أفضل انطلاقة في التاريخ لمدرب في موسمه الأول بالبريميرليغ، بعد إحرازه لـ23 نقطة من 9 مباريات، وذلك من خلال إيجاد فلسفة خاصة للفريق الذي لم يعد يمتلك نجمًا واحدًا.

مشاعر رائعة

يقول أحد هؤلاء النجوم، جيمس ماديسون عن مدربه في تصريحات سابقة قبل عدة أيام: "إنه يتحدث بشكل تحفيزي ممتاز. لديه طريقته الخاصة، فعندما يتحدث مع مجموعة من اللاعبين، يبدو مثل الذكر المهيمن".

وفسر ذلك قائلًا: "عندما يتحدث، يستمع الجميع. لا يمكنك حتى أن ترمش. مميزة هي الطريقة التي يتحدث بها عادة في اليوم السابق للمباراة، أو في حتى يوم المباراة، فهي تجعلك جاهزًا للخروج واللعب. إنه يربط الأمور بعلاقتك بالحياة والأسرة. ويجعلك ترغب في اللعب والعمل والركض من أجله، وهو موهوب جدًا في ذلك".

بوستيكوغلو ليس الوحيد الذي يثير إعجاب ماديسون، فلاعب ليستر سيتي السابق امتدح قائد الفريق سون هيونغ مين قائلًا: "إنه شخص تريد أن تحتضنه في كل مرة تراه كل صباح".

وتابع: "حتى عندما كنت في ليستر، ولم أكن أعرفه. لكنه كان يأتي إلي عقب المباراة على افتراض مصافحته، وكان يحتضنني ويمتدحني كلاعب. إنه شخص ذو مشاعر دافئة، وهو قائد رائع لأنه مثال لنا جميعًا".

أجواء تبدو رائعة في غرفة متصدر الدوري ألهمت ماديسون ليكون واحدًا من اثنين فقط في البريميرليغ يسددان ويصنعان أكثر من 20 مرة قبل بداية الجولة التاسعة، بعدما صنع 25 فرصة، منها 5 تحولت إلى الشباك (الأول في البريميرليغ)، كما سدد 23 مرة، منها 13 على المرمى سجل منها في مرتين، ليتحصل حاليًا على أعلى متوسط تقييم من موقع هو سكورد برصيد 7,76.

أرقام لافتة وأساليب مختلفة

حديث ماديسون عن بوستيكوغلو لا يتعلق بكونه مدربًا مميزًا في التحفيز النفسي، فهو فعال جدًا في الملعب، حيث قاد توتنهام لأفضل انطلاقة له منذ آخر تتويج له بالبريميرليغ في موسم 1960-1961، كما أن الفريق قبل خوض مباراة فولهام كان الأكثر تسديدًا بـ153 مرة، والأكثر لمسًا للكرة داخل منطقة المنافس بـ341 مرة (رقم لافت في دوري يتواجد به مانشستر سيتي!)، كما أن الفريق يمتلك أكبر عدد من التمريرات الصحيحة في الثلث الأخير من الملعب بـ1192 مرة (رقم أكثر دهشة في دوري يتواجد به السماوي!).

وإن كان توتنهام قادرًا على أن يمرر بهذا القدر الهائل من النجاح في المناطق الأخيرة من الملعب، فإن الفريق يمتلك أسلوبًا شرسًا للضغط على المنافسين، إذ يتبع المدرب الأسترالي طريقة واضحة لعدم منح المنافسين الفرصة للتنفس أثناء الخروج بالكرة، ممارسًا ضغطًا هائلًا بلاعبيه الأماميين، الذين لا يكفّون عن الركض.

ماديسون سجل أول أهدافه داخل الديار مع توتنهام في مرمى فولهام

ويحتاج هذا الأمر لتحفيز خاص ودائم من المدرب لإقناع عناصره الهجومية بالتفاني في هذا الأسلوب، ويبدو أن بوستيكوغلو نجح في ذلك بشدة مع اللاعبين كريتشارلسون وماديسون وديان كولوسوفسكي، بينما لا يبدو سون محتاجًا إلى أي تحفيز من هذا النوع!

وإن كان الفريق يتراجع أحيانًا ليلعب بدفاع من وسط ملعب، إلا أنه لا يتخلى أبدًا عن أسلوبه في الضغط العكسي الشرس، فبمجرد فقدان الكرة يتحول لاعبوه إلى آلات لا تهدأ، وتستمر في الضغط على منافسها ولا تتوقف إلا بزوال ضرورة الضغط، بخروج الكرة لخط التماس أو باستعادتها أو بتشتيتها.

تكتيك توتنهام

يعتمد المدرب الأسترالي على ما وصفه محلل سكاي سبورتس غاري أونيل بـ"الفريق الانسيابي"، حيث تستحيل القدرة على تحديد تمركزات اللاعبين، فهي في حالة تغيير مستمر مع عدم التقيد بالمراكز.

يمكنك مشاهدة ذلك في الملعب فعلًا، فمركز رأس الحربة ليس حكرًا على أحد، إذ ستجد سون تارة أو ريتشارلسون أخرى، بينما تتحرك الأظهرة والارتكاز بالإضافة لماديسون بشكل مستمر غير متقيد بالمراكز.

أونيل حلل السبيرز قائلًا: "إن هناك رغبة دائمًا من المنافسين في إجباره على لعب الكرة إلى الأطراف، بسبب التمركز الكثيف للاعبيه في عمق الملعب، لكن توتنهام كثيرًا ما يتغلب على الأمر، بخروج أحد لاعبي الارتكاز للأطراف، ليسحب المنافسين معه، ثم تُلعب الكرة إلى ماديسون المتراجع للخلف، لتسلم الكرة للخروج بها من منطقة الضغط.

أما إن جاز لي شخصيًا وصف مدافعي توتنهام فهم مثل الـ"bad boys"، أو ربما رجال العصابات بأجسادهم القوية وعضلاتهم النافرة، فلا يتركون مجالًا للصدفة، ويتعاملون بشراسة لا تخطئها العين، مع بعض التهور أحيانًا، لكنه يظل حتى الآن تهورًا مُسيطرًا عليه، فتوتنهام لم يستقبل سوى 8 أهداف حتى الآن، ليصبح ثاني أقل الفرق استقبالًا للأهداف.

هل يستمر السبيرز حتى النهاية؟

من الصعب التكهن بالأمر بعد 9 جولات فقط، لكن في حالة عدم تحول مانشستر سيتي لقطار يكتسح الأخضر واليابس، فإن الأمر ممكن. لا يلعب الفريق أوروبيًا في الموسم الحالي، وبالتالي يمكنه عدم استهلاك تشكيلته في عدة جهات، خاصة مع افتقاده لدكة تضاهي قوة تشكيلته الأساسية.

فدعونا نكن صرحاء. لا يمتلك السبيرز مهاجمًا مميزًا في الدكة، وليس لديه أظهرة جيدة غير من هم في الملعب، كما أن بيسوما لا يمكن الاستغناء عنه في مباريات غير التي تواجه فيها فولهام على أرضه، لذلك يدعو محبو الفريق كثيرًا لتفادي الإصابات. سنرى ما سيحدث، ولنستمتع حاليًا بما يقدمه المدرب الأسترالي وفريقه.

شارك: